بقلم - أماني موسى
يهتز العالم لمواجهة فيروس كورونا المستجد بين حصد لأرواح الآلاف من عدة دول حول العالم، ومحاولة علماء الغرب على إيجاد لقاح لعلاج هذا الفيروس، وسط مخاوف من تصاعد الإصابات والوفيات وتفشيه ليصل إلى مرحلة الوباء.
والواقع المصري كالعادة يقع بين ساخر أو آخر يهول الأمر، وكأن هذا الفيروس هو أخطر ما يواجهه المصريون خلال يومهم، فهو أخطر من حوادث الطرق التي تحصد الآلاف سنويًا، أو السرطانات التي تحصد الآلاف أيضًا سنويًا وغيرها الكثير من المخاطر مثل البلاعات المفتوحة بالشوارع أو أعمدة الإنارة المكشوفة السلوك.. إلى أخره من مخاطر يومية محتملة.
وهناك فريق ثالث يميل إلى نظرية المؤامرة وأن أمريكا تتآمر على مصر والعالم، وفريق رابع يهون من الأمر وكأنه بغير قائم أو موجود داعيًا الجموع للتصرف وكأن شيئًا لم يكن، باعتبار أنها "طالما بتيجي في البني آدم يتعوض"
وكل الاحترام لمختلف الرؤى السابقة، لكن هناك سؤال مُلح بغض النظر عن كل الاحتمالات الواردة ومنها أن هذا الفيروس تم تصنيعه داخل معامل أحد الدول الكبرى لضرب الاقتصاد العالمي، ماذا يمكن للدول العربية جميعها أن تقدم للبشرية إزاء هذا الفيروس، وماذا يمكن للغرب أن يقدم؟ الواقع أن الدول العربية لا تملك إلا الدعاء على الفيروس مع كل صلاة، أو الدعاء على الآخري للإصابة به فيما عداهم هم!
ماذا يمكن لعلماء هذه الأمة أن يفعلوا حيال هذا الفيروس أو أي خطر آخر يهدد البشرية؟ ماذا يمكن لمن يطلق عليهم علماء الأمة أن يقدموا لإنقاذ البشرية، وهم يقدرون بالآلاف وتصرف عليهم المليارات سنويًا!
الحقيقة أنهم لم ولن يتمكنوا من إفادة البشرية بأي شيء سوى حفنة أوراق قديمة يطلقون عليها مجازًا علوم وعلى من يدرسها عالم، عبرتها الإنسانية وعبرها البشر من حولهم، بينما علقوا هم في هذا الزمن وهذا العلم، وتقدمهم العالم أجمع من حولهم.
ففي الوقت الذي يعكف فيه علماء أمتنا على معرفة هل تناول ثلاث قطع من اللحم على الفطار حلال أم حرام، يعكف علماء الغرب على إيجاد مصل ولقاح لفيروس كورونا الذي طور نفسه وبات أكثر خطورة وأوسع انتشارًا، حتى الفيروس قام بتطوير نفسه بينما نحن عالقون في منتصف التاريخ، منتصف الحضارة، منتصف الحياة.