كتب - أحمد المختار
تُوفي الرئيس المصري الأسبق " محمد حسني مبارك " يوم الثلاثاء الماضي ، عن عمرٍ ناهز " واحداً و تسعين عاماً " ، بعد وعكة صحية تعرض لها مؤخراً و دخل على إثرها إلى المستشفى .
و نعت رئاسةُ الجمهورية و القواتُ المسلحةُ المصرية و البرلمان في بياناتٍ مختلفة " الرئيسَ الراحل " مُذكرةً بما قدمه لوطنه كأحد أبطال حرب أكتوبر .
كما أعلنت الرئاسة الحداد ثلاثةَ أيام اعتباراً من الأربعاء و جنازةً عسكرية تقام لتشييعه إلى مثواه الأخير.
يستعرض برنامج " بالتفاصيل " علي شاشة " روسيا اليوم " مع الإعلامي " كمال عُمان " مسيرة الراحل .. و ما الذي حققه لمصر خلال مسيرته الطويلة وما الذي أخفق فيه ؟ .. و كيف ينظر المصريون إلى فترة حكمه ؟ .
حيث استضاف البرنامج عدداً من الضيوف للنقاش حول هذا الموضوع و منهم :
" عاطف النجمي " كاتب و مفكر ، الذي قال من القاهرة : " طُويت صفحة الرئيس مبارك فور خروجه من القصر الرئاسي في 2011 ، فالنظام هنا في مصر أن من يجلس علي الكرسي هو صاحب الصفحة المفتوحة " .
و تابع : " أخرج الرئيس السادات حركات الإسلام السياسي من السجون ، لدعم تواجده في مواجهة الاشتراكيين و الناصريين ، و صار مبارك علي هذا النهج ، و منحهم حق المشاركة السياسية في البرلمان ، و وجود شبه اتفاق مع الإخوان في توريث الحكم إلي نجله جمال مبارك " .
و أوضح : " مبارك تعامل بشكل شخصي فور عملية محاولة اغتياله في العاصمة الأثيوبية أديس أبابا ، و كان طيعاً للقرارات الخارجية بعدم التعامل في القارة الأفريقية ، و سحب التواجد المصري منها ، فكان يميل لسياسة حركة السلحفاة " .
و أكد : " كل الأحداث في العالم العربي حدثت في الأنظمة الجمهورية ، و لم تحدث في الممالك ، و كان هناك تعمد بأن لا تنتقل السلطة في الجمهوريات بشكل سلمي ، فالسلطة لم تنتقل عن طريق انتخابات ديمقراطية ، و هي رغبة الكثير من الدول الغربية ، و رغبة القوات المسلحة في عدم انتقال السلطة إلي جمال مبارك و رفضها للتوريث ، و خطأه الأكبر هو السماح للولايات المتحدة بالقضاء علي العراق ، و هو كان شريكاً لهم " .
من جهته قال " عاطف زايد " نائب رئيس تحرير جريدة الأهرام : " الرئيس مبارك تسلم القيادة في فترة دقيقة ، وسط مُقاطعة من الدول العربية ، و استطاع إعادة مقر الجامعة العربية إلي القاهرة ، و جنب مصر من الدخول في صراعات بالمنطقة ، و تفاوض و أعاد طابا إلي الوطن ، حاول القيام بعدد من المشروعات التنموية لكن لم تكتمل ملامحها ، لكن ما يُعاب عليه هو البقاء في فترة طويلة بالحكم " .
و تابع : " مبارك كان لديه نظرة ثاقبة في عدم الدخول في مهاترات ، و علمه المسبق بضعف الاقتصاد الوطني في الدخول بأزمات شديدة ، لكن تزاوج السلطة مع رجال الأعمال هو ما سبب احتقان الشارع و المواطنين ، و اتجار الحاشية المحيطة به في سنواته الأخيرة بقوت الشعب المصري ، لكن هو رجل محنك و متزن و دبلوماسي ، و هو ما أنجحه في تحرير دولة الكويت
و أضاف : " حسني مبارك تم استدعاؤه لحماية الشرعية في دولة الكويت ، و صدام حسين هو من تسبب في دخول الولايات المتحدة إلي المشهد العربي بهذه القوة ، و حسني مبارك وجه أكثر من 25 نداءً إلي صدام حسين للابتعاد عن الكويت ، لكنه رفض ، و كان لابد من التدخل " .
من ناحيته قال الدكتور " زيد النوايسة " كاتب و محلل سياسي من الأردن : " لاشك أن الأحكام المطلقة علي تجربة الرئيس الراحل مبارك في مصر ، هي أمر في غاية الصعوبة ، ولا ننسي أن مصر وقعت اتفاقية السلام في كامب ديفيد ، هو ما أدي إلي غياب مصر البلد القائد عن المشهد العربي ، لكن التحول الأهم و الأخطر في عودة مصر للريادة هي موقف " مصر " الشهير في القمة العربية في " القاهرة " حول أزمة حرب الخليج في الكويت و السماح بدخول القوات الأمريكية ، أدي إلي وجود نظرة منقسمة حول الدور المصري ، علي النقيض حظيت مصر بتقدير و احترام من دول الخليج علي هذا الموقف ، و هو ليس موقف فردي منه ، لكن يجب النظر إليها في الموقف السياسي للسياسة المصرية " .
و أكد : " مبارك حاول خلق سياقات سياسية مخالفة لسابقيه ، جمال عبد الناصر و السادات ، لكنه استمر في البداية لمدة 15 عام علي نهج السادات ، لكنه تحول من خلال الحزب الحاكم و صعود نجله و تحالفه مع طبقة يكرهها الشعب المصري ، و غلظة القبضة الأمنية ، و التوافق مع أقوي التيارات السياسية في البلاد حينها كالإخوان ، و انتشار الفساد و انعدام وسائل التعبير الديمقراطية و سياقات التوريث هي ما أشعلت الأوضاع " .
و أضاف : " هناك خيار مؤسسي ظهر في بنية الحكم لدي مصر بعد حرب أكتوبر ، بوضع سلة الخيارات المصرية في يد الولايات المتحدة ، و تعظيم التحالف معها ، و أنا أؤمن أن المؤسسة العسكرية المصرية هي من أطاحت به " .