مدير المركز البريطاني : الصحافة الغربية تعاني من " الكورونا " في مصداقيتها
كتب - أحمد المختار
ذكرت صحيفتا " وول ستريت جورنال و نيويورك تايمز " الأمريكيتين ، أن السلطات السعودية اعتقلت ثلاثةَ أفراد من العائلةِ المالكة ، و هم شقيقُ الملك " سلمان " ، الأمير " أحمد بن عبد العزيز آل سعود " ، و ابن أخ الملك الأمير " محمد بن نايف " ، بالإضافة إلى أحدِ أشقاء الأمير " محمد بن نايف " ، و هو الأمير " نواف بن نايف " ، و أوضحت أن الأمراء اعتقلوا في منازلهم بعد اتهامهم بالخيانة .
كما نقلت وكالة " بلومبيرج " من جهتها عن مصدر مُطلع على المسألة ، أنّ الديوان الملكي أبلغَ أعضاءَ هيئةِ " البيعة " السعودية أن الأميرين " أحمد ، و محمد بن نايف " كانا يخططان للانقلاب ، خبر تداولته بعد ذلك وسائل إعلام عربية و دولية مختلفة وسط حالة من الصمت السعودي الرسمي حتى اللحظة ... فما مدى صحة هذه المعلومات؟ .. و كيف يمكن قراءتها ؟ .
و للحديث في هذا الصدد استضاف برنامج " اسأل أكثر " علي شاشة " روسيا اليوم " مع الإعلامي " كمال عُمان " ، عدداً من الضيوف و منهم :
" علي الأحمد " مدير المعهد الخليجي من " واشنطن " ، و الذي قال " الأحمد " : " الاعتقال تم بسبب موضوعٍ ممتدٍ منذ شهر سبتمبر الماضي و ربما أكثر من ذلك ، بأنه هناك أفراد من " واشنطن " يريدون عودة " محمد بن نايف " إلي الحكم ، بواسطة عدة أطراف و مساعديه ، لعبوا دور الوسيط خارج البلاد و رصدوا ميزانية بلغت " مئات الملايين " ، أخرجها " بن نايف " بنفسه ، حتى قبل أن يصبح وزيراً للداخلية ، و هناك كان مخططاً بالفعل ، و تكشفت تلك المحاولة ، عندما قُتل الحارس الشخصي للملك " سلمان " ، و الذي كان أحد الأفراد في هذه الشبكة " .
السعودية لديها تاريخاً من العنف
و أوضح " علي الأحمد " : " الاعتقال تم وفقاً لتلك المحاولة ، و ليس من أجل المنافسة السياسية ، فالسعودية تملك تاريخاً من العنف ، بين أفراد الأسرة المالكة ، مثلما حدث وقت إسقاط الملك " سعود " ، و كُشف في حينها عن محاولة اغتيال أراد القيام بها أخوه الملك " فيصل " ، و هو الذي بدوره قُتل علي يد ابن أخيه ، فهذه المحاولات ليست جديدة علي المشهد السعودي " .
و تابع : " المعلومات حول تلك العملية وردت في شهر سبتمبر الماضي ، بشأن الانقلاب علي " محمد بن سلمان " ، و هو بنفسه الذي يُسرب تلك المعلومات إلي العديد من الصحف الأجنبية ، و يحدث ذلك في إطار الصراع علي السلطة ، و دعم الولايات المتحدة لمحمد بن نايف ، من طرف مسئولين سابقين في إدارة " أوباما " ، و يأتي التشكيك بالطبع من إدارة الرئيس " ترامب " ، و دولة الإمارات العربية المتحدة ، فالواقع يقول أن " بن سلمان " تعرض لمحاولات اغتيال عديدة " .
و أكد : " الأمير أحمد بن عبد العزيز ليس له علاقة بالانقلاب ، و تم اعتقاله احترازياً ، كونه غاضب علي " محمد بن سلمان " ، و كان يريد أن يكون ملكاً ، لكن محمد بن نايف و الأمير نواف لهم علاقة بهذه المحاولة " .
إغلاق المنافذ البرية
و أوضح : " إغلاق الحرم من أجل منع تفشي فيروس كورونا ، هو إجراء سليم ، لحماية حماية الناس ، و ليس لها علاقة بما حدث من اعتقالات ، أما بالنسبة لمحمد بن سلمان ، المعروف بشخصيته العنيفة فهو لا يريد أي تهديد أو منافسة لها " .
من جهته ، قال " أمجد طه " مدير المركز البريطاني لدراسات الشرق الأوسط من " دبي " : " الصحف الأمريكية تعاني من " الكورونا " في المصداقية ، فهي نفس الصحف التي قالت بأن هاتف مؤسس شركة " أمازون " قد تم اختراقه بواسطة الرئيس الأمريكي / دونالد ترامب ، و العاهل السعودي / محمد بن سلمان ، ثم تراجعا بعد ذلك و نفي الأخبار " .
وول ستريت جورنال تسببت في دمار العراق
و تابع : " وول ستريت جورنال قدمت للعالم أكثر من " 47 " تقريراً في الفترة من بين عامي " 2001 إلي 2003 " ، نقلتها عن مصادر من العراق تؤكد لها امتلاك النظام العراقي " أسلحة دمار شامل " ، و تبين لنا بعد ذلك بعدم وجود أسلحة في العراق ، لكن تبين لنا دمار شامل في العراق ، و بالتالي لم يمكن الوثوق في تلك الصحيفة " .
و أوضح : " الصحافة الغربية لديها الكثير من المصادر المجهولة ، و بالتالي تلك المصادر أحياناً تكذب ، لأجل مصالح معينة ، أو تبرير شيئاً ما في وقتها ، ولا تبالي بالحقائق ، علي النقيض فالمملكة تتحري الدقة في المعلومات و هذا ما حدث في موضوع قتل الصحفي " خاشقجي " ، بعد ورود المعلومات إليها ، و حولت الأشخاص المتهمين إلي المحاكمة ، بحضور الأمم المتحدة ، و ممثلين عن المنظمات الدولية " .
و أكد : " مصادر تلك المعلومات معروفة أنها تأتي من تركيا و قطر ، فهذه بلاد تعودت علي الانقلابات ، و متعودين علي تلك السيناريوهات ، فلذلك يصدقونها بكل سهولة ، و هذه ما انعكس في ردود المواطنين السعوديين بتأييد قادتهم " .
و أضاف : " عندما تسأل تلك الصحف عن مصادر معلوماتهم و أين الإثباتات ، لا يردون ، هؤلاء مقربين من الإخوان المسلمين و التكفيريين ، ولا نستطيع أن نتحدث عن فرضية ليست لها وجود ، ولا يوجد صمت رسمي سعودي ، و لن ترد ، و أبناء المملكة يدافعون عن وطنهم ضد تلك الاتهامات " .