بقلم - مدحت ناجى نجيب
من هو الرئيس القادم؟ والبطريرك القادم؟
نحن لا نقلق أبدًا إذا وضعنا كل أمورنا في يد الله "لأن الذي اعتاد أن يترك كل شىء في يد الله أعتاد أن يرى يد الله في كل شىء"، فما نمر به الآن من مستجدات في ظل غياب رئيس.. وبطريرك، ما هو إلا أن الله يعمل في "مصر" ويجهِّز لمفاجأة عظيمة لهذا الشعب، فلا تقلق، فإن الله يعد الاثنان معًا، فما نمر به الآن ليس صدفة وإنما هو ترتيب إلهي. لا ترتعب قلوبكم.
عندما رحل البابا "كيرلس السادس" تسائل الجميع "من يملأ هذا الفراغ؟"، لكن الله أرسل قداسة البابا "شنودة" أعظم البطاركة ومعلم الأجيال، الذي أعطى طعمًا للتعليم داخل الكنيسة. والله سوف يعطي شعبه رعاة حسب قلبه يرعونه بالحق، فلا تخافوا، لأن الكنيسة في يد الله القادر على كل شىء، أبواب الجحيم لن تقوى عليها؛ لأن مؤسسها المسيح صخر الدهور.. سوف تخرج سالمة من محنة فراق البابا، وسوف يأتيها راعى جديد يخدم بالحق.. البابا لم يمت لأنه "وإن مات يتكلم بعد ..."، و"العظماء لا يموتون"، فالكنيسة بالأمس كانت في يد البابا "شنودة"- بصلاته- وها هي اليوم في يد المسيح- بشفاعة البابا "شنودة"-.
انظروا إلى الحقول إنها قد أبيضت للحصاد.. نعم الحياة تسير بشكل سريع... و"مصر" تتغيَّر من حال إلى حال.. لكننا نثق إن الله سيعمل في القريب العاجل ليختار الرئيس.. والبطريرك.. أرجو أن لا تخلطوا الأمور العالمية بالأمور الروحية، وأن لا يلتبس عليكم الأمر بأن تجروا وراء الشائعات. لا تسمعوا إلا لصوت الكنيسة في هذه الفترة الحرجة، لا تصدِّقوا كل ما يُقال في الصحف، انتبهبوا إلى تعاليم الإنجيل.. لا تجروا وراء مطالب عالمية.. لا تمشوا وراء القادة العميان.. إرادتكم في اختيار البابا محدَّدة "بالانتخاب"، وإرادة الله محدَّدة "بالقرعة".. لذلك صلوا إلى الرب لكي يرسل لنا إنسانًا وراعيًا يقف في الثغر.. ويبني الأسوار.. ويقيم الجسور.
نصيحتي للشعب القبطي: لا تخافوا مهما كانت ظروف الحياة، ولا تقلقوا على مستقبل الفترة القادمة، أنتم في جدول أعمال الله "الرب أصغى وسمع وكتب أمامه أسمي في سفر تذكرة"، انتظروا صوت الرب.. الذي يزلزل الجبال فتدخن.. الذي يشق في البحر طريقًا.. فالله لا يترك نفسه بلا شاهد في كل مكان وزمان.. "إلى هنا أعاننا الرب".