سليمان شفيق
عشت حياتي لا اخشي الموت ، عانقتة كثيرا ، في الحرب حينما كان الطريق الي الحياة يمر عبر الموت ، او حينما كان مشرط الطبيب يفتح شريان الحياة من الموت .
لكن الموت النفسي اعيشة هذة الايام حينما اري الفقراء يموتون بلا ثمن من جراء السيول الاخيرة ، بعد جرفهم الفقر للعيش تحت خطي الفقر والموت ، لم يهتم بهم احد من الدولة او دور العبادة الا بعد ان فارقوا الحياة ، وهكذا عاشوا مجهولين وماتوا مجهولين .
والموت العقلي اراه في حوارات جماعات من المؤمنين الموقرين الذين يرون ان الايمان ضد العلم ، تارة يقتنعون ان النقاب يقي من الكورونا ، وتارة اخري لايختلفون علي جوهر سر التناول بل علي كيفية استخدامة ، لست بصدد ادارة حوار حول الامر بل اصلي من اجل الا تموت العقول .
موت الرؤية الايجابية برز حينما خرج كثيرين لمساعدة الناس في مواجهة "التنين" في ظاهرة مصرية أصيلة كنا نفتقدها منذ زمن ، وكان من طلائع من خرجوا الكنائس في تجسيد حقيقي للمحبة ، وكان من اوائل المبادرين الاسقف مكاريوس الاسقف العام للمنيا
ولكن راعني ان اجد كتابات متضايقة من نزولة لمساندة المتألمين بشكل مُعلَن، باعتباره يتنافى مع مبدأ العمل الخفاء، رغم ان الاسقف اراد فقط تشجيع الآخرين، وهو ما حدث بالفعل؛ كما أن اغلب الصور نُشِرت بواسطة الأهالي والمواقع ، وتغافل هؤلاء علي ان كل ما كان يرجوة الانبا مكاريوس ،أن يكون الجميع قد قاموا بأي عمل إيجابي -كل بطريقته- لأجل الانسانية .
لقد تناسي هؤلاء ان لدينا افلام دينية وايقونات وقصص تروي قيمة العطاء وما يسمي اعمال المحبة ، ولكن خصومة البصيرة لاتري الا الموت في السلبية ، لقد تناسي هؤلاء ان العشرات ماتوا او اختفوا لان لا احد من رجال الدين في المنطقة بادر بمساعدة هؤلاء في اللحظة المناسبة ، تلك هي خصومة البصيرة والموت في الخفاء .
الموت الضميري ، رايت ذلك جليا في اغنياء الاوبئة من الصيادلة الذين رفعوا اسعار الادوية الواقية من الوباء دون ان يدركون ان الوباء سوف يطالهم ويطال الموت اموالهم بعد ان طال ضمائرهم .
مرحبا ايها الموت الجسدي لانك سوف تنقلني الي عالم الاحياء بالروح وليس بين اموات العالم خصوم العقل والضمير.