حمدي رزق
وانتشر عبر مواقع التواصل الاجتماعى'> مواقع التواصل الاجتماعى ذلك المقطع:
حتى إذا تساوى الرقمان (20=20)
وتفشى مرض الزمان
مُنع الحجيج/ واختفى الضجيج
واجتاح الجراد/ وتعب العباد
ومات ملك الروم/ من مرضه الزؤوم
وخاف الأخ من أخيه
وصرتم كما اليهود فى التيه
وكسدت الأسواق/ وارتفعت الأثمان
فارتقبوا شهر مارس.. إلخ..
مقتطفات من كتاب أخبار الزمان صفحة 365.
وإذا تساوى الرقمان 20=20 تفشى مرض الزمان، داهمتنى هذه الجملة بضراوة على مواقع التواصل الاجتماعى'> مواقع التواصل الاجتماعى، منسوبة إلى مَن يُدعى «إبراهيم بن سالوقيه»، ضمن كتابه الذى يحمل عنوان «أخبار الزمان»، وقد تنبأ منذ قديم الزمان بنهاية العالم فى شهر مارس بوباء كورونا، ونهاية ترامب (ومات ملك الروم/ من مرضه الزؤوم) فى ظل أخبار الاشتباه فى إصابة الرئيس الأمريكى بكورونا واحتمالية حجره صحيًا.
غلب حمارى بحثًا، وثبت من تحقيق معمق لوكالة (سوا- لندن) أنه لا يوجد مؤلف يحمل هذا الاسم «إبراهيم بن سالوقيه»، ولم يتم ذكر اسم الرجل حتى فى أى مجال علمى مرجع أو مؤلف أدبى، سواء فى عصر مقارن لعصره المزعوم أو فى عصر سابق أو تالٍ، ما يعنى أن هذا الرجل غير موجود بالأساس فى أى عصر.
عجيب أمرهم، شخصية معدومة الذكر يتم افتكاسها وتحميلها نبوءة ترمز لحادث عارض فى مسيرة البشرية.
اللافت أن «إبراهيم بن سالوقيه» معدوم الذكر، ولكن كتاب «أخبار الزمان» فمعلوم، وصدر فى القرن الرابع الهجرى، لكاتبه المؤرخ «أبى الحسن على بن الحسين بن على المسعودى»، وهو مؤرخ إسلامى تُوفى عام 346 هجريًا.
نعم، يرصد الكاتب العديد من عجائب الزمان والبلدان، ولعل أبرزها سحر الكهنة ودورهم فى مختلف الأحقاب، ووصفه المؤرخين القدماء بأصحاب الخيال الواسع، ومدى التقدم الذى كان عليه الفراعنة فى مصر والإسكندرية.
ولكنه لم يأتِ ذكرًا على هذه النبوءة.
ووفقًا للمنشور، فإن المقتطفات من كتاب أخبار الزمان صفحة 365، والحقيقة أن عدد صفحات الكتاب 278 صفحة فقط.. وعن جملة «حتى إذا تساوى الرقمان 20=20»، فالكتاب المذكور لم يكتب الرقم 20 ولا أى رقم آخر.. وعن جملة ارتقبوا شهر مارس، فهذه الأشهر لم تكن معروفة بهذه الأسماء فى ذلك الوقت.. وعن الكتاب فإنه لم يتطرق إلى أى نبوءة عن نهاية العالم، بل اقتصرت كل موضوعاته على رصد التاريخ القديم بمختلف بلدان العصر القديم.
نقلا عن المصرى اليوم