أدى الشيخ حجاج هنداوي صلاة الجنازة على جثمان الرئيس الراحل محمد حسني مبارك، رئيس الجمهورية الأسبق، مرتين، حيث شهد مسجد المشير طنطاوي المقامة به صلاة الجنازة أداء صلاة الجنازة المرة الأولى بحضور عدد كبير من المواطنين، وبعد عدد كبير منهم، حسب مراسل مصراوي المتواجد داخل المسجد، طلب الشيخ هنداوي إقامة صلاة الجنازة مرة أخرى بحضور أسرته والمقربين فقط.

 
وبالعودة إلى دار الإفتاء المصرية نجد في إحدى فتاواها المنشورة على موقعها الرسمي أن ما حدث هو ما يعرف في كتب الفقه في كتاب الجنائز بتكرار الصلاة على الميت، أما حكم ذلك فذكرت دار الإفتاء ان حكم هذا التكرار الكراهة، إلا لحاجة؛ كصلاة من فاتته الجنازة خاصة إن كان وليًّا للميت، أو حضر من ترجو بركته من أهل الفضل والصلاح، ومن فاتته الصلاة من هؤلاء ونحوهم حتى دفن الميت فلهم الصلاة على القبر.
 
أما الدليل على ذلك فهو، حسب دار الإفتاء، أن النبي صلى الله عليه وآله وسلم صلى على ميت بعد دفنه والصلاة عليه، ولا يقال بالخصوصية؛ لأنه لو كان لخصوصية ما ترك الصحابة يصلون معه، وقد ورد ذلك في عدة أحاديث؛ منها ما جاء في "الصحيحين" عن أبي هريرة رضي الله عنه: أن رجلًا أسود -أو امرأةً سوداء- كان يقم المسجد فمات، فسأل النبي صلى الله عليه وآله وسلم عنه، فقالوا: مات، قال: "أَفَلَا كُنْتُمْ آذَنْتُمُونِي بِهِ، دُلُّونِي عَلَى قَبْرِهِ -أَوْ قَالَ: قَبْرِهَا" فأتى قبرها فصلى عليها.
 
وقال الإمام الخطابي في "معالم السنن" معلقًا على الحديث: وفيه بيان جواز الصلاة على القبر لمن لم يلحق الصلاة على الميت قبل الدفن، اما الحافظ ابن حجر فذكر في "فتح الباري" في شرحه للحديث: وفيه المكافأة بالدعاء والترغيب في شهود جنائز أهل الخير وندب الصلاة على الميت الحاضر عند قبره لمن لم يصل عليه.
 
وأوضحت دار الإفتاء علة كراهة ذلك بأن التكرار لغير حاجة لم ينقل عن السلف، ولأنه لم يعهد من الشرع التنفل بهيئتها.