بقلم : وجيه رؤؤف
فارقنا قداسه البابا شنودة الثالث البطرك إل 117 على كرسي مار مرقص الساعة الخامسة مساء يوم 17 فبراير عام 2012 ,
والحقيقة لم يشأ المعلم ( وهو لقب من ألقاب قداسه البابا ) أن يرحل دون أن يضيف إلينا بعض العبر وبعض النصائح ,
رحل أبينا يوم 17 لأنه البطرك رقم 117 ورحل في الساعة الخامسة وهى الساعة 17 ليكون يوم الوفاة مميزا 17 17 كما كانت وفاته في شهر ثلاثة لأنه البابا شنودة الثالث ورحل في عام 2012 لأن عدد تلاميذ رب المجد يسوع أثنى عشر ,
فهكذا أراد ألله أن يجعل من تاريخ وفاه هذا القديس عبره ومثلا للتفكير والتحليل لمن يريد أن يعتبر ,
ولكن يخرج إلينا بين الفينة والفينة بعض الأشخاص اللذين لا نود أن نشير لأسمائهم حتى لا نعطيهم أكثر من حجمهم وخصوصا أنهم خونه للبلاد ويعدون من العملاء لبعض الدول التي تريد نشر الفتن الطائفية داخل مصر , وهؤلاء يزدادون حنقا وغضبا وحسدا لقداسه البابا الذي يشكل حائط صد ضد كل من يحاول تقسيم البلاد ونشر الفتن الطائفية بها ,
كانت كل عظات قداسه البابا عن المحبة والوئام ومحبه حتى الأعداء وأتحدى أن يوجد تسجيل لقداسه البابا يدعو إلى الكراهية أو يدعو إلى الفرقة بين أبناء الوطن الواحد ,
كان البابا شنودة يعد احد دعائم الاستقرار في مصر وقد تحمل الكثير في سبيل ذلك ,كما أجبر الأقباط على تحمل الكثير من الاضطهاد وكان يمتص كل ثوراتهم ولو لم يفعل ذلك لتحولت مصر إلى صراع طائفي كان من الممكن أن يؤدى في النهاية إلى استعمار البلاد ,
وكانت قولته الشهيرة ( إذا كانت أميركا تريد احتلال مصر لحماية الأقباط فليمت الأقباط ولتحيا مصر ) .
كلمات عظيمه لا يقولها إلا العظماء بينما يرتمي أعداؤه كالعبيد تحت أقدام دول البترودولار ودول الخليج لكي يغتنموا الأموال وفى سبيل ذلك يبيعوا مصر ويبيعوا تاريخها وحضارتها لكي ترجع مصر إلى عصور البداوة والجاهلية ,
هكذا كان العملاق البابا شنودة المعروف ببعد نظرته وعبقريته في التفكير ووطنيته التي لا يستطيع منازعته فيها أي كائن على الأرض ,
ولكن هناك الكثير الذي لم يثار في حياه البابا ولكنا سنثيره الآن بتحليل وتدقيق :
لمن يريد أن يعتبر ولمن يستطيع الفهم والإدراك ليعتبر تأملوا معي هذا :
1- قرر السادات تحويل البابا رهن الاعتقال بدير الأنبا بيشوى بوادي النطرون ,وفى واحد أكتوبر 1981 تم إطلاق صاروخ عسكري على قلايه البابا شنودة بالدير( مكان التعبد ) وساواها هذا الصاروخ بالأرض ونجا البابا منها بمعجزه إلهيه ولكن السادات لم ينجوا من أولاده في المنصة بعدها بخمسه أيام لكي يتم اغتياله على أيديهم في 6 أكتوبر 1981 .
2- لو لم يتم نفى البابا إلى دير الأنبا بيشوى لتم اغتياله في المنصة مع السادات ولكن كان قرار نفيه للخير ( كله للخير ) .
3- بعد أن اغتيل السادات لم يفرج حسنى مبارك عن البابا شنودة بل تركه رهن للاعتقال لمده أربع سنوات بعدها لشيء في نفس مبارك وبعد أن أفرج عنه كان يجعله أداه ضغط وكان يضغط على قداسه البابا بشتى طرق وكانت حادثه كنيسة القديسين التي أراد بها حسنى مبارك كسر نفسيه البابا والأقباط ولم يمر شهر حتى أصبح حسنى مبارك رهن الاعتقال ذليلا مهانا من الشعب يدخل إلى ساحة القضاء مدعيا المرض على سرير بينما يصبغ شعره في مهانة ويلقى تباعا في مزبلة التاريخ بينما تصعد روح البابا شنودة إلى بارئها بحضور القديسين وبتعزيه من سائر الدول وبمراسم عزاء حضرها الملايين بينما ضم أسمه إلى سفر الحياة وأصبحت أشعاره يتغنى بها المرنمون وكتاباته يتلهف إليها الكتاب والمثقفون .
أللهم لا شماتة ولكنه الله الذي ينظر إلى الودعاء ويرفعهم ويزل المتكبرون .
أذكرنا يا قداسه البابا أمام عرش النعمة ,
أذكرنا يا أبى فلم نوفيك حق قداستك في حياتك ,
أذكرنا يا أبى يا من تحملت العناء والمشقة من محبيك قبل أعدائك
أذكرنا يا من كنت تشتم فتبارك , يكرهونك فتحبهم , يغتصبون منك فتصفح وتعطى
أذكرنا يا من كنا لا نفهم تصرفاتك فكنت كمثل سيدك :
قصبه مرضوضه لا تقصف , فتيل مشعل لا تطفئ
تجول تصنع خيرا
أذكرنا نحن الخطاة أمام عرش النعمة لكي يتقبلنا الله ويغفر لنا خطايانا