هاني لبيب
كان خبراً معتاداً أن نقرأ عن معاناة المواطنين المصريين داخل المطارات أثناء الدخول والمغادرة أو بسبب صعوبة الحصول على التأشيرة والأساليب غير المريحة لتعامل بعض القنصليات مع المواطنين المصريين. ولكن مع بدء عهد دولة 30 يونيو تغيرت هذه الأخبار.
أعلنت الحكومة المصرية الأربعاء 4 مارس 2020 حظر دخول القطريين لمصر فى إطار إجراءاتها لمواجهة فيروس كورونا.. كتطبيق عملى لمبدأ المعاملة بالمثل، بعد أن قامت قطر بمنع دخول المواطنين المصريين إليها، رغم أن مصر لم يتم تصنيفها كبؤرة لنشر الفيروس. وقبل ذلك، كانت وزارة الخارجية المصرية قد اتخذت عدة قرارات حاسمة بعدم دخول حاملى جوازات السفر الدبلوماسية لبعض الدول من دخول مصر دون تأشيرة مسبقة، حيث إن هذه البلاد تتبع الأسلوب نفسه مع الدبلوماسيين المصريين، وهو ما تم تطبيقه على العديد من الدبلوماسيين الأمريكيين والإسبانيين والألمانيين والكنديين.
الأمثلة على مبدأ التعامل بالمثل كثيرة. أذكر هنا بيان الخارجية المصرية فى 19 أغسطس 2014، الذى أكدت فيه تتبعها عن كثب تصاعد الاحتجاجات فى واشنطن، كما حثت مصر السلطات الأمريكية على التحلى بضبط النفس فى تعاملها مع احتجاجات مدينة فيرجسون بولاية ميزورى بعد مقتل مايكل براون، شاب أمريكى من أصل إفريقى، على يد شرطى، حيث استخدمت الخارجية المصرية العبارات نفسها التى استخدمتها واشنطن فى بيان أصدرته إدارة الرئيس الأمريكى السابق باراك أوباما، فى يوليو 2013 عندما دعا البيت الأبيض قوات الأمن المصرية إلى التحلى بأقصى درجات ضبط النفس والحذر فى التعامل مع مظاهرات أنصار مرسى، وكما ذكر جون كيرى، وزير الخارجية الأمريكى، حينذاك بتتبع بلاده التطورات فى مصر عن كثب. وهكذا بدا كأن الخارجية المصرية تقول لا تنصحنى بضبط النفس، اضبط نفسك، نحن نتابعك عن كثب!
وفى 12 ديسمبر 2015، لم يبدأ سامح شكرى، وزير الخارجية المصرى، كلمته على طاولة المشاورات الثلاثية بين مصر والسودان وإثيوبيا بشأن أزمة سد النهضة إلا بعدما أزاح ميكروفون قناة الجزيرة من أمامه، وهو ما كرره شكرى أثناء مباحثات ثلاثية فى 16 مايو 2018. وفى 12 مارس 2016 أعرب أحمد أبوزيد، المتحدث الرسمى لوزارة الخارجية المصرية، حينذاك، بإدانة مصر للتفجير الذى وقع فى أنقرة مؤكداً وقوف مصر بجانب الشعب التركى.
فى الماضى، لم يكن من غير المعتاد أن تصدر الخارجية المصرية مثل تلك القرارات أو البيانات، ولكن تغير الأمر كثيراً خاصة بعد ثورة 30 يونيو 2013 حيث بدأت الدولة المصرية باتخاذ إجراءات واضحة ومباشرة وسريعة فى التعامل بالمثل، رداً على تعسف الدول الأخرى معنا.
الجديد فى الأمر هو احترام جواز السفر المصرى، واحترام المواطن المصرى الذى يحمله، وبالتبعية احترام الدولة المصرية، تلك هى قواعد الدولة المصرية للحفاظ على كرامة المواطن المصرى، على اعتبار أن جزءاً من ترسيخ منظومة المواطنة المصرية هو مبدأ التعامل بالمثل الذى يعد أفضل أسلوب فى تحقيق علاقات ومصالح دولية مشتركة.
نقطة ومن أول السطر:
راجع تصرفاتك وتصريحاتك وإجراءاتك.. قبل أن تعانى من رد فعل مضاعف فى المقدار مضاد له فى الاتجاه.
نقلا عن المصرى اليوم