كتبت – أماني موسى
بعد الفتور الذي أصاب العلاقات بين الأردن وقطر إثر الأزمة الخليجية، حل أمير قطر الشيخ تميم بن حمد آل ثاني بالعاصمة الأردنية عمان تلبية لدعوة الملك عبد الله الثاني الرسمية، وذلك بعد تحسن العلاقات بين البلدين والتي سبقتها حركة تبادل سفراء العام الماضي بعد خفض التمثيل الدبلوماسي للأردن في قطر.
زيارة نتج عنها اتفاق البلدين على تفعيل اللجنة العليا المشتركة لتعزيز التعاون الثنائي، خاصة في مجالات الطاقة والبنية التحتية والتعليم العالي. القمة الثنائية تأتي في إطار جولة أمير قطر التي ستشمل كذلك تونس والجزائر بهدف تعزيز علاقات بلاده مع هذه الدول، فما هي دلالات هذه الزيارة؟ على ماذا تراهن الدوحة؟ وما مصالح الأردن في التقارب مع قطر؟ وما الذي تنتظره قطر في المقابل؟
من الأردن قال سالم اليامي، كاتب وباحث في العلاقات الدولية، أن زيارة أمير قطر للأردن تحمل الكثير من الدلالات خاصة لمن يعرف الطريقة التي تدار بها الأمور في المملكة الأردنية الهاشمية، وأيضًا لمن يعرف السياسة القطرية وخلافها مع دول المنطقة العربية.
وتابع في مداخلة مع قناة روسيا اليوم، أعتقد أن قطر تشعر بنوع من العزلة السياسية تريد معها تكثيف الزيارات الخارجية التي تقدم فيها الكثير من المبالغ المالية والعروض الاستثمارية والوعود الكثيرة، سواء في زيارتها للأردن أو تونس أو الجزائر.
مضيفًا، منطقتنا العربية اليوم تمر بضغوط غير مسبوقة، فلدينا عدة دول على صفيح ساخن مثل العراق، لبنان، سوريا، ليبيا، اليمن، والخلاف الخليجي الخليجي، وربما هذه الزيارة لكي تكون الأردن أحد الوسطاء لإجراء حل بين قطر ومصر ودول الخليج.
على الجانب الآخر قال د. محمد مختار الشنقيطي، أستاذ بجامعة حمد بن خليفة، أن الدوحة لم تقاطعها الدول العربية، بل أربع دول فقط، والزيارة هي دليل على نجاح استراتيجية الدوحة في مواجهة الحصار الذي فرض عليها من قبل دول الخليج.
وتابع، الأردن أدركت أن مصلحتها مع قطر ولن تجد صحبة صالحة مع السعودية والإمارات، ولذلك تغيرت وجهة النظر الأردنية، وقطر تريد عمل العديد من الاستثمارات في الأردن وتوفير آلاف الوظائف للأردنيين.
وأضاف، قطر تراعي واقع الأردن الذي يعيش أزمة اقتصادية واجتماعية عميقة، لذا قدمت الدوحة بند توفير فرص عمل هائلة للشباب الأردني، والدوحة استثمرت هذا الملف في الوقت المناسب، ولا يمكن تفسير الأمر على شراء صداقة مقابل ملايين الدولارات المقدمة من قطر.
ورد سالم اليامي، الأردن دولة لا يمكن شراء ولاءها ولا تبيعه لأحد، لكنها كانت في وقت ما قريبة من دول الخليج، واليوم عدلت سلوكها وعادت إلى الطرف الذي قاطعته وهو قطر، ومن حظ الأردن في المنطقة أن كل الأطراف تقدر الظروف التي يمر بها الأردن، من قضايا البطالة والتشغيل والقضايا الاقتصادية وطذا التواجد الفلسطيني الكبير على الأراضي الأردنية وصفقة القرن، وغيرها من القضايا، ولذا وجب التوجه إلى طريقة جديدة للحل، والكل يعلم أن الأردن بلد يحتاج إلى المساعدات.
وقررت المملكة العربية الأردنية الهاشمية إعادة علاقاتها مع دولة قطر، بعد عامين من قرار عمان بخفض تمثيلها الدبلوماسي لدى الدوحة.
وكان الأردن قد خفض مستوى التمثيل الدبلوماسي مع قطر، في أعقاب الأزمة الخليجية التي اندلعت عام 2017، وقاطعت على إثرها عدة دول عربية لقطر لدعمها الإرهاب والتنظيمات الإرهابية بالمنطقة.