عرض/ سامية عياد
ما يبدو صغيرا فى أعينا يبدو كبيرا فى أعين الله ، سواء كان أشخاص أو أعداد أو إمكانيات وقدرات ، فهو يستخدمها لمجد ورفع اسمه ..
نيافة الأنبا باخوميوس مطران البحيرة ومطروح وشمال افريقيا فى مقاله "الأشياء الصغيرة" وضح لنا أن كل ما هو صغير قد يستخدم للبنيان سواء أشخاص أو أعداد أو قدرات وبالتالى أن أهمال ما هو صغير يجعلنا نفقد ما هو للبنيان وهنا نتذكر وصية الرب يسوع "دعوا الأولاد يأتون الى.." ونجد تحذيره لمن يعثر أحد هؤلاء الصغار خير له أن يربط عنقه بحجر رحى ويغرق فى البحر ، وهنا نجد الرب يسوع قد استخدم كل ما هو صغير من أجل مجد اسمه ، أولا : بالنسبة للأشخاص ، اختار الرب داود الفتى الصغير ومسحه ملكا على شعب الرب ، اختار الرب صموئيل الطفل الصغير فى الهيكل رغم وجود كهنة كثيرين ، اختار إرميا وهو ولد صغير وقال له "لا تقل إنى ولد" ، يوحنا الحبيب كان أصغر التلاميذ لكنه كان دائما قريبا من قلبه ، كما كان مارمرقس كاروز الديار المصرية شابا صغيرا وقت أحداث البستان والصليب ، تيموثاوس رغم صغر سنه اختاره بولس الرسول ليخدم معه ، العذراء مريم اختارها الرب رغم صغر سنها وائتمنها على سر التجسد ، القديس أثناسيوس واجه بدعة آريوس وجاهد من أجل الإيمان رغم صغر سنه وصار أصغر بطاركة الكرسى المرقسى ، وأمثلة كثيرة يحتفى بها الكتاب المقدس وتاريخ كنيستنا.
ثانيا: لم يهتم الله بصغار السن فقط بل أيضا بالأعداد البيسطة ، لقد استخدم الرب خمسة أرغفة وسمكتين ليشبع الخمسة ألاف ، ترك ال99 خروفا ليبحث عن واحد ضال وعلم أن السماء تفرح بخاطىء واحد يتوب أكثر من 99 بارا ، وهذا معناه أن لا نهتم بالكم فى أى شىء بل نترك الأمر لعمل الله فى حياتنا فهو القادر على كل شىء ، ثالثا: القدرات والإمكانيات الصغيرة ، هناك أشخاص بسيطة جدا استخدمها الله فى عمله فاختار موسى الذى قال : "لست أنا بصاحب كلام" واختار اثنى عشر تلميذا وسبعين رسولا من البسطاء ليرسلهم الى كل المسكونة وأمر تلاميذه أن يجمعوا من الخمس خبزات والسمكتين الفتات المتبقى فكان اثنتى عشرة قفة .
كل هذا يعلمنا أن نهتم بالصغار فى بيوتنا وخدماتنا ، نتعلم أن الله هو مصدر العون فى كل شىء وليس فى عدد ما نملكه من أشياء ، ومهما كانت قدراتنا وإمكانياتنا بسيطة فأن الإيمان والنقاوة والاتضاع هم سر القوة والنصرة ..