كتبت - أماني موسى
قال د. محمد طه، الاستشاري النفسي، مثلما الأحلام هي ترجمة العقل الباطن، هكذا الأمثال الشعبية هي الطريق الذي نعرف من خلاله نفسية المجتمع، والعقل الباطن المجتمعي، وكذا الدراما المنتشرة في المجتمع والأغاني تعكس حالة المجتمع تمامًا.
وأضاف في لقاءه مع الإعلامي عمرو عبد الحميد، ببرنامج "رأي عام" فقرة شيزلونج عبر قناة TEN، الأمثال الشعبية تكشف زتعري بشكل غير مقصود العلاقة بين الرجل والمرأة على مدى حقب طويلة وممتدة، مثل خدي الأصيل واتلفي في حصير، ما يعكس على سبيل المثال أن الأصالة أهم شيء في اختيار المرأة للرجل، وهذه الأمثال تعكس طريقة اختيار الأفراد في المجتمع لشركاء الحياة، وطريقة العيش معهم، وعلاقتهم بعد الارتباط وهكذا.
وهناك مجموعة أخرى من الأمثال بمثابة عداء للزوجة مثل "ربي يا خايبة للغايبة"، ومثال "اكسر للبنت ضلع يطلع لها 24" ما يحث الرجل على العنف تجاه شريكته، ومثل "لو ريحت مراتك تتعبك" وكأنه مزروع في العقل الباطن الجمعي إزاي نعادي بعض، ومثل اغلبيه بالعيال يغلبك بالمال"، وكأنها خناقة مش علاقة، تخيل أن شص داخل علاقة محمل بهذا الإرث المجتمعي، فكيف سيكون شكل العلاقة؟
وهناك مثل سوداني "الراجل اهرسيه زي البصلة قبل ما يصبح أصلة"، والأصلة هي نوع شديد الخطورة من الثعابين، وهو مثل يرسخ للعداء تجاه الزوج، كما أن هناك أمثال شعبية أحطت من شأن المرأة والبنت وأعلت من شأن الذكر، مثل لما قالوا لي دي بنية اتهدت الحيطة عليا، ولما قالوا دة ولد اتشد ضهري واتسند، وعلى الجانب الآخر هناك أمثال قللت من الرجل لحساب المرأة مثل "اللي سابته القرعة تاخده أم الشعور، واللي سابته الهانم تاخده مساحة السلالام"، "لو كانت الرجولة شنبات صار الصرصار سيد الرجال".
ويوجد أمثال شعبية تؤكد خيانة الرجل مثل "يا مآمنة للرجال يا مآمنة للمياه في الغربال"، "برة وجوة فرشت لك وأنت مايل إيه يعدلك"، مستطردًا: هناك أمثال اعتبرت الرجل قرد أو حيطة وأنه مختزل في كونه أفضل من الحيطة.
مضيفًا، نحن بحاجة إلى دراسة لمعرفة ما يدور في العقل الباطن الجمعي، خاصة أن هذه الأمثال تؤثر على الأشخاص وعلاقاتهم، والبعض يتأثر بها ويعيشها وينقلها لآخرون.
مشيرًا إلى أن سلوكيات الأشخاص في حياتهم اليومية تعكس عدة حقائق، كأن ترى ازدحام شديد عند وجود عروض شرائية، وهل يقف الناس بشكل عشوائي أم طابور منظم؟ وكذا درجة التقارب الجسدي بين الناس ففي بعض الثقافات لا يفضلون القرب والتلامس، ولدى بعض الثقافات الأخرى يحبون القرب والأحضان والقبلات وخلافه.