الأقباط متحدون | الإخوان حديث في النور
ستظهر الصفحة بشكل مختلف لآنك تستخدم نسخة قديمة من متصفح أنترنت أكسبلورر، استخدم نسخة حديثة من انترنت اكسبلورر او أى متصفح أخر مثل فايرفوكس لمشاهدة الصفحة بشكل أفضل.
أخر تحديث ٢١:٢٦ | الاثنين ١٩ مارس ٢٠١٢ | ١٠ برمهات ١٧٢٨ ش | العدد ٢٧٠٤ السنة السابعة
الأرشيف
شريط الأخبار

الإخوان حديث في النور

الاثنين ١٩ مارس ٢٠١٢ - ٥٩: ٠٩ ص +03:00 EEST
حجم الخط : - +
 

بقلم: أحمد صبح
لا أدري لماذا يصر الإخوان المسلمون على غسل أيديهم من خروج الأمريكان في قضية التمويل الأجنبي ، بعدما أعلن الجانب الأمريكي شكره لجماعة الإخوان المسلمين ، وللمجلس العسكري الحاكم في مصر ؟! قد يقول قائل - يصر أيضاً على جعل تصديق قيادات الإخوان من أمور العقيدة - أنني مشكوك في إيماني ، جيث أنهم مسلمون بل ينتمي بعضنا لبعض كأصحاب للتيار الإسلامي ، وبالتالي فقهم صادقون بناءً على هذه الوكالة التي يريد البعض أن يمنحها للتيارات الإسلامية في مسائل الإيمان ، ولكن يجب أن نعلم أن الصدق صدق ، سواء كان في أمر العقيدة أو السياسة ، وإن كانت الأخيرة تخضع لمواءمات وتقوم على الخداع بينما الدين له قداسته السامية التي يجب أن نضع لها مكانتها التي تليق به ، الإخوان المسلمون لهم تضحياتهم لمدة عقود كثيرة ، وفيهم كوادر سياسية واقتصادية واجتماعية لا بأس بها ، ولكن لابد من مواجهة أنفسنا بحقيقتين : 
 
1. أن الجانب الأمريكي هو الذي كشف هذه المنظمات ، وذلك بإعلانه بكل شفافية أن هذه المنظمات قد حصلت على تمويلات كذا وكذا ، وبالتالي فلا مصلحة لهم في الكذب ، ولا أظن أن رجلاً مثل جون ماكين سوف يقضي على تاريخه السياسي من أجل أن يلصق تهمة بالإخوان المسلمين ، وهو الذي اجتمع ببعض القيادات النافذة في الجماعة ، قبل اللإفراج عن الأمريكان المتورطين في قضية التمويل الأجنبي ثم وجه الشكر للجماعة وللمجلس العسكري الحاكم في مصر عند عودته إلى أمريكا .
 
2. إن جماعات الإسلام السياسي كانت تنطلق بطريقة سرية في عهد الأنظمة الديكتاتورية ، وهذا أمر مفهوم ، خاصة في ظل الملاحقات الأمنية المتواصلة ، وبالتالي فالجماعات الإسلامية تعودت على ممارسة إخفاء الحقيقة ، وتكريس العزلة الجماهيرية فيها وحولها ، ومن ثم إضعاف مافيها من قدرة على النقد والتمحيص والبلورة والتطور ، ومنعها من التعرض لضوء الشمس الذي يكقل بتطهيرها من التشويشات العادية والمتوقعة في مثل هذه المهمات الكبيرة والبعيدة المدى ، لأن العلانية تؤدي إلى توسيع دائرة المشاركين للاتساق مع أنفسهم والتذكير بأصالة توجهاتهم والاستمرار في الطريق ، بينما العمل السري يؤدي إلى ممارسات تجعل المشاركين يصابون بمختلف ألوان القلق والخوف والاحباط ، والبحث عن مبررات للتخلي عن الأمانة التي نهضوا لحملها ، عند أول إشارة توحي بمضايقات نفسية أو مادية ، فكيف الحال إذا كانت ستؤدي إلى السجن والتعذيب أو قطع سيل العمل ؟ هكذا كنا نفكر في ظل النظم الاستبدادية ، فلماذا نعيش على خيال تلك الصورة التي انقشعت بزوال هذا النظام المستبد إلى غير رجعة إن شاء الله ؟!
 
لذلك فإن مصر بعد الثورة تقتضي العمل في العلانية ، ولسنا محكومين من ديكتاتور بل الإسلاميون في صدارة المشهد ، فما الذي سيحملنا على أن نعيش في الحاضر بعقلية الزمن الماضي ؟ لأن ذلك سوف لا يجعلنا ننمو بشكل جماهيري ، فالمطلوب هو تقوية مشاعر الثقة بالذات لدى الجماهير ، وليس تعريضها لمزيد من اليأس والشلل والشك وسيادة عقلية التآمر وتنمية النفاق ، الأمر الذي يؤدي إلى سيادة روح الاستسلام والتخلي عن المسئولية ، بل يؤدي إلى أكثر من ذلك عن طريق توجيه انتقادات تصل لدرجة الاتهام والإدانة لأتفه الأسباب ، بل قد يؤدي الأمر بعد ذلك أن أكثر الأعمال شجاعة وبطولة وإخلاصاً تصير مصدراً للتشكك بهم ، وبالتالي يؤدي إلى إحباط الطاقات وردة الفعل السلبي ، الأمر الذي يؤدي إلى تآكل النفس وقتل الطموح ، إننا يجب أن نتلون بلون الوعاء الاجتماعي المنفتح الصادق بعد الثورة ، ونستعد لإغلاق ملف المتاجرة بالتضحيات.
 
فقد كنا في زمن نظام يعيش مرحلة تحجر وتكلس ضمن قواقعه ، فعاد بنا إلى خط متهابط ، وهذا وضع يلائمه ويلائم شخصياته ، التي كانت ترى الجمود هو الاستقرار ، بالضبط مثل الحيوانات القطبية التي تدخل في مرحلة سبات شتوي طويلة تتباطأ فيها حركة الدم ونبض القلب وبالتالي تنقص الحاجة إلى الغذاء ، كما أن النباتات الصحراوية تتخذ أشكالاً تقلل المساحات المتعرضة للشمس ، وتقاوم الجفاف بأوراق على شكل إبر وبألوان جافة ، وتداوى بالذي كان هو الداء فتتحدى الجفاف مثله ، ونحن الآن أيها السادة في حالة ثورة والشمس قد أشرقت على الجميع ، فما كان يمارس من عمل سري في عهد مبارك لمصلحة البقاء ، وأصبحنا نحن في الصورة ، فلا يمكن بحال ألا تكون هناك شفافية مع هذا الشعب العظيم ، والذي يساند الصادقين مهما غلب الضعف البشري ، فماذا كان يضيرنا لو قلنا اننا تعرضنا لضغوطاً مثلاً " إن لم تفعلوا كذا سنفعل بكم كذا " ، والشعب سيراعي مسائل الأمن القومي ، وإنني أتعجب ..
 
الإخوان ليسوا سبباً فيما وصلنا إليه ، فلماذا نصر على التعامل مع الشعب بنفس الأسلوب السابق من النظام الهالك ؟ لقد كان القدر رحيماً بمصر لما خرج أحد أعضاء حزب النور في مجلس الشعب بكذبة كبرى ملأت الآفاق ، وذلك بالتعدي عليه وسرقته بالإكراه ، الأمر الذي دفعه إلى إجراء عملية تجميل جراء هذه الحادثة ، قم تم اكتشاف هذا الأمر أنها عملية تجميل خلقي بحتة  ولم تكن ثمة جريمة ، وحسناً فَعَل حزب النور بفصل هذا العضو لأن الله لا ينصر الكذابين ، هل مازلنا ننظر للشعب المصري نظر الجماعات السرية الضيقة التي من مصلحتها العمل السري ؟ وأنني على ثقة أن الأمور ستسير إلى الأفضل والشفافية في مصر ستصل أسمى معانيها ، والكل يتعلم ، ولكن يجب أن نعلم أن الثورات كالأزهار الناضرة ، جياتها وبشاشتها في النور ، وأن شفافيتها في التي تصحح بها أغلاط الزمن في أهله ، أو أغلاط الناس في زمنهم . 
 
لازلت أذكر كيف  أن إيران قام ثوارها منذ عقود باحتجاز الرهائن الأمريكيين داخل سفارة أمريكا في طهران ، الأمر الذي أطاح بالرئيس كارتر عندما فشل في استنقاذهم ونحن اليوم ننبطح من أجل معونات تأتينا من دول الخليج بضغط أمريكي ، ونمارس العنجهية على المصريين ونصفهم بالعمالة في كذب منظم واضح ، من اجل قتل الأشخاص معنوياً ، فماذا جنينا الآن ؟ لانستطيع أن نقول للسيد الأمريكي لا ، بينما إيران في عزلتها تقف شامخة أما أمريكا والغرب ! 
الحل أيها السادة ليس بالاستخفاف بالشعوب والتملص من المسئولية ، بل إن أول طريق للاستقلال هو أن تصدق الناس لأنهم رصيدك ، وفي الحديث النبوي الشريف أن " الملك الكذاب لاينظر الله إليه ولايزكيه وله عذاب أليم  "، أرجو أن أكون مخطئاً في حكمي على الإسلاميين الذين يتصدرون المشهد الآن ، ولكن الشواهد تقول جميعها أننا لازلنا نعاني من عقد الماضي وآفات العمل السري .
 
ولا يفوتني أن أندد بالحملة المنظمة التي تمارس ضد الشخصيات الوطنية من أجل قتلها معنوياً أمثال د/ محمد البرادعي ، والذي كان له أكبر الأثر في نجاح ثورتنا المباركة بل كان لها أكبر الأثر في تحويل نظرة الغرب للإسلاميين ، وضرورة التعامل معهم ، وإبطال فزاعتهم والتي كان يستعملها مبارك ونظامه " سبوبة " من أجل اضطهادهم الأمر الذي أدى إلى نجاح ثورة 25 يناير ، ولو كان في اليمن أو سوريا مثل البرادعي ما آلت الأمور إلى ما آلت إليه ، ثم نصفه الآن بالعمالة والخيانة ، وهذا ميراث يجب أن نتخلص منه لأننا عندنا عداء ثقافات ، الإسلامي من يصف الليبرالي بالخائن والعميل ، والليبرالي يصف الإسلامي بالمتخلف والرجعي ، نحن نريد ثقافات مكملة ًوليست متناقضة كما نعشها اليوم ، ثم لماذا الحملة المبررة للأديب العالمي المرحوم نجيب محفوظ صاحب جائزة نوبل في الأدب ؟ الأمر الذي أدى إلى محاولة اغتياله في نهاية عام 1994.م من القرن الماضي ، واليوم نريد اغتيال أعماله ، لماذا نحن ضد النجاح دائماً ؟ هل كل فصيل معين دائماً ليس فيها إلا ديك واحد - كما يقول أمن الدولة السابق - ولمصلحة من هدم هذه الشخصيات العالمية والتي تحصل على أعلى الجوائز العالمية ، بل الأعجب من ذلك وهو ماهزني شخصياً أن أجد حملة شرسة على الدكتور العظيم صاحب نوبل  أحمد زويل ، أيها السادة اتقوا الله في الناس وارعوا الوطن في المواطنين ، ومن عجز عن البناء فلا يشغل نفسه بالهدم !!
 
أجد شخصية صديقة أخرى وقفت ضد الظلم والبغي ، وعانت في المعتقلات وأصدرت كتاباً عن التعذيب باسم " عاصمة جهنم " وفي عهد النظام السابق صدر الكتاب  ، وتم اعتقاله معي في قضية واحدة ، بسبب هذا الكتاب ومحاولة محاكمة حسني مبارك شعبياً عام 2007.م ، الآن يتم سرقة أفكاره واغتيال تاريخه من بعض المنتفعين ، والمزايدين على الآخرين ، وما زال الاستاذ محمد الدريني يمارس دوره الوطني رغم هذه المعوقات والتي تلمح فيها أصابع الطرف الثالث في النظام السابق ، والذي يريد قتل كل الوطنيين والذين كانوا اكسيراً لمصر الثورة ، ولكن أقول لهم جميعاً أيها الشرفاء الوطنيون سوف يستقيم لمصر كلها ما تحاولون ، ويتسق لها ما تؤملون ، أما أنتم أيها الجبناء الذين تريدون تخريب مصر من أعضاء النظام السابق ، فتنتمون إلى الماضي ولن تستطيع الطحالب الصغيرة أن توقف سير السفن العملاقة في عرض البحر ولو اجتمعت ، اللهم ارزقنا الشفافية والوضوح والإنصاف .. آمين .




كن في قلب الحدث... انقر هنا لتحميل شريط الأدوات الخاص بالموقع لتصلك الأخبار لحظة حدوثها



تابعونا على صفحتنا علي الفيسبوك
رابط دائم :
تقييم الموضوع :