بقلم / رامى حافظ
• فكرة الاعتصام :
جاءت الفكرة بعد لقاء بين شباب الوفد لبحث شئون الحزب وخاصة نتائج الانتخابات الأخيرة والبدء فى خطة يعمل عليها الشباب للأستعداد لمئوية الحزب فى 2019 وانتهى اللقاء بتوصيات مهمة ، وبطبيعة الحال بدأ التطرق الى موقف الحزب الأخير من الانتخابات الرئاسية وخاصة عملية التأييد السريعة للسيد منصور حسن مرشحاً للرئاسة ، وبدأت الاراء تعبر عن غضبها وتصاعدت بسبب الشكل السئ الذى ظهرت به الهيئة العليا للحزب والخلافات التى شاهدها الجميع فى وسائل الاعلام بسبب عدم الاتفاق على قرار واحد قبل طرحه على الراى العام .
أنتهى الأجتماع بينما ظل عدداً من الشباب غاضباً وبدأ النقاش بسخرية على مواقف أعضاء الهيئة العليا من القرار وتحولت السخرية لغضب على مجمل القرارات الأخيرة لمؤسسات الحزب وخاصة الهيئة العليا بأعتبارها المستوى القيادى الاعلى فى الحزب ، وتغير الحديث من السخرية الى ضرورة البدء فى عملية مراجعة تكون صادمة نكشف من خلالها حقيقة أزمة الحزب سواء التنظيمية أو المواقف الفردية ، وجاء قرار منصور حسن كأبرز دليل على صحة موقفنا وتحمست مجموعة من الحاضرين للأتخاذ موقف فعلى وسريع وبدات الاتصال بشباب المحافظات ووجدنا نفس الغضب الذى بداخلنا جميعاً .
بدأت فكرة الاعتصام تتبلور فى حديثنا وبالمصادفة وجدنا ان العيد السنوى لثورة 1919 صباح ليلة الاعتصام وهو يوم الجمعة 9 مارس مما اعتبارناه فرصة لتأجيج المشاعر الوفدية نتيجة الخطأ المتمثل فى تجاهل المناسبة مع القرار مما يوضح حجم الأزمة ، وبدأت خطة الاعتصام تكتب على الورق تمهيداً للتنفيذ وأكتشفنا حقيقة مؤلمة فى اتصالاتنا مع شباب المحافظات ، وهى ان الغضب الأساسى يأتى من عدم وجود مرشح وفدى للرئاسة وليس شخص منصور حسن هو الأزمة وفقط بل غياب القيادة وطريقة الاختيار ، وهو ما جعل البيان الأول والذى نشرته كافة وسائل الاعلام بالبداية بالاعتذار والنية فى التصحيح والعمل على التنفيذ ، وهو ما يفسر قلة عدد الشباب المعتصم والذى لم تجاوز فى احسن حالته 40 شباباً حيث حضر الاعتصام شباب من مؤيدى القرار ولكن الاتفاق ركز على أزمة التنظيم داخل الحزب .
بدأت الاتصالات بشباب المحافظات المؤيدين للفكرة وبالرغم من التوافق العام على القرار لكن الاعتصام لم يكن أمراً مرغوباً فيه نظراً لغياب البديل الوفدى وكذلك مسألة التصعيد والتى أصبحت تمثل مشكلة كبرى بالنسبة للوفديين ، وهو ما دعانا للاتصال بالقوى السياسية والحركات الاحتجاجية التى تهاجمنا كثيراً لتأييدنا فى الخطوة لتمثل لنا دعماً معنوياً تجعل الوفديين يشعرون ان هناك أمكانية للعودة لصفوف الحركة الوطنية ، وخاصة ان هناك الكثير من النشطاء الوفديين فى الكثير من التجمعات الثورية والحركات الاحتجاجية وترفض الأفصاح عن انتمائها الوفدى بسبب الهجوم غير المبرر عليهم واعتبارهم ان رئيس الحزب هو كل الحزب دون النظر للمعارضين له لكن خذلونا ايضاً .
وحقيقة لابد ان تذكر ان الوفديين الذين اعتصموا لم يكن منهم مؤيداً لأى مرشح للرئاسة من المطروحين غير شابين من حملة مؤيدى ا/محمد العمدة رئيساً للجمهورية ، وهو ما يؤكد ان المعتصمين لم يكونوا مؤيدين لعمرو موسى ذلك الفلة الكبير أو من القيادات الوفدية مثل د.بهاء ابو شقة وايضا ا/عصام شيحة بل على العكس الاخبار التى تناقلت بذلك كانت سبباً لعدم تأييدنا من شباب المحافظات بل أدت الى فض الاعتصام سريعاً خوفاً من تأكيد الخبر فشباب الوفد وخاصة الذين شاركوا فى الثورة وضغطوا على الحزب فى تأييده للثورة يرفض عمرو موسى جملة وتفصيلاً بل أصبح عبئاً كبيراً على المعتصمين .
• موقف القيادات الوفدية :
ببداية الاعتصام بدأت تظهر مواقف القيادات الوفدية ما بين مؤيد للتحرك ولكن دون حضور وما بين رافض للفكرة ، فكانت كالتالى :
- موقف ا/محمد حرش عضو الهيئة العليا : موقف يفتخر به اى وفدى حيث أنه يرفض كافة المرشحين بل ويؤيد أن يكون مرشح الوفد للرئاسة من أبناء الحزب بغض النظر عن أسمه وصفته بل وقدرته ، المهم ان يكون وفدياً وان يكون شاباً .
- موقف ا/ايمن عبد العال عضو الهيئة العليا : موقف قانونى حيث قام بشرح الجوانب المختلفة للقرار سياسياً وشعبياً ولائحياً داخل الحزب ، وتضمن الراى ان الاتجاه الشعبى لا يرغب فى مرشح حزبى صريح وان المزاج يميل الى شخصية سياسية كبيرة ومستقلة تمثل التوافق العام بين التيارات السياسية ، وان تأييد حزب الوفد لمنصور يأتى فى هذا الاطار الجامع الرافض لأى استقطاب دينى أو سياسى ، بينما على المستوى اللائحى فالقرار صحيح حيث تصح الاجتماعات بأغلبية الحضور وتصدر القرارات بأغلبية الحاضرين .
- باقى قيادات الوفد : لم نرى لهم موقف مؤيد أو معارض وتركوا المشكلة لأى نتيجة .
• لقاء د.البدوى رئيس الحزب :
بمرور الليلة الاولى للاعتصام ودخولنا للحزب وبدأنا الاعتصام بالداخل وبدأت تتوافد بعض الشباب من المحافظات ودارت حوارات شبابية لتأييد القرار لكن للأسف الأعداد لم تكن كما توقعنا ، مر الليلة ببطء شديد حتى جاء ا/ ايمن عبد العال عضو الهيئة العليا الذى بدأ حواراً مع الشباب المعتصم وما بين أنفعالات وأصوات عالية علمت الصحافة فكان موقفه الرافض لحضور اى صحفى ، وهو ما تسبب فى بعض الاحتكاكات بين الشباب المعتصم وبينه ولكن تم الاتفاق على عدم تصعيد المواقف وان يقوم هو بطرد الصحفيين وليعلم ذلك الجميع ، فطرد صحفيين من اليوم السابع والشروق وصوت البلد .
وجاءت الساعة الثالثة عصراً وبدأت تتناقل اخبار بقدوم رئيس الحزب للحديث معانا وعقدنا جلسة للأتفاق على التركيز على موضوعات محددة التى سنطرحها على رئيس الحزب ، وأتفقنا على اعادة النظر فى الموضوع اما بالقبول أو الرفض وفى حال الرفض الضغط بخطوة آخرى تصعيدية بتشكيل لجنة لادارة الحزب اختصاصاتها محددة (وضع لائحة جديدة – تنقية الجداول العضوية – انتخاب مؤسسات الحزب) ، وبمجرد انتهاء الراى على ذلك دخل رئيس الحزب علينا وقام بمصافحتنا جميعاً وقرأ اللوحات الورقية التى كتبنا عليها ارائنا وقام بالتعليق عليها تعليقات طريفة .
ودخلنا قاعة الاجتماعات الخاصة بالهيئة العليا وفؤجئنا بالمجموعة المنضمة علينا ببداية الحديث وفتح موضوعات آخرى غير المتفق عليها ، مما أثار المعتصمين واغضب الجميع وقد طلبت الكلمة بعد مجادلة وطرحت القرار المتفق عليه وهو أما أعادة النظر فى القرار أو الرفض واستكمال الاعتصام ، وهو أغضب رئيس الحزب وأنفعل بشدة مما أوقع فنجان القهوة من أمامه نتيجة ضربه على منضدة الاجتماع .
وبدأ الدكتور البدوى رئيس الحزب شرح قصة ترشيح منصور حسن والتى انتهت بتأييد الحزب له وان هناك اتصالات سابقة بينه وبين منصور حسن وكذلك جماعة الاخوان المسلمين ، وخرجنا من الموضوع الضيق الى طريقة اتخاذ القرار ثم مناقشة أزمة التنظيم داخل الحزب وهى القضية الأسياسية والتى نراه هى السبب فى قرار مثل قرار منصور حسن .
دخل الشباب فى مناقشات حادة حول مشاكل الوفد المتعددة وطريقة العمل والادارة داخل الحزب وأبرزها دور الهيئة العليا فى الحزب وخرجنا الى القضايا العامة وخاصة دور الوفد فى الثورة والتى كان الدكتور البدوى له مواقف عديدة مبهمة لدينا ولدى الراى العام ، واهم هذه المواقف هو دوره فى المجلس الاستشارى الذى لم يحضر سوى اجتماع واحد واستقالته منه رافضاً الظهور فى الاعلام لتوضيح موقفه معللاً ذلك بتقديره للمصلحة العامة ، وبالنسبة للأخوان والسلفيين وموقفه من التحالف قال انه مطئمن على الدستور وان التحالف أسفر على الوثيقة التى تتضمن حماية الحريات العامة وتعريف متفق عليه للدولة المدنية بعيداً عن المزايدات وهو ما يعد خروجاً من مأزق الدستور أم الانتخابات اولاً ، وعلم الشباب اثناء الاجتماع ان هناك اتصالات تجرى فى رغبة السيد منصور فى لقاء الشباب المعتصم ، وظهرت هنا حقيقة الاختلافات بين المجموعة المعتصمة داخل الحزب ما بين مؤيد للفكرة ورافض لها ومؤيد لآخريين .
• البيان الصادر عن الاجتماع :
بعد صدور البيان الاول الذى عبرنا فيه عن الاعتذار للشعب المصرى عن مواقف الوفد الأخيرة والسياسية المتخبطة لأدارته ثم الاجتماع برئيس الحزب والذى أعترف بصحة وجهة نظرنا وأمتدح ثقافتنا ورؤيتنا ورغبته الدائمة فى اللقاء بنا ، صدر بياناً ثانياً ظهر من جزء فى وسائل الاعلام والخاص بعودة مراجعة القرار فى مسألة تأييد الوفد لمنصور حسن ، نص البيان كاملاً " بناء على رغبة الشباب المعتصم فى مقر حزب الوفد اعتراضاً على قرار تأييد السيد منصور حسن مرشحاً رئاسياً بأسم الحزب ، أجتمع الشباب المعتصم ولمدة اربع ساعات برئيس الحزب وخرج بالتوصيات الآتية :
- أولاً : أعادة النظر فى تأييد السيد منصور حسن وذلك بطرح القرار مرة آخرى على الهيئة العليا للحزب لعرض رؤية الشباب المحتج على القرار .
- ثانياً : البدء فى تشكيل اللجان بمجرد عودة السيد فؤاد بدراوى سكرتير عام الحزب من الخارج .
- ثالثاً : اعادة النظر فى اللائحة الخاصة بالحزب بحيث تسمح بفصل الجمعية العمومية للحزب عن تشكيل اللجان حتى تتمكن الهيئة العليا من محاسبتها سياسياً وشعبياً ، وان الاقتراح المقدم عبارة تغيير أسلوب أختيار الجمعية العمومية الى تصويت المندوبين .
- رابعاً : موافقة رئيس الحزب على تأييد النائب زياد العليمى داخل لجنة القيم وذلك بتوجيه تعليماته للسيدة العضوة مارجريت عازر بالتوصية بعد فصل النائب فى واقعة سب المشير . "
بطبيعة الحال أخذ من البيان الجزء الخاص بمنصور حسن وتم التركيز عليه أعلامياً أنه تم فض الاعتصام دون التطرق الى الاستجابة لكافة مطالب الاعتصام .
• لقاء منصور حسن :
قام شاب وفدى بعمل مجموعة من الاتصالات وطالبنا بلقاء السيد منصور حسن صباح اليوم الاثنين وفى اللقاء بدأت المناقشات وطرح الاسئلة عليه وحضر الاجتماع 5 شباب من المعتصمين كنت واحداً منهم ، اهم النقاط التى تمت مناقشتها هى :
1- موقفه من البرادعى :
قال منصور انه يقدر ويحترم البرادعى وانه أسف على انسحابه حيث أنه كان من مؤيدى بيان التغيير ومطالبه السبعة واعتبره واحد من اهم عوامل الثورة وقد صرح فى وسائل الاعلام اكثر من مرة بذلك ، وان هناك اتصالات بينه وبين البرداعى واول اتصال دار بينهم حينما اعلن تأييده لبيان التغيير ومطالبه السبعة كان ذلك فى ظل نظام مبارك .
ووصف لقاء الشباب به فى المطار وكأنه أستقبال الزعيم سعد زغلول بعد عودته من المنفى وانه كان ينتظر منه تكوين حزب وخاصة بعد الثورة ، وقال ان هناك اتصالات لمقابلة المجموعات المؤيده للبرادعى حتى نتفهم أمكانية تحقيق مشروع التغيير بغض النظر عن الشخص .
2- موقفه من العسكرى :
أوضح انه فى أول لقاء مع العسكرى بخصوص الاستشارى ان المشير ومساعديه لم يعرفوه من الاساس ونتيجة قلة الخبرة هو سبب تأسيسه للاستشارى ، وقال ان أخطاء العسكرى جاءت من قلة الخبرة وليست سوء النية وان الجيش فى حاجة للتأهيل تقدر بعشر سنوات على الاقل بعد ادارته المرحلة الانتقالية .
3- موقفه من نظام يوليو :
أيد شباب الحاضرين فى ان شرعية نظام يوليو سقطت فى 25 يناير وان هذا النظام فشل فى تحقيق أهدافه وان مشروع 25 يناير مختلف عن مشروع ثورة يوليو .
4- موقفه من المجلس الاستشارى :
اشار الى ان الاستمرار يأتى من احساسى بالمسئولية حيث وافقت على الأمر من بدايته ولا يجوز ان اتخلى عن مسئولياتى مقابل بطولة زائفة وان رئاستى له جاء بالانتخاب من اعضائه بما فيهم المجموعة المستقيلة بسبب ادارته ، واشار الى المواقف العديدة التى اصطدم فيها مع العسكرى وخاصة فى مسألة وقف العنف تجاه المتظاهرين وخاصة سحل البنات .
5- موقفه من اللواء سامح سيف :
قال ان سامح قام بزيارته واحاول اقناعه وظن فيه انه يمثل مشروع الترشح للرئاسة فكلفه بالحملة والبدء فى المهام ولكن حجم الهجوم عليه افهمنى رسالة الثوار وهو ما استدعى التفاهم معه حول الاستقالة بدون مهانة وبكل احترام لشخص اللواء وهو أسلوبى مع الجميع .
6- موقفه من شباب الثورة :
قال أنه سيسعى بعد نجاحه فى توحيد صفوف شباب الثورة فى حزب تمهيداً للانتخابات البرلمانية والرئاسة القادمة حتى تكون منهم ، واضاف أنه يرى فى قوة الشباب القوة البديلة والتى تستطيع مواجهة اى تيار سياسى او اى قوة منظمة بداخل المجتمع .
7- حالته الصحية :
قال ان ظروفه الصحية لا تمثل مشكلة حيث انه يعتمد على الاشخاص التى حوله والمؤسسات القائمة وهى رؤيته لأدارة العمل الصلاحيات بقدر المسئولية وفى اطار المسائلة .
8- موقفه من الاخوان :
قال ان الاخوان يواجهون أكبر مشكلة فى حياتهم التاريخية فحجم الاعتراضات على فصل عبد المنعم ابو الفتوح من قبل الشباب تمثل أزمة كبرى ، واضاف ان شباب الاخوان من الممكن ان يسببوا ازمة كبرى لقيادات الجماعة حيث من المفترض ان يعلنوا تمردهم ضد الجماعة ، واشار ان الاحتمال الاكبر ان لا تؤيد الجماعة أى مرشح فى الانتخابات الرئاسية خوفاً من هذه الازمة وتترك الامر الى ضمير أفراد الجماعة وهو ما يعبر عن حجم التهديد الصريح للتنظيم وان يتفهم هذه المشكلة .
9- بعض مقولاته فى الاجتماع معه :
- انا ادبح من غير نزف دم ( تعليقاً عن استقالة اللواء سامح ).
- انا اؤيد مشروع التغيير .
- نظام يوليو سقط وفشل فى تحقيق اهدافه .
- افراد من تجمعات البرادعى ستقابلنى قريباً ، واعتقد انى سأحصل على تأييدها .
- كل تيار سياسى يرانى تعبيراً عنه ، فانا متدين ولست علمانى واؤمن بالعدالة الاجتماعية .
- تقدمت بمذكرة للرئيس الراحل عبد الناصر فى عام 1954 لتأميم صناعة الدواء بالرغم من امتلاك ابى مصنع كنت أديره .
- الخصخصة لا تكون بهذا الاسلوب يجب على الدولة مراعاة السياسية الاجتماعية .
- السادات اجرى تعديلاً وزارياً لخروج وحدى من الوزارة بسبب اعتراضى على اعتقالات سبتمبر .
- جماعة الاخوان المسلمين تواجه اكبر أزمة تنظيمية فى تاريخها بسبب ابو الفتوح .
- تصلنى عدد كبير من الرسائل تعبر عن تقدير كبير لشخصى من قبل مسئولى الجماعة .
- احزاب كثيرة تتصلى بشخصى تعلن تأييدها وتنتظر الوقت المناسب .
- حاولت تأسيس حزب حقيقى بديل للحزب الحاكم ايام السادات لكن مجموعات المصالح دمرت ذلك المشروع .
- تربطنى علاقات جيدة مع كافة التيارات السياسية .