لم يشفع عندهم كبر سنه ولا صلة الدم التي كانت يومًا رابطة بينهم، فعندما يحضر المال يعمي الشيطان الأبصار ويغيب العقل والضمير وتبقى الحاسة الوحيدة العاملة لدى الطرفان هي الطمع.
قصة كان بدايتها زودين لم يرزقا الأطفال وظلا سنواتهما يوؤسنان أحدهما الأخر داخل إحدى الشقق السكنية في منطقة مسطرد التابعة لمدينة شبرا الخيمة في محافظة القليوبية، إلى أن توفي الزوجان الواحد تلو الآخر تاركين خلفهما إرثا متمثل في تلك الشقة السكنية فقط ومعها الدم الذي رابط بين أهليتهما.
بعد الوفاة بأيام ومرور مراسم الدفن والعزاء بدأت أهلية الزوج والزوجة في البحث داخل دفاتر الميراث، إلا أن الطرفين صدما بأن الزوجين لم يتركا سويا تلك الشقة، وهنا بدأ الخلاف يدب بين أهل الزوج وأهل الزوجة اللذان كان في يوم من الأيامعائلة واحدة تربطهما المصاهرة والدم، لتذهب المصاهرة بسبب الخلاف على المنزل ويبقى الدم والخلاف فقط بينهما.
بدأت الواقعة باستقبال مستشفى ناصر العام بشبرا الخيمة، مسن يتجاوز عمره 60 عامًا، مصاب بطلق ناري في الظهر أودى بحياته.
هذا وقد أبلغت إدارة المستشفى قسم ثان شبرا الخيمة، بوصول الكسان نروز نخله غربيان، 60 سنة، مصاب بطلق ناري نافذ في الظهر بواسطة فرد خرطوش.
على الفور انتقل فريق من مباحث قسم شرطة شبرا الخيمة ثان، ومن جانبه أمر المقدم محمد الشاذلي رئيس المباحث بتشكيل فريق بحث مكثف لكشف ملابسات الواقعة، وإجراء التحريات اللازمة.
وكشفت التحريات أن 3 متهمين وراء ارتكاب الواقعة، نتيجة خلافات بينهم وبين المجني عليه على للاستحواذ على شقة كانت مسكوبة من قبل نجلة المجني عليه وزوجها (من عائلة المتهمين).
وتمكنت مباحث قسم الشرطة من القاء القبض على كل من "م. ع. خ"، 33 سنة، "ا. م. ك"، 54 سنة، "ط. ر. س"، 32 سنة.
وبمواجهة المتهمين اعترفوا المتهم الثاني بالاستعانة بالمتهمين الأول والثالث لطرد المجني عليه من شقة سكنية كانت مملوكة لأحد أقاربهم وبعد ووفاته هو وزوجته وتركهما للشقة فوجئ المتهمين بالمجني عليه ينتقل للعيش في الشقة باعتبارهما ميراثه عن نجلته المتوفية، فنشب الخلاف بين المتهمين والمجني عليه، فقام المتهم الثالث بإخراج فرد ناري "خرطوش"، محلي الصنع، وأطلق النار على المجني عليه للتهويش فأصابه بطلق ناري في الظهر أودت بحياته.
واستمعت نيابة قسم ثان شبرا الخيمة، لأقوال المتهمين، الذين أقروا بارتكاب الواقعة، مؤكدين ما جاء في محضر قسم الشرطة، لافتين إلى أن المتهم الثاني حينما أطلق النار على المجني عليه لم يكن يقصد قتله ولكن فقط أراد "التهويش".
وأدلى المتهمون باعترافات تفصيلية أمام النيابة حول الواقعة، قائلين: "كان نجل عمومتنا متزوج من سنوات طويلة ولم يرزق هو وزوجته بأطفال وكان يسكنا في شقة سكنية بجوار مسجد التوحيد في منطقة مسطرد، ومنذ أكثر من عامين توفيت الزوجة وتركت الزوج، الذي توفي منذ أيام، لنفوجئ بوالد الزوجة ينتقل للعيش في الشقة على اعتبار أنها ميراثه الشرعي عن نجلته المتوفاة، متناسيا أننا أيضًا لنا الحق في الشقة، وبعد أن ذهبنها لمعاتبته فوجئنا به يوبخنا ويطردنا من الشقة، فما كان منا إلا أن اشتبكنا معه وحينما رأيناها يتركنا متجهًا للمطبخ ظننا أنه سوف يحضر سكينا للاعتداء علينا فقام المتهم الثاني بإخراج فرد ناري خرطوش وأطلق النار عليه لإيقافه ولكن استقرت الطلقة في الظهر لتودي به ميتًا".
وأمرت النيابة بحبس المتهم 4 أيام على ذمة التحقيق.