هاني صبري - المحامي
أدعي سامح عبد الحميد الداعية السلفي ، إن الدكتور مجدى يعقوب ، إن مات على النصرانية ولم يدخل الإسلام فإنه كافر قد حرم الله عليه الجنة ومأواه النار ، ولا تنفعه أعمال الخير للمرضى في الخروج من النار ، .
أعتاد هذا الداعية ومن علي شاكلته التطاول علي المسيحيين واتهامهم بالكفر من خلال وسائل الإعلام المختلفة لأنهم يظنون أنهم بمنأى عن العقاب ، وهذا لا يجوز له أو لغيره نعت أي إنسان علي أنه كافر فهذا اختصاص الله وحْدَه والله يعلم بما في القلوب.
أن السير الدكتور مجدي يعقوب يراه ويسمعه الله ولا يحتاج إلي صكوك جنّة من أحد ونتساءل ما الخطأ الذي ارتكبه لنعته بالكفر وازدراء دينه وهو أيقونة الإنسانية ورسالة حية للعالم يجول يصنع خيراً ، فالحب والعطاء رسالته وكرس حياته للعلم والمرضي لرفع المعاناة عنهم وحاصل علي أرفع الأوسمة في العالم فهو سفير فوق العادة لمصر.
وأن ما يدَّعيه هذا الشيخ هو ترويج لأفكار متشددة لإهانة المسيحيين وازدراء الدين المسيحي وهذه الإدعاءات والتصريحات غير المسئولة منه مخالفة لصحيح الدين الإسلامي الحنيف حيث أنه لا يوجد نص في القرآن الكريم يكفر أي اتباع ديانة سماوية أخري.
فنحن أهل الذكر , فاسألنا يا شيخ .. و نحن نجيبك "فَإِن كُنتَ فِي شَكٍّ مِّمَّا أَنزَلْنَا إِلَيْكَ فَاسْأَلِ الَّذِينَ يَقْرَؤُونَ الْكِتَابَ مِن قَبْلِكَ" (سورة يونس 94).
أن المسيحيين ليسوا كفاراً كما يدعي لأنهم يعبدوا رب واحد. تعريف الشرك في القرآن الكريم ورد في صورة النساء الآية ١١٦ " إِنَّ اللَّهَ لَا يَغْفِرُ أَن يُشْرَكَ بِهِ وَيَغْفِرُ مَا دُونَ ذَٰلِكَ لِمَن يَشَاءُ ۚ وَمَن يُشْرِكْ بِاللَّهِ فَقَدْ ضَلَّ ضَلَالًا بَعِيدًا" . تعريف الشرك هو أن أشرك مع الله أي أشياء أخري ، والمسيحيين في كل العالم بكل مذاهبهم وطوائفهم يعبدوا إله واحد.
ونحن لسنا في معرض تأصيل فقهي لنشرح له ولغيره ولكن سوف أرد علي عدم صحة مزاعمه في حق المسيحيين بآية واحدة من القرآن الكريم استشهد بما يُؤْمِن به وأدعو سيادته لفهم صحيح الدين ، فلعله يتراجع عما قاله ويراجع نفسه وليقرأ القرآن مرة أخري و يتعقل ويتدبر أمره ويعي ما يقول ، في سورة العنكبوت الآية ٤٦ " وَلَا تُجَادِلُوا أَهْلَ الْكِتَابِ إِلَّا بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ إِلَّا الَّذِينَ ظَلَمُوا مِنْهُمْ ۖ وَقُولُوا آمَنَّا بِالَّذِي أُنزِلَ إِلَيْنَا وَأُنزِلَ إِلَيْكُمْ وَإِلَٰهُنَا وَإِلَٰهُكُمْ وَاحِدٌ وَنَحْنُ لَهُ مُسْلِمُونَ " وهذه الآية محكمة وليست منسوخة وفق تفسير الأمام الطبري وابن زيد وآخرين ، وهذه الآية الكريمة دليل وشهادة علي أداب الحوار في الإسلام ، وشهادة علي التوحيد من أهل الكتاب ، وشهادة علي صحة الكتاب المقدس ، وهناك عشرات الآيات في القرأن الكريم ، والأحاديث الشريفة التي تقرر أن أهل الكتاب ليسوا كفاراً وصحة الكتاب المقدس.
وما يدَّعيه هذا الشيخ مخالف إيضاً للقانون ويمثل جرائم استغلال الدين للترويج لأفكار متطرفة بقصد إثارة الفتنة وتحقير وازدراء الدين المسيحي والطوائف المنتمية له ، والإضرار بالوحدة الوطنية وتعكير السلم والأمن العام وسب وقذف للمسيحيين .
وأن ما أقترفه هذا الشيخ يعد جرائم مكتملة الأركان وهذا ثابت من خلال تصريحاته والتعدي بالقول وبطريق العلانية علي الدين المسيحي وازدراءه.
أن حرية الاعتقاد مكفولة بمقتضي الدستور ولكن هذا لا يبيح لمن يجادل في أصول دين من الأديان أن يمتهن حرمته أو يحط من قدره أو يزدريه عن عمد فليس له أن يحتمي في ذلك بحرية الاعتقاد ، وإنما تضع مرتكب تلك الجرائم تحت طائلة القانون.
لذلك نطالب سيادة النائب العام بصفته صاحب الاختصاص الأصيل تحريك الدعوي الجنائية ضد الداعية سامح عبد الحميد والتحقيق معه وإحالته لمحاكمة جنائية عاجلة بتهمة ازدراء الدين المسيحي والمسيحيين وتعكير السلم والأمن العام تطبيقاً لمبدأ سيادة دولة القانون.
كما نطالب اللجنة العليا لمواجهة الأحداث الطائفية المشكلة بقرار رئيس الجمهورية رقم ٦٠٢ لسنة ٢٠١٨ مواجهة مثل هذه الدعاوي التحريضية والأفكار التكفيرية المتشددة لمنع حدوث أحداث طائفية تضر بالمجتمع ومواجهتها وقفاً للقانون بكل حزم للمحافظة علي الامن القومي والسلام الاجتماعي للبلاد.