كتب - أحمد المختار
نتحدث اليوم عن كاتب و روائي ، ينتمي لعائلة " أباظة " احدي أعرق عائلات " مصر " ، و هي أسرة أدبية قدمت للأدب العربي
عمالقة من الأدباء على رأسهم والده الأديب " دسوقي أباظة " ، و عمه الشاعر " عزيز أباظة " و عمه الكاتب الكبير " فكرى أباظة " .
حديثنا عن أديب و روائي له مخزون هائل من القصص والحكايات ، التي تحولت عدد كبير منها إلي أفلام سينمائية و مسلسلات تلفزيونية ، حتى أصبحت أعماله من أبرز علامات السينما المصرية ، إنه الكاتب و الأديب المصري الشهير " ثروت أباظة " ، و نستعرض هنا أبرز المحطات في حياته ، منها :
والده و عشق " الشرقية "
تمسك والد " ثروت أباظة " الشديد بجذوره في الشرقية ، حيث ذكر " ثروت " بنفسه قائلاً : " ولدت بالقاهرة عام 1927 في 28 يونيه ، و قد كنت في غناء عن ذكر هذا التاريخ ، إلا أنني أذكره ، لأن أبي لم يشأ أن يُقيد ميلادي بالقاهرة ، و إنما انتظر حتى ذهب إلي بلدتنا في الريف " غزالة الخيس " مركز الزقازيق بإقليم الشرقية ، و قيدني هناك ، و لذلك فتاريخ ميلادي الرسمي المُقيد بشهادة الميلاد في البطاقة هو 15 يوليو 1927 ، و قد ذكرت هذه الواقعة على بساطتها لأبين مدى ارتباطنا بالريف " .
البدايات
وُلد " ثروت دسوقي أباظة " في يوم " 15 يوليو " من عام " 1927 " في قرية " غزالة " بمركز " الزقازيق " بمحافظة " الشرقية " بمركز الزقازيق قرية غزالة ، و كان والده يتقلد من المناصب الهامة بالدولة " عضو مجلس النواب ثم وكيلاً للمجلس ، ثم تقلد منصب الوزير لعدة فترات و لوزارات مختلفة .
و علي الرغم من مولد " ثروت " وسط عائلة أدبية ، و يتميز بذكاء شديد ، إلا أنه لم يكن من " المُتفوقين " في الدراسة فعنفته والدته ، حتى اهتم بدراسته و تخرج من كلية الحقوق وهو في الثالثة والعشرين من عمره .
حيث حصل " ثروت " على ليسانس " الحقوق " من جامعة " فؤاد الأول " عام 1950 ، و بدأ حياته العملية بالعمل بمهنة المحاماة ، لكنه اتجه إلي الكتابة الأدبية في بداية مبكرة ، و بدأ اسمه يتردد بالإذاعة ، ثم اتجه إلى القصة الطويلة ، و فى السادسة عشر من عمره اتجه إلى كتابة القصة القصيرة و التمثيلية الإذاعية .
ثمرة إنتاجه
حيث ألف " ثروت أباظة " عدة قصص و روايات ، تحول عددٍ منها إلى أفلام سينمائية و مسلسلات تلفزيونية ، و كتب أكثر من " 40 " تمثيلية إذاعية ، و " 40 " قصة قصيرة ، و " 27 " رواية طويلة .
و تُعد من أبرز أعماله : " شيء من الخوف ، هارب من الأيام ، ثم تشرق الشمس ، الضباب ، أحلام في الظهيرة ، طارق من السماء ، الغفران ، لؤلؤة و أصداف ، خشوع " .
المناصب
تولي " ثروت " في عام " 1974 " رئاسة تحرير مجلة الإذاعة و التلفزيون ، ثم تولي رئاسة القسم الأدبي بجريدة " الأهرام " بين عامي " 1975 و 1988 " و ظل يكتب فيها حتى وفاته ، كما ترأس اتحاد الكتاب ، و تقلد منصب وكيل مجلس " الشورى " ، و كان أحد أعضاء المجلس الأعلى للثقافة ، و عضواً بالمجالس القومية المتخصصة ، و مجلس أمناء اتحاد الإذاعة و التلفزيون ، و رئيس شرف لرابطة الأدب الحديث ، وعضواً بنادي القلم الدولي.
الجوائز
حصل " ثروت أباظة " على عدة جوائز منها : " جائزة الدولة التشجيعية في عام " 1958 " ، و وسام العلوم و الفنون من الطبقة الأولى ، ثم نال جائزة الدولة " التقديرية " في الآداب عام 1982 .
وفاته
أًصيب الروائي و الأديب " ثروت أباظة " بورم خبيث في المعدة ، و ظل خلال عامه الأخير التنقل بين البيت و المُستشفى ، لذلك أودع كل أعماله في " دار المعارف " لتنشرها له ، و كان في تلك اللحظات سريع التأثر حتى البكاء ، حتى رحل الأديب الكبير بعد صراع طويل مع المرض في يوم " 17 مارس " من عام " 2003 " عن عمر ناهز الـ " 74 عاماً " .
