لعلنا جميعا ندرك جيدا أن الأزمات ظاهرة ترافق سائر الأمم والشعوب في جميع مراحل النشوء والإرتقاء والإنحدار ومن هذا المنطلق التعريفي التوضيحي لعلم إدارة الأزمات نستطيع أن نحلل الموقف الراهن في مصر في ضوء أنه الاستعداد لما قد يحدث والتعامل مع ماحدث بمنهجية علمية تعتمد علي دراسة وتحليل الأزمة ومحاولة الخروج منها بأقل الخسائر وتأخير الأزمة اللاحقة إن تعذر تعطيلها.
وأعلنت رئاسة الجمهورية أن الرئيس عبد الفتاح السيسي وجه بتعليق الدراسة في الجامعات والمدارس أسبوعين اعتبارًا من يوم غد الأحد الموافق ١٥ مارس ٢٠٢٠ ، وذلك في إطار خطة الدولة الشاملة للتعامل مع أي تداعيات محتملة لفيروس كورونا المستجد. وأضافت أن الرئيس وجه بتخصيص ١٠٠ مليار جنيه لتمويل الخطة الشاملة وما تتضمنه من إجراءات احترازية.
وعقد الدكتور مصطفي مدبولي رئيس مجلس الوزراء مؤتمرًا صحفيًا أعلن فيه تعليق الأنشطة الرياضية بالنوادي للحد من الاختلاط كإجراء وقائي للحد من الانتشار السريع لفيروس كورونا, وفي سياق متصل تم توجيه وزارة الداخلية بغلق مراكز الدروس الخصوصية جنبا الي جنب مع قرار تعليق الدراسة لمدة أسبوعين كنوع من الإجراء الوقائي والاحترازي لمنع عملية الاختلاط.
وأصدرت الكنيسة القبطية الأرثوذكسية بيانا إعلاميًا قررت فيه تعليق كافة الخدمات الكنسية علي اختلاف المراحل العمرية تضامنا مع توجيهات رئيس الجمهورية بتعليق الدراسة في المدارس والجامعات مع الاحتفاظ بإقامة القداسات الإلهية وتضمن بيان الكنيسة الصلاة من أجل أن يحفظ الله مصر وبلاد العالم أجمع من كل سوء وأن ينجي البشرية من خطر الأمراض والأوبئة.
وقررت الأوقاف إغلاق جميع الأضرحة خلال مدة تعليق الدراسة.
حقا إن أجمل ما يميز القائد الماهر هو اختيار لتوقيت اتخاذ القرار السليم بما يتناسب وحجم الأزمة والمضي قدمًا في الشروع في إيجاد حلول مناسبة واقعية يدركها ويتفاعل معها القاصي والداني التي هي بمثابة طوق النجاة لعبور الأزمة.
حفظ الله مصر وشعبها و وقي الله مصر شر الأوبئة والأمراض.
نقلا عن صدى البلد