عرض/ سامية عياد
الأشياء الصغيرة لها قيمة ومنفعة كبيرة لمن يقدرها ويجيد استخدامها ، الرب يسوع كان يقدر كل ما هو صغير وكان يستخدمه فى اعمال كثيرة ، وفى حلقة سابقة ذكرنا بعضا من هذه الأشياء الصغيرة نستكملها فى هذا العرض ..
نيافة الأنبا باخوميوس مطران البحيرة ومطروح وشمال افريقيا فى الجزء الثانى من مقاله "الأشياء الصغيرة" حدثنا عن أمثلة آخرى من الأشياء الصغيرة لها قيمة ومنفعة منها : القدرات والإمكانيات الصغيرة إذ اختار الرب تلاميذه ورسله من البسطاء ليكرزوا باسمه فى كل مكان ، وهذا يعلمنا ضرورة الاتضاع أمام الله والإيمان الصحيح ، فسر قوة الكنيسة ليس فيما تملكه من إمكانيات مادية ولا قدرات بشرية ولا معارف ودرجات علمية بل فى الحفاظ على نقاوة إيمانها ونقاوة مؤمنيها ، الأشياء البسيطة استخدمها الرب لتحقيق عمله فحقق النصر لدواد الفتى الصغير على جليات الجبار بخمسة من الحجارة الملساء ، وقد علم يسوع فى أمثلته عن الملكوت متحدثا عن حبة الخردل والقطيع الصغير والخروف الضال وهذا يعنى عدم الاستهانة بما هو صغير بل علينا أن نهتم به كالطفل الصغير والإنسان المريض ، الإنسان المغلوب من حيل الشيطان ..
أيضا لا نستهان بالأعمال الصغيرة فالرب يسوع قبل فلسى الأرملة ، ونظر الى انسحاق العشار ، وتكلم عن قيمة كأس الماء البارد وساعة عمل واحدة فى طول النهار مرضية أمامه كيوم كامل ، مهما كانت أعمالنا بسيطة فهى فى عينى الرب هامة جدا ، أيضا بحدث بسيط قد يحدث تغييرا كبيرا فى حياة الإنسان نيقوديموس بمجرد أن التقى بالرب لمرة واحدة سكن الإيمان فى قلبه ، وكانت طلبة نحميا البسيطة أمام الملك سببا فى عودة شعب الله من السبى بعد سنوات طويلة ، أيضا علينا ألا نستهين بالخطايا الصغيرة لأنها قد تكون سببا فى هدم حياة الإنسان الروحية .
علينا ألا نستهين بالأشياء الصغيرة فى كل أمور حياتنا نعرف ما بها من نفع وقيمة فنهتم بها ونعرف ما بها من ضرر فنتخلص منها .