خبير بالأوبئة : حالات وفيات كورونا تبلغ 5 % فقط .. الهلع ناتج عن انتشاره السريع
كتب - أحمد المختار
أصبح فيروس " كورونا " على أبواب فرنسا ، صرخة أطلقها وزير الصحة الفرنسي " أوليفيه فيران " .
صرخة جاء مباشرة بعدها الإعلان عن تسجيل ثلاث حالات جديدة في " فرنسا " .
الوزير الفرنسي رفض فكرة إغلاق الحدود مع " إيطاليا " ، و أكد أنه لا مبرر للوقوع في حالة من الخوف و الهلع .
ماذا عن الاستعدادات في فرنسا لمواجهة الفيروس ؟ هل إغلاق الحدود هو الحل ؟ ماذا عن هذا الدواء ضد " الملاريا الكلوروكين " ، و الذي قد يكون صالحاً ضد الفيروس ؟ .
و لمعرفة الاستعدادات الفرنسية لمكافحة عدوي " كورونا " ، فتح الإعلامي " توفيق مجيد " في برنامج " النقاش " علي شاشة " فرانس 24 " النقاش حول ذلك الموضوع ، حيث استضاف عدد من الضيوف و منهم :
" حميد السبعلي " خبير في مؤسسة " PRAESENS " لرصد و تشخيص الأوبئة ، حيث قال من " بروكسل " : " المفوضية الأوروبية اتخذت سياسة شاملة و تنسيق متكامل ، للعمل علي اتخاذ الإجراءات الوقائية ضد هذا الفيروس، لعدم وجود لقاح حتى الآن ،
و تابع : " فرنسا لديها استعدادات و عندها كميات كبيرة مُخزنة من الأقنعة ، بجانب سياسات الرصد و التشخيص و التنسيق بين السلطات المركزية و المحلية ، و تجهيز المختبرات المُختصة ، لرفع قدرات التشخيص و الفحص ، و هذا جيد جيداً ، فإنه لا داعي للهلع ، لأن هذا الفيروس عدد حالات وفياته قليلة جداً ، لكن حجم انتشاره المذهل يُسبب مخاوف سريعة ، فحوالي 80 % من الفيروس هي حالات " حميدي " ، و 15 % " خطيرة " ، و 5 % " تُسبب الوفاة " .
و أكد : " هناك حالات غربية تظهر جداً و بالأخص في المنطقة العربية ، حيث هناك الكثير من التغني بالأقنعة الزرقاء ، و توافر الكميات الكبيرة منها ، فهي تُستخدم فقط لمدة 3 ساعات بين الطبيب و المريض ، ولا وجود للأجهزة الحرارة الموجودة في المطارات العربية ، فهذه المنطقة تضيع في عناوين الوقاية ، فالخطأ في إيطاليا كان ارتكاب خطأ كبير بجمع جميع الحالات المصابة في مستشفي ريفي ، حيث يجب أن يكون التشخيص موضعي في مكان الإصابة ، و عزل المواطن و وضع قناع ، و عليه الاتصال بالسلطات الصحية و عدم التنقل إلي المستشفيات العامة " .
و أوضح : " فيروس كورونا لم يُفضح حتى الآن عن كامل خباياه ، و هناك تضارب حول فترة حضانة المرض ، فهو ما زال يحتفظ بأسراره في طريقة انتقاله و تطوره ، فهناك الكثير من الصعوبة للوصول إلي علاج مباشر ، حيث ظهرت أكثر من 30 دراسة ميدانية من باحثين صينيين للوصول إلي تشابه في علاج أدوية لأمراض أخري و جمع مضادات الفيروسات مثل " سارس - الإيدز " ، لكن في الواقع نحن بعيدين جداً عن الوصول إلي لقاح ، لأنه يتطلب وقتاً كبيراً ، فعند نجاح و مرور " العلاجات " في المختبرات و نجاحها علي حيوانات التجارب ، ليس معناها أنها ستنجح و تؤدي الهدف مع الإنسان ، فقد يكون ساماً للإنسان " .
و كشف : " نحن الآن نتعامل مع سياسات جديدة للأوبئة ، فالخطر أصبح يستهدف الإنسان و الحيوان معاً ، و الواقع يُثبت بأنه ليس هناك مواجهة جدية لمواجهة كورونا ، و منظمة الصحة العالمية مسئولة تمام المسئولية عن ذلك " .
و شدد " حميد " : " هذا الفيروس غريب و يتحول و يقترب من الأمراض التنفسية ، ولا يُعطي نفس الأعراض ، فيجب التعامل معه بسياسة مُتجددة ، فالسلطات الفرنسية تريد الإتيان إلي التفاصيل ، فهو يحتاج دراسة عالمية لمعرفة كل جوانبه ، فالأهم هو الوصول إلي المريض رقم " صفر " ، و الالتزام بالوقاية ، و من أشكالها عدم السفر و التنقل بين الدول ، بجانب عدم زيارة الأماكن المزدحمة " .
من جانبها قالت " ميريال حداد " باحثة في علم المناعة : " الوقاية حالياً أفضل من 100 علاج ، خاصة مع انتشار فيروس " كورونا " ، لعدم وجود علاج ، فالوقاية هي مسئولية الأفراد ، و كل شخص لديه الوعي ، ففي حالة ظهور الأعراض ، مسئوليته تقع في عزل نفسه عن الآخرين و إبلاغ السلطات المُختصة ، و طلب الفحص ، لعدم تعريض العائلة و من حوله للمرض " .
و أوضحت : " فيروس كورونا يتسبب في هلع كبير ، و وجود عزل كبير في مدينة ووهان الصينية ، و سماع أخبار متداولة عن الخسائر الاقتصادية الفادحة ، فاللقاح قد يحتاج حوالي سنة حتى يظهر ، فهناك أقاويل في الصين أن الحيوانات هي السبب ، فالحيوانات هي حاملة للفيروس فقط ، و هناك الآن محاولات عديدة لتجربة أدوية مرض " الإيدز " للوصول إلي علاج مناسب للكورونا ، و تجربته علي فئران التجارب " .
و أكدت : " في حالة المقارنة بين فيروس كورونا و مرض الإيدز ، يجب الحديث عن ضرب المناعة ، في حال عدم تلقي العلاج ، فهناك فترة " 5 إلي 10 سنوات " هي فترة الحاجة للقضاء علي الجهاز المناعي ، فنحن الآن أشبه بالفئران و نحن في مرحلة التجارب سواء بالوقاية أو الحد من العدوى للأشخاص ، و أعتقد أن هذا ليس كافياً " .
من ناحيته ذكر " أنطوان شديد " طبيب في المستشفي الأوروبي " جورج بامبيدو " : " بأنه هناك الكثير من التهويل ، ففيروس كورونا شكله " تاجي " و هدفه الوصول إلي الرئتين ، و عمل التهابات قوية و عوارضه مثل ارتفاع درجة الحرارة ، فالتهويل الإعلامي يتسبب في شلل الدول و إثارة القلق و الهلع ، حيث أن غلق الحدود بين الدول ، سيتبعه غلق الحدود بين الولايات و المحافظات ، ثم يتبعها غلق الحدود بين الأحياء ، و هو أمر في غاية الخطورة " .
و تابع : " الفيروس ليس سبب الموت ، و لكن المضاعفات هي السبب ، حيث أن الإفرازات السائلة تمر علي الرئة ، و يُسبب التهابات قوية ، مما يجعل الجسد يُفرز سموم ، تجعل الضغط منخفض ، و أعضاء الجسم لا يصل لها الدم و كمية أكسجين مناسبة ، و يتسبب في فشل الوظائف عدد من الأعضاء ، و بالتالي تتوقف عن عملها ، فالشباب و المُسنين هم أكثر المُعرضين للوفاة ، لأن مضاعفات كورونا تتشابه مع عدة أمراض ، تُسبب فشل في وظائف الأعضاء " .
و أضاف : " أستبعد كثيراً وجود دواء في خلال 6 شهور ، فهناك المئات من الفيروسات ، استطعنا فقط توفير 3 علاجات لعلاج عدد ضئيل منها ، و أعتقد أن كورونا فيروس موسمي له علاقة بفصل الشتاء ، و عند دخول فصلي الربيع و الصيف ، سينتهي ، و هنا يجب التحضر بشكل جدي للمرة المقبلة ، و تقدمت الأبحاث وقتها ، فالعلاج الحالي الآن هو الوقاية و علاج المضاعفات " .
و اختتم : " في عام 2003 وقت ظهور مرض " سارس " ، و كانت أزمة الطقس وقتها و راح ضحيتها 12 ألف شخص في فرنسا فقط ، حيث أخذت الحكومة الفرنسية وقتها قرار بشراء الملايين من المستلزمات الطبية و اللقاحات ، و تبين بعد ذلك خطأ الرؤية ، و أري شخصياً بالتزامن مع قلة حالات الإصابة في الصين ، أن ينتهي أمره قريباً " .
