محمد حسين يونس
تعلمنا في شرقنا ألا (نقاطع ) يعني نقول حنعمل و حنعمل .. و نخطط لعام قادم أو حتي شهر أو إسبوع .. فقد رسخ في عقلنا الباطن أن مصيرنا .. و مسيرنا ليس بيدنا .. و إنما تتحكم فيه ظروف أخرى .. و أنه مكتوب في مكان ما .. و أننا نؤدى الدور المدون في الإسكريبت الخاص بحياتنا منذ الولادة حتي الممات .
لذلك يصعب أن تعرف ماهية الخطوة التالية لاى من إعمالنا .. نحيطة بالكتمان .. لنمنع الأشرار من إفسادة .. و نفاجيء الجميع بتطورات حياتنا بعد أن تنتهي .. فنقول ..
حصلت علي الشهادة .. إجتزت إختبار السواقة و الرخصة معي .. رجعت من رحلة في الأقصر كانت جميلة .. ذاهب للمطار في عمرة .. أكلنا أكلة سمك رائعة ..
و لا نقول أبدا .. أفكر في عمل عمرة رجب .. أو أحوش علشان سأسافر أقضي إسبوع في فينا عند بنوتي .. أو حقدم لدراسة دبلوم في إدارة الأزمات .
خطورة هذا الإتجاة أنك تحرم من رأى الأخر و نصيحته .. و تشجيعة ..و دفء العواطف المحبة .
غد مش بظهر الغيب .. غد إبن أمس و اليوم .. و ما زرعته في طوبة و أمشير ستجنيه في برمهات ..
و أنا زرعت في صباى و شبابي أحلام .. غير قابلة للتنفيذ .. فلماذا أنتظر غير خيبة الأمل و عدم التحقق في شيخوختي .. ..
زرعت التمرد و السباحة عكس التيار .. فلماذا .. لا يخيب الظن في المقبل ..
زرعت تاييد لإنتفاضة يناير 2011 .. فجنيت جنازة عسكرية للمنتفض علية و تكريم يدهش كل من تابعة ..
زرعت عدم المضاربة في اسعار الشقق و الأراضي .. فجنيت تخفيض وزن الجنية و ضياع نصف قيمة مدخراتي ..
زرعت أن أثقف نفسي ثقافة ذاتية معاصرة .. فاصبحت وحيدا مستبعدا .. غير متوافقا .. مع مهرجنات .. اليومين دول .. أعيد و أكرر سماع (من فوق شواشي الدرة إمرية بتغني ..حزينة يا هل ترى .. و لا بتتمني ) .. ...كل سنة و حضراتكم بأحسن حال .