كتبت - أماني موسى
أمام تفاقم الأوضاع الإنسانية للمهاجرين العالقين على الحدود التركية اليونانية وإصرار الاتحاد الأوروبي على تأمين حدوده، وإصرار الرئيس التركي على اللعب بورقة المهاجرين للضغط على الجانب الأوربي، يصل أردوغان إلى بروكسل للقاء رئيس مجلس الاتحاد الأوروبي شارل ميشال ومسؤولين آخرين، وذلك ضمن سعي أوروبي لـ طي ملف اللاجئين ووقف المناورات التركية على حساب اللاجئين بحسب تصريح وزير الخارجية الألمانية هايكو ماس.
فما هي صيغة أي توزيع جديد لأعباء ملف اللاجئين؟ ومل قدرة الجانب التركي على فرض شروطه في ظل الحزم الأوروبي؟ وما مدى حضور البعد الإنساني والأخلاقي في هذه الصدام الأوروبي التركي حول ملف اللاجئين؟
حيث اختارت تركيا فتح الأبواب أمام المهاجرين نحو أوروبا، واختارت الأخيرة صد أبوابها أمامهم في اليونان، وبقي اللاجئين عالقين ما بين رغبة أوروبا وتركيا.
من جانبه قال رسول طوسون، أستاذ العلوم السياسية في جامعة اسطنبول، أن هناك كارثة إنسانية نتيجة سياسات الغرب الإمبريالية، ملقيًا بكل اللوم على الجانب الأوروبي في أزمة المهاجرين العالقين، وتركيا تطالب أوروبا بتقاسم أعباء المهاجرين، وعندما تم الاتفاق بين الاتحاد الأوروبي بشأن إعادة اللاجئين غير الشرعيين تغاضت الدول الأوروبية عن ذلك، ووعدوا بإلغاء التأشيرات أمام الأتراك أي حرية التنقل في دول الاتحاد الأوروبي، ووعدوا بفتح فصول جديدة بشأن انضمام تركيا للاتحاد الأوروبي بالإضافة إلى إرسال مساعدات مالية لتركيا لتحمل أعباء المهاجرين، لكن الاتحاد الأوروبي أخلف بوعوده الثلاثة ولم تنضم تركيا للإتحاد الأوروبي، ولم يرسلوا معونات إلا القليل، والآن تركيا تطالب الاتحاد الأوروبي الالتزام بوعوده وتقاسم أعباء المهاجرين.
وأضاف في لقاءه مع قناة روسيا اليوم، الاتحاد الأوروبي قادر أن يستقبل جميع المهاجرين لكنه لا يشعر بالمأساة الإنسانية وهؤلاء المهاجرين إلا عندما احتشدوا على أبوابه، مشددًا أن ورقة المهاجرين أربكت الأوربيون، وهي ورقة قوية جدًا لتحقيق مكاسب تركية.
وقال د. سعيد دودين، رئيس مؤسسة عالم واحد للبحث والإعلام، أن الرئيس التركي يطلب مضاعفة الجهود لحل الأزمة السورية وهو المسؤول الرئيسي عن الأزمة بسوريا، كما أن أردوغان وحكومته هو المسؤول عن تسلل الآف المرتزقة والإرهابيين عبر الحدود الجنوبية لحلف شمال الأطلسي، مشددًا بأن أردوغان يستغل الموقف الإنساني لتحقيق مكاسب مادية، وأن ما تفعله الدولة النركية هو ابتزاز.
وتابع، أوروبا بحاجة إلى الملايين من الأيادي العاملة ووجود المهاجرين السوريين وغيرهم هو إثراء بالأيدي العاملة تحتاجه أوروبا ولا أعلم سبب تخوفهم من موجة المهاجرين، ربما لأن الجماعات الإرهابية المسلحة تستغل هذه المأساة الإنسانية لممارسة إرهابها بدعم من تركيا، ولذا يجب وقف العدوان العسكري التركي على السوريين.