ذكر المستشار العلمي لحكومة بريطانيا، باتريك فالانس، أن إجراءات بلاده ضد فيروس كورونا تهدف لأن لا يتجاوز عدد الوفيات 20 ألفا، بينما يحذر خبراء من أن هذا العدد قد يبلغ 250 ألفا.
وقال فالانس، في تصريحات أدلى بها أمس الثلاثاء أمام لجنة الصحة العامة في البرلمان البريطاني، إن "المقياس العقلاني" المعتمد على تقديرات التصور البياني الذي وضعته حكومة البلاد يشير إلى أن العدد الحقيقي للمصابين بالفيروس في المملكة المتحدة يبلغ حاليا 55 ألفا في الوقت الذي تفيد فيه المعطيات الرسمية بتسجيل 1543 حالة مؤكدة.
وأوضح فالانس، ردا على سؤال حول حصيلة الوفيات المحتملة: "خفض هذا العدد إلى مستوى 20 ألفا وأقل، في حال تمكنا من فعل ذلك، سيكون نتيجة جيدة من وجهة نظر أملنا حول الحدود المحتملة التي يمكن أن يصل إليها هذا التفشي".
وتابع: "هذا الأمر لا يزال مرعبا، وهذا عدد هائل للوفيات، كما يمثل كل ذلك ضغوطا ضخمة على خدمات الصحة".
واعتبر المستشار العلمي للحكومة البريطانية أن تأثير الإجراءات، التي أعلنتها سلطات البلاد الاثنين لردع انتشار الفيروس، وترتكز على تشديد الحجر الصحي للمصابين وعائلاتهم وعزل السكان المسنين، سيصبح ملحوظا في غضون أسبوعين أو 3 أسابيع.
ومنذ الاثنين الماضي غيرت السلطات البريطانية نهجها في إطار إجراءات مكافحة فيروس كورونا، على خلفية تقديرات نشرت في تقرير للمعهد الإمبراطوري البريطاني من قبل فريق عمل معني بدراسة تفشي فيروس كورونا من النوع "COVONA-19" في البلاد.
واستنتج التقرير أن الحكومة البريطانية لديها الآن خياران عمليا، يتمثل الأول في اتخاذ إجراءات شديدة الصرامة، بينما يكمن الثاني في التسليم بوفاة نحو 250 شخص في البلاد، مبينا أن هذا التقدير يعد الآن "مرجحا بشكل أكبر وليس الأسوأ".
وبعد صدور هذه التحذيرات قررت الحكومة البريطانية برئاسة بوريس جونسون تشديد سياستها في هذا المجال بشكل حاد حيث بدأت تطبيق تدابير لعزل كل المسنين الذي تتجاوز أعمارهم 70 عاما، وفرض قيود كبيرة على الحياة العامة، ودفع السكان للبقاء في المنازل، وتطبيق الحجر الصحي ليس فقط بحق المصابين بفيروس كورونا وإنما كذلك أفراد عائلاتهم، إضافة إلى تقليص التواصل الاجتماعي المباشر.