عرض/ سامية عياد
"إن يحاربنى جيش فلن يخاف قلبى ، .." هكذا يقول المزمور ليعبر عن صفة جميلة ينعم بها الإنسان الروحى وهى الهدوء ، هدوء القلب الذى يؤدى الى هدوء الأعصاب و هدوء الفكر و هدوء التصرف ..
المتنيح البابا شنودة الثالث فى كلمته عن "الهدوء" وضح لنا أن الهدوء مصدره الأساسى هو الإيمان ، فعندما يعمر القلب يالإيمان يعمر بالهدوء وبالتالى تهدأ الأعصاب ، فلا يثور الشخص مهما كانت الظروف التى حوله ومهما كانت المشاكل ، وهدوء القلب والأعصاب يؤدى الى هدوء التفكير والتصرف ، يفكر الشخص بشكل متزن ومرتب ويتصرف فى اتزان وهدوء .
الهدوء الداخلى مصدره أيضا الهدوء الخارجى ، هدوء المكان وهدوء البيئة ، فالشخص الذى يعيش فى أسرة هادئة لا تعرف الاضطراب أو العصبية ، بسيطة لا تعقد الأمور يشب الشخص له نفس الصفات ، على عكس شخص يعيش فى أسرة يسودها الاضطراب والتعقيد فى كل شىء حيث يشب الشخص ثائر عصبيته تسبق تفكيره ، أيضا الحواس التى اعتادت على الهدوء تجلب لصاحبها الهدوء ، فالحواس هى أبواب للفكر فما تراه وما تسمعه وما تلمسه يجلب لك فكرا ، فإن استراحت حواسك من جميع الأخبار ، استراحت نفسك من الأفكار ، كما أن المكان الهادىء البعيد عن الصخب والضوضاء يساعد على هدوء الحواس وبالتالى هدوء الفكر والأعصاب ، لذا نجد الرهبان الذين يعيشون فى البرية التى تتصف بالهدوء يكون تفكيرهم أكثر هدوءا وبالتالى أعصابهم هادئة .
هب لنا يا رب صفة الهدوء حتى ننعم بفكر هادىء وقلب هادىء وأعصاب هادئة حتى لا نخسر أنفسنا أو نخسر علاقاتنا مع الناس ..