تصنف سويسرا حاليا ضمن البلدان الأكثر تضرراً من فيروس كورونا على مستوى العالم، حيث سُجّلت فيها أكثر من 300 حالة مؤكدة وتُوفي شخصان.

 
يوم الأحد 8 مارس الجاري، تم الإعلان عن وفاة ثانية بسبب الفيروس، عندما توفي رجل يبلغ من العمر 76 عامًا يعاني من عدة أمراض مزمنة في مستشفى ليستال في كانتون ريف بازل شمال البلاد.
 
تواصل السلطات الترويج لحملة النظافة التي أطلقتها وتشمل تجنب المصافحة والتواصل الوثيق مع الآخرين، وغسل اليدين جيّدًا والاتصال مُسبقا قبل الذهاب إلى الطبيب أو إلى المستشفى لدى ظهور أعراض شبيهة بأعراض الأنفلونزا.
 
حولت الحكومة السويسرية تركيزها في مكافحة فيروس كورونا إلى حماية الفئات الأكثر ضعفًا وهشاشة أي المسنين الذي تزيد أعمارهم عن 65 عاما والأشخاص الذين يُعانون من أمراض مزمنة.
 
تم إلغاء أو تأجيل جميع التظاهرات التي يزيد عدد المشاركين فيها عن ألف شخص. أما المناسبات التي يُشارك فيها أكثر من 150 شخصا فتحتاج إلى الحصول على ضوء اخضر مُسبق من طرف السلطات المحلية في الكانتونات.
 
استبعدت السلطات رابط خارجي إغلاق حدود البلاد الجنوبية مع إيطاليا التي سُجّلت فيها أكثر من 7000 حالة والتي يعيش ربع سكانها منذ يوم 8 مارس الجاري في ظروف حجر صحي.
 
ما هو الوضع الحالي في سويسرا؟​​​​​
في مؤتمر صحفي عُقد في برن يوم 4 مارس الجاري، قال دانيال كوخ من المكتب الفدرالي للصحة العامة: "الوضع خطير ويُصبح أكثر جدية، لكن لا يُوجد سبب يدعو للذعر".
 
حتى صباح الإثنين 9 مارس، بلغ عدد الحالات التي تم تشخيصها من طرف السلطات الصحية في الكانتونات 327 حالة وتسجيل وفاتين، وهما امرأة تبلغ من العمر 74 عامًا ورجل يبلغ من العمر 76 عامًا في كانتون ريف بازل.
 
تجدر الإشارة إلى أنه يُمكن تسجيل فوارق في الرقم الاجمالي لعدد الحالات لأن السلطات الفدرالية لا تُعلن إلا عن عدد الحالات التي ثبتت إصابتها بعد إجراء تحليل ثان لها في المختبر المركزي في جنيف، في حين أن الأرقام المعلن عنها من طرف السلطات الصحية المحلية في الكانتونات ما زالت في انتظار التأكيد من قبل المختبر المركزي.
 
ونظرًا لتواصل انتشار فيروس كورونا المستجد، قررت الحكومة الفدرالية اعتبار الوضع في البلد "حالة خاصة" وفقًا لتصنيفات القانون الفدرالي للأوبئة. وهو ما يسمح للسلطات الفدرالية بتولي بعض الصلاحيات عوضا عن الكانتونات الست والعشرين واتخاذ عدد من الإجراءات، بما في ذلك حظر تظاهرات أو تجمّعات عامة. ويمثل تطبيق هذه الأحكام القانونية سابقة في سويسرا.
 
فيما يلي خارطة مُحيّنة للإصابات المسجّلة في الكانتونات السويسرية حسب الإفادات الرسمية للسلطات الصحية فيها (بالانجليزية):
خارطة مُحيّنة للإصابات في الكانتونات السويسرية (بالإنجليزية)خارطة تظهر توزع الإصابات بفيروس كورونا في سويسرا
 
على وجه التحديد، حظرت الحكومة الفدرالية التجمعات العامة التي تضم أكثر من 1000 شخص وذلك حتى يوم 15 مارس 2020 على الأقل. كما تحتاج المناسبات التي يُشارك فيها أكثر من 150 شخصا إلى الحصول مُسبقا على الضوء الاخضر من طرف السلطات المحلية في الكانتونات.
 
ومن بين الأحداث الرئيسية المُلغاة معرض جنيف الدولي للسيارات، ومعرض بازل وورلد للساعات، والمهرجان الدولي للسينما ومنتدى حقوق الإنسان في جنيف ومهرجان فريبورغ للسينما. كما تم إلغاء جميع مباريات بطولتي كرة القدم والهوكي على الجليد، إضافة إلى العديد من الأحداث الاجتماعية والثقافية المحلية.

+ رغم الحظر، المئات يتجمّعون لإحياء كرنفال بازل

ما هي احتمالات الإصابة بفيروس كورونا المستجدّ في سويسرا؟
في الأثناء، يظل خطر الإصابة بفيروس كورونا المستجد في سويسرا متوسطا في الوقت الحاضر، وفقًا للمكتب الفدرالي للصحة العامةرابط خارجي.
 
مع ذلك، يضع عدد الحالات التي تم الكشف عنها سويسرا ضمن الدول العشر الأكثر تضررا من مرض كوفيد - 19 على مستوى العالم ، على الرغم من تسجيل حالة وفاة واحدة. ويُمكنكم الإطلاع على أحدث الإحصائيات حول عدد الإصابات بالفيروس في العالم على هذا الرابطرابط خارجي.
 
محليا، تم نشر عدد من النصائح المتعلقة بالمصافحة واستخدام المناديل الورقية في جميع الصحف الكبرى وقد تم تحيينها يوم 5 مارس بإضافة ضرورة الحفاظ على مسافة أمان مع الآخرين:
+ سويسرا تُصدر قواعد بشأن المصافحة والمناديل الورقية
من أجل منع انتشار الفيروس قدر الإمكان، تم عزل المصابين وفرض الحجر الصحي على الأشخاص المشتبه في إصابتهم. ويتعيّن على أي شخص كان على اتصال وثيق مع شخص مريض، أي مكُث على مسافة أقل من مترين منه لأكثر من 15 دقيقة، أن يبقى في الحجر الصحي لمدة أسبوعين. 
 
كما توصي السلطات بممارسة قدر معين من "التباعد الاجتماعي" - أي عند الوقوف في طابور على سبيل المثال، أو لدى حضور اجتماع، ويتمثل ذلك في الحفاظ على مسافة معينة بعيداً عن الأشخاص المحيطين بك.
 
كما تم إصدار توصيات خاصة لعالم الشغل، مثل تجنب السفر في أوقات الذروة أثناء التنقل إلى مقر العمل والعودة منه والحرص على العمل من المنزل عند الإمكان.
 
إضافة إلى ذلك، يُنصح الأشخاص الذين يشعرون بالقلق بشأن إحدى الحالات المحتملة بالاتصال هاتفيا بعيادة الطبيب أولاً بدلاً من التحول إليها شخصياً. وتقرر أن يتم تعويض تكلفة الاختبار (180 فرنك) عن طريق التأمين الصحي الأساسي اعتبارًا من يوم 4 مارس الجاري، وفقًا لما أعلنه المكتب الفدرالي للصحة العامة.
هل تُساعد سويسرا مواطنيها المقيمين في الخارج على العودة؟
تم تنظيم رحلة لإعادة عدد من المواطنين السويسريين من مدينة ووهان الصينية، ولكن لم يتم التخطيط للقيام بالمزيد من هذه الإجراءات حاليًا وفقًا لوزارة الخارجية السويسرية.
 
في السياق، أوضح هانز بيتر لينتس، رئيس مركز إدارة الأزمات في الوزارة أنه "لحسن الحظ، لا يتعيّن علينا في الوقت الحالي أن نقوم أو نخطط لرحلات إعادة إلى الوطن".
 
عموما، يمكن للمواطنين السويسريين التواصل مع جميع ممثليات سويسرا في الخارج ومع خدمة الخط الساخن لوزراة الخارجية السويسريةرابط خارجي.
 
ما الذي يجب عليّ مُراعاته عند السفر والإقامة في سويسرا؟
حتى الآن، لم تُصدر منظمة الصحة العالمية بعدُ قيودًا بخصوص السفر. في كل الحالات، يُنصح بالتحقق من الفعاليات التي تقصد المشاركة فيها، حيث تم حظر التجمعات العامة التي تضم أكثر من 1000 شخص ويُمكن للكانتونات والمدن أيضًا حظر فعاليات أصغر حجما. هنا، تجد لمحة عامة عن الفعاليات المُلغاةرابط خارجي.
 
حاليا، لا يتم التخطيط لاتخاذ تدابير خاصة على المستوى الوطني بخصوص المدارس ومراكز الرعاية النهارية ودور المسنّين والمؤسسات المعنية بالتربية والتعليم الأخرى. مع ذلك، اتخذت بعض السلطات المحلية أو الكانتونية عددا من الاحتياطات، من خلال الحد من إمكانية الوصول إليها.
 
استبعدت الحكومةأيضا إغلاق الحدود مع البلدان المجاورة. في المقابل، قامت شركة "سويس إنترناشيونال" للطيران بخفض عدد رحلاتها الجوية إلى المناطق التي يُوجد فيها خطر معيّن من العدوى، وشمل ذلك إلغاء جميع الرحلات الجوية إلى تل أبيب في إسرائيل في الفترة الفاصلة ما بين يومي 8 و28 مارس الجاري.
 
وفي الرابع من مارس، أمرت إسرائيل المسافرين القادمين من سويسرا وألمانيا وفرنسا وإسبانيا والنمسا بالذهاب إلى الحجر الصحي المنزلي، كما سبق أن فعلت ذلك بالنسبة للعائدين من إيطاليا والصين وسنغافورة.
 
ما هو التأثير المرتقب لانتشار المرض على الاقتصاد السويسري؟
على المدى المتوسط، تشعر أمانة الدولة السويسرية للشؤون الاقتصادية بالقلق من تسجيل خسائر مُكلفة في الأسواق المالية وتعطيل سلسلة التوريد للقطاع الصناعي السويسري ولمجموعات دولية موجودة في سويسرا.
 
على المدى القصير، لا تتوقع أمانة الدولة السويسرية للشؤون الاقتصادية حدوث أضرار اقتصادية معتبرة، بل تذهب إلى أن انتشار الفيروس قد يُعطي دفعة للاقتصاد بسبب الإقبال المحتمل على المشتريات جراء خوف البعض من فقدان سلع معينة. مع ذلك، أجرى معهد الأبحاث الاقتصادية BAK يوم الثلاثاء 3 مارس الجاري مراجعة لتوقعاته بخصوص النمو للأشهر الستة الأولى من السنة وخفضها إلى 1.3٪ ، مقارنة بـ 1.5٪ سابقًا.
 
من جهته، استضاف وزير الاقتصاد غي بارمولان "قمة أزمة" حول فيروس كورونا يوم الخميس 5 مارس الجاري لمناقشة تأثير الفيروس مع ممثلي الجهات الصناعية والأطراف الاجتماعية المعنية. وفي حديثه إلى وسائل الإعلام بعد ذلك، قال بارمولان إن جميع الخيارات مطروحة، لكنه لم يصل إلى حد الكشف عن أي تدابير ملموسة تتعلق بالتعويض عن الأنشطة التجارية أو الثقافية المتأثرة بشكل أو بآخر من قرارات الإلغاء.
 
+ شركات سويسرية تطلب المساعدة لتخطي الآثار السلبية لفيروس كورونا المستجد
ووفقًا لأمانة الدولة للشؤون الاقتصادية، يُسمح للشركات حاليًا باللجوء إلى البطالة الجزئية وتقليل ساعات العمل للتعويض عن انخفاض محتمل في النشاط. بالإضافة إلى ذلك، تم وضع دليل حول كيفية إدارة الأوبئة والجوائح على ذمة الشركات.
 
ووفق مبدإ "القوة القاهرة" الذي يتم العمل به حاليا، فإن الحكومة الفدرالية ليست مسؤولة عن الأضرار المالية الناجمة عن الحظر المفروض (بسبب فيروس كورونا المستجد) على تنظيم الفعاليات الكبرى.
 
أين يُمكنني العثور على مزيد من المعلومات حول الآثار المترتبة عن مرض كوفيد – 19؟
تقوم swissinfo.ch بتحديث هذه المقالة يوميًا بإيراد أعداد حالات الإصابة المؤكدة، وأي تدابير هامة جديدة تقوم السلطات الفدرالية باتخاذها. وتشمل المصادر الإضافية - التي نستخدمها أيضًا - والتي قد تكون مفيدة للقراء ما يلي:
 
المكتب الفدرالي للصحة العامة:رابط خارجي معلومات مُحيّنة على مدار الساعة بشأن الأوضاع على المستوى الوطني، فضلاً عن تقديم توصيات، وشرح إجراءات السلامة العامة، وتفاصيل الإعلانات المقبلة.
 
منظمة الصحة العالمية:رابط خارجي معلومات عن أصل وطبيعة مرض كوفيد – 19، فضلاً عن الوضع العالمي (الذي تصفع المنظمة حاليًا بـ "الوبائي") والنصائح المتعلقة بالسفر.
 
وزارة الخارجية السويسرية:رابط خارجي معلومات باللغة الفرنسية والألمانية والإيطالية حول الوضعية المتعلقة بالسفر إلى الخارج والخطوات التي يجب اتباعها من قبل المواطنين السويسريين المتوجهين إلى الخارج.
 
جامعة جونز هوبكنز:رابط خارجي خريطة عالمية تتتبع عدد الإصابات والوفيات حسب البلد؛ قد تختلف الأرقام قليلاً عما هو منشور على خريطة swissinfo.ch  أعلاه، بسبب التأخير وفوارق التوقيت و / أو نتيجة للطرق المختلفة المستخدمة لتحديد الحالات "المؤكدة".