حمدي رزق
الحب فى زمن الكوليرا بالإسبانية: El amor en los tiempos del cólera هى رواية للكاتب الكولومبى الشهير جابرييل جارسيا ماركيز، الحائز على جائزة نوبل، نُشرت الرواية لأول مرة باللغة الإسبانية فى عام 1985، وبالإنجليزية فى عام 1988، وتحولت إلى فيلم بالإنجليزية عام 2007.
أحداث الرواية تدور فى سفينة نهرية، حيث يدعو (فلورنتينو) حبيبته لرحلة نهرية على سفينة تمتلكها شركته فتوافق، وهناك يقترب منها أكثر وتدرك بأنها تحبه رغم شعورها بأن عمرها (70 عاما) لا يصلح للحب، ولكن هذا ما كان يمنع (فلورنتينو) من الاستمرار بالأمل والسعى لراحتها فيتخلص من المسافرين الآخرين بخدعة أن السفينة عليها «وباء الكوليرا» لكى لا تنتهى الرحلة، ويكون الفراق ويثبت أنها خدعة غير موفقة مع الحجر الصحى وتدخل السلطات.
وتنتهى الرواية والسفينة تعبر النهر ذهابًا وجيئة رافعة علم «الوباء الأصفر» دون أن ترسو إلا للتزود بوقود فيما تضم عش الحبيبين اللذين لا يباليان بكبر عمرهما، ويقرران أنهما الآن فى مرحلة أفضل لوصول مرحلة ما وراء الحب، وهى الحب لذات الحب.
دعك من وباء الكوليرا المخيف، الحب يهزم الوباء، يقينًا قراءة هذه الرواية الخالدة مجددًا فى ظل جائحة كورونا لها وقع مختلف، الحب فى زمن الكوليرا لا يختلف كثيرا عن الحب فى زمن الكورونا، سفينة الحب فى زمن الكوليرا لاتينية، سفينة الحب فى زمن الكورونا مصرية، تطابق نفس الرحلة النهرية تصاب بالوباء.
قصة السفينة المصرية A Sara تحتاج إلى قاص موهوب، ليسجل يوميات كورونا على متنها، يقينًا لن تخلو السفينة الموبوءة بالكورونا من قصة حب تائهة يمكن تسجيلها، والأيام ستروى جانبًا من قصص ربما جاوزت قصة الحب فى زمن الكوليرا.
قصة «a sara» تصلح بالضرورة فيلما سينمائيا مضمون النجاح التجارى، التصوير فى تضاريس نهر النيل وحده حكاية، كما أن حكاية سفينة نهرية على متنها 171 سائحًا وبعض من العاملين المصريين إذ فجأة يضربها الوباء وهى فى عرض النهر، مذهل هذا الطقس.
خيال ما بعده خيال، فوق صفحة النهر الخالد، باخرة موبوءة متحفظ عليها فى المجرى الملاحى، والعالم كله يتقصّى أخبارها، والسلطات الطبية توالى بالبيانات، كيف هى أحوالهم، كيف يقضون ساعات الحجر الطويلة ولأسبوعين كاملين تحت التحفظ، ومن يسقط يتم عزله ونقله بالطائرات الطبية المجهزة فى أشد الاحترازات إلى حجر مستشفى النجيلة فى مطروح.
رحلة خيالية مع الوباء من الأقصر إلى مطروح، يقينًا تحتاج إلى من يقصّ علينا ما تيسّر من قصص الحب والوفاء بين الأزواج، وبين الأمهات والأبناء، وبين فتى عاشق جاء يسعى إلى تمضية أيام من عمره مع حبيبة قلبه، كورونا أصابته بالوباء بين يدى حبيبته.. بعض من خيال على هامش المأساة.
نقلا عن المصرى اليوم