د. مينا ملاك عازر
ورشة لتصليح الأجهزة المنزلية، لرجل مصري خمسيني، من الخارج تبدو عادية، بينما يقوم الرجل بالمساعدة على محو بطالة شباب منطقته.
صابر، يعمل في تلك المهنة منذ سنوات بعيدة، وهو في طريقه من ورشته إلى منزله الذى يبعد عنها بضعة أمتار، يجد عشرات الشباب يجلسون على المقاهي، ونواصي الشوارع بلا عمل، لذلك قرر أن يمارس نشاطاً خدمياً، وهو تعليم أهل منطقته حرفته.
يوم الجمعة، اختاره صابر لأن يكون يوم الورشة الخدمية التي يجمع فيها بعض شباب الحى ليعلمهم أسرار المهنة، ويبدأ التجهيز لها قبلها بيومين، تجده يقف وسط الشباب أمامه ورقة يشرح عليها، وبعض الأجهزة للتدريب العملي، وذلك بدون مقابل مادي، وقال: "عاوزين نخلق مجتمع يساعد الغير بالخير والعطاء".
لم يكتف صابر بذلك فقط، بل قرر أن يصور فيديوهات، وينشرها على مواقع التواصل الاجتماعي، يشرح فيها كيفية تصليح الأجهزة المنزلية بلغة الإشارة، موجهة لأصحاب الهمم، ليكتسبوا هم أيضاً مهنة ومهارة جديدة، ويقوم بمساعدته نعيمة حلمي مترجمة لغة الإشارة.
تحية لصابر الذي لم يهتم فقط بشباب منطقته بل توسع ليهتم بشباب الصم والبكم، أنه ليس فني فقط ولكنه في المقام الأول إنسان.