عادل نعمان
أظن أننا جميعاً نعرف شكل المعارضة السياسية بكل طوائفها وأحزابها، ولا يلتبس على فهمنا الفارق بين العصيان المدنى والتمرد الشعبى، أو الانتفاضة الطائفية أو الثورة الشعبية أو الانقلاب العسكرى، فلكل منها طعم ولون وحرارة تختلف عن الأخرى، إلا هذا الطعم الجديد المر، وهذه الأحقاد والضغائن الحارقة، وهذا الحزب الجديد الذى يسدد سهامه وخناجره لأظهرنا ليل نهار فى السراء وفى الضراء، ويتمنى لهذا البلد الخراب والدمار، وللأسف من بعض أبنائها، وكلما حاولت البحث لهذه الأحقاد وهذه الموبقات عن عنوان تحت مفردة من هذه المفردات السابقات، تنطوى وتلتحف تحت لحافها ولوائها، نأت ورفضت، وأبوا جميعاً أن تظلهم واحدة بظلها أو يدرجوا تحت عنوانها، أو يكونوا تحت لوائها، ولسان حالها يقول إن الخسة والندالة والوضاعة ليست عنوانى، وليس لها من عنوان أو حزب جديد، إلا حزب الخيانة والسفالة والحقارة.
من يومنا ونحن نعرف جيداً عقائدهم وقناعاتهم، الفكرة عندهم فوق المصلحة، وإنكار الوطن ومعاداته والولاء للتنظيم أهم أدبياتهم، وهو حفنة من تراب، وحدوده مقيدة بالعقيدة وليس بالحدود الجغرافية هو عنوان نضالهم، والإساءة للوطن والتربص به لإسقاطه غايتهم، فهو دار حرب وكفر وجب معاداته بل وقتاله، والإضرار بسمعته وتعكير أمنه واستقراره أحد الطرق المطلوبة لإنهاكه وهدمه، والعمل على إسقاط جيشه وشرطته وحكوماته شاغلهم الرئيسى، وإشعال الثورات وإطلاق الإشاعات وتدويرها وانتشارها حلم للإجهاز عليه، الغريب أنه لا حياء ولا خجل فى الإعلان عن هذا والجهر والزهو به، ولا يهمهم إن كان هذا الدمار سيصيب الأهل والأقارب والناس جميعاً.
ولم أكن أتصور أن جاحداً أو عاقاً أو مجنوناً يتمنى ويأمل أن ينتشر فيروس كورونا فى بلده ووطنه وبين أهله، سعيداً بهذا ومرتاح البال والخاطر والضمير، إلا إذا كان قد أصابهم عمى القلوب، يصل الأمر عند أحد المعاتيه منهم أن ينصح الإخوان إذا أصاب أحدهم هذا الفيروس أن يحاول نشره فى أنحاء متفرقات فى البلاد، البعيدة والقريبة، بطريق السلامات أو العطس أو ترك آثاره فى المستشفيات وفى التجمعات وأقسام البوليس وأماكن وجود ضباط الجيش والشرطة، ويموت هذا الإخوانى أو لا يموت ليست هذه المشكلة، المهم أن يلحق الدمار بالناس وبالأهل وبالوطن، بدلاً من نصحه أن يلزم بيته لينجو من الموت، ولا يعرض غيره للأذى.
ولا عجب فيما يدبرون للوطن وما يحملون جميعاً من غل وحقد، يتساوى فى هذا من يعيش منهم بيننا يأكل مما نأكل ويشرب مما نشرب ويدعو للمصيبة ولـ«كورونا» بالخير وشد الحيل ليحصد من أهله ما يشاء ويقدر، وبين ما قررته حكومة قطر الإخوانية، وغالبية من أعضاء مجلس النواب الكويتى الإخوانى، من منع دخول المصريين القادمين من مصر إلى البلدين. مؤامرة على مؤامرة، وكيد على كيد، فى الوقت الذى لم تثبت إصابة ظاهرة فى مصر حتى كتابة هذا المقال، اللهم بعض الحالات الأجنبية التى مرت فى مصر مدة لم تتجاوز أربعة عشر يوماً، وليس تقرير المنظمة العالمية للصحة ببعيد عن أيدى الجميع، وإذا كان «كورونا» قد أصاب أمريكا وإيطاليا وفرنسا وإنجلترا واليابان وإندونيسيا والسعودية والكويت والبحرين والإمارات وإسبانيا وكثيراً من الدول، وهناك كثير من الدول الأخرى فى الطريق، ومن قبل كل هؤلاء الصين وإيران فليس فى الأمر غرابة أن تصاب بها مصر كباقى الدول، ولا نستبعد وصوله بين لحظة وأخرى، أما الغرابة فهو استعجال المصيبة فى الوصول بسلام، والترويج لانتشار المرض، وعدم تصديق منظمة الصحة العالمية والبيانات الرسمية، وهذه الأمانى فى وصوله إلى البلاد وكأنه زائر خفيف الظل، أو خير قادم لنا.
يا مصر.. لك السلامة، ولهؤلاء جميعاً الندامة، وخيبة الأمل والرجاء، حتى لو جاءنا «كورونا» على جمال الصحراء، فسيمر كما مرت بنا كل المحن والشدائد، وسنواجهه كما واجهنا كل المصائب من قبل، فلا يعجزنا «كورونا» أو غيره، أما هؤلاء الذين تنكروا لهذا الشعب، وهؤلاء الحاقدون من الأبناء، سيخذلون قريباً، وتحية لأبناء الوطن من العاملين جميعاً فى وزارة الصحة، سلموا جميعاً من كل شر، وسلمنا معهم، ولك يا مصر السلامة، وسلاماً يا بلادى، إن رمى الدهر سهامه، أتقيها بفؤادى، واسلمى فى كل حين.
نقلا عن الوطن