محمد حسين يونس
في طفولتي و صباى كان الحلم و الهدف أن أكون متفوقا في دراستي .. فأحصل علي التقدير و الحب .. من المحيطين .. والغيرة و الحسرة في عيون المنافسين .. لقد كانت الأحلام في متناول اليد .. حتي مع الحياة الصعبة التي يعيشها مجتمعي و أسرتي .. أثناء و بعد الحرب العالمية الثانية .
كان التصفيق .. و إنسحاب أقراني من المنافسة تغذى بدني و روحي .. و كنت أبذل جهدا فائقا .. في سبيل أن أتغلب علي أصدقاء والدى في الشطرنج .. أو أسمع مدحهم بعد أن أخطب في جمع ما .. كفرح أو مأتم .
في شبابي إنتقل مرض التفوق للعمل .. و لمغامراتي الثقافية أو الغرامية .. وكنت أبذل جهودا غير عادية .. حتي يشيد رئيسي بأدائي .. حتي لو لم يصاحبه دخل مادى مناسب .. و كنت أرى أنني أحد الذين يقومون ببناء هذا البلد .. علي أسس إشتراكية .. و علمية .. و أنني أحد حراس الطهارة و النقاء في العمل و السلوكيات .. و علي أن أكون نموذجا للشاب الجاد .. حتي و أنا بين يدى العدو أسير ا في إسرائيل .
أثناء فترة نضجي .. بعد خروجي من القوات المسلحة و عملي في المجال المدني .. كنت أقرأ كثيرا في علوم إدارة الإنشاء .. و أطبق ما تعلمت .. و أقود وحدات إنتاجية .. لتحقيق أهدافها .. بأفضل إسلوب .. و أخذتني الدوامة لعشرات السنين .. أتطور سريعا .. و أمتلك أدوات.. غير مطروقة .. و أشارك في بناء صروح .. لازالت تعمل .. بكفاء رغم .. تغير رياح الزمن .
اليوم .. أبحث حولي عن الأحلام فأجدها قد تبخرت .. أصبحت وحيدا .. علي مستوى الفكر أو العلاقات البشرية أحرص علي أهداف تنحصر في أن أحافظ علي نوع طعامي حتي لا أعاني في الأخراج .. و أتناول الأدوية في موعدها .,. حتي أستطيع أن أفعل ما كنت أفعله في صباى و شبابي .. دون إنتباه .. لقد تقلصت .. أحلامي و أمالي في أن أظل معافي .. و أغادر دون .. معاناة ..
حياة مملة عشتها .. عير عادلة .. و رعب يحيط بنا من كل جانب .. سواء الخوف من كورونا .. أو إستخراج بطاقة من جهه حكومية .. أو تعامل مع بنوك و ضرائب و تأمينات .. أو حتي الحركة في مدينة نصر الموكوسة بأعمال التخريب الميرى .. أو دفع إشتراك النادى و التلبفون و الإنترنيت ..أو ركوب تاكسي و تجنب الإحتكاك بسائقة الفتوة .. أف إمتي تنتهي هذه الغمة .