الفولكلور القبطي

 

الفلكلور القبطي يعني بكل بساطة : الفولكلور المصري ، ومن ثم فإن البحث في الفولكلور القبطي هو بحث في الهوية المصرية ، في مكوناتها الإنسانية والمعرفية منذ ما قبل التاريخ ، ما قبل العقائد والأديان .

 

وقد تندثر الوثائق المكتوبة ، وتنمحي النقوش عن جدران المعابد ، وتزول الآثار المعمارية الحاملة لتفاصيل تاريخ القوم ، وتبقى العادات والتقاليد والطقوس كامنة في ألعاب شعبية وفي أغنيات أو بكائيات أو أمثال أو مأثورات أو طقوس تبدو مبهمة في بعض الأحيان ، إلى أن يتطور البحث العلمي وتتسع فنونه وتنضج أدواته ، وتفتح العلوم على بعضها فتلقح بعضها البعض بالمعلومات والأفكار والاستدلالات مما يسهم في تفسير الكثير من الظواهر الكونية والسلوكات البشرية وما وراءها من دوافع موغلة في القدم .

 

من كتاب " مقدمة في الفولكلور القبطي للكاتب و الباحث الرائع "عصام ستاتي " أعرض لك عزيزي القارئ بعض ما جاء على لسان العامة وبات من فولكلورنا المصري .

 

بالعمارة: وتعني إعمار الدار سواء بالخلف الصالح وحسن تربية الأولاد ، وأن يملأ الله البيت عليهم بالمال والبنين ، أما التمارة : فهي أن يتمر العيش والملح والعشرة وأحيانًا يقصد بالتمارة التمر أو البلح فهو بشير خير في البيت وفي الظروف الصعبة يحفظ أهل البيت من الجوع . 

أما جيزة النصارى : أي زواج النصارى الأرثوذكس لأنه لا طلاق فيه إلا في حالة الزنا ومن يتزوج من مطلقة فقد زنا ، أو كما يقول نص إنجيل لوقا الإصحاح العاشر ( فتقدم الفريسيون وسألوه هل يحل للرجل أن يطلق امرأته ليجربوه ، فأجاب وقال لهم بماذا أوصاكم موسى ، فقالوا أذن أن يكتب كتاب طلاق فتطلق ، فأجاب يسوع من أجل قساوة قلوبكم كتب لكم هذه الوصية ، ولكن من بدء الخليقة ذكرًا وأنثى خلقهما الله من أجل هذا يترك الرجل أباه وأمه ويلتصق بامرأته ويكون الاثنان جسدًا واحدًا

 

إذن ليس بعد اثنين بل جسد واحد فالذي يجمعه الله لا يفرقه إنسان ، ثم في البيت سأله تلاميذه أيضًا عن ذلك فقال لهم من طلق امرأته وتزوج بأخرى يزني عليها ، وإن طلقت امرأة زوجها وتزوجت بآخر فقد تزني .

 

والخناق يقصد بها الخنق أو الموت وهذه هي الحالة الثانية التي يمكن ىأن يحدثر فيها فراق وهي الموت .

 

وهذا المثل معناه أن جوازة النصارى لا تستطيع أن تفك منها أو تخلع بالعامية أي تهرب وتتنصل أو تطلق بالفصحة ، أما الخسارة : فإن حلة الطلاق تؤدي دائمًا إلى خسارة سواء معنوية أو مادية فهناك خسارة على مستوى الأولاد وتربيتهم وهناك خسارة على مستوى دفع النفقة والعدة والعفش والمؤخر ، وأيضًا ينشأ خلاف بين عائلتي النسب وبما أنه ليس هناك طلاق فليس هناك خسارة .

 

وبصارى هنا تعني بصرة وهي كلمة خاصة بلعب الورق أو الكوتشينة وهي الورقة المكررة أو التي تشبه ورقة أخرى في الرقم أو الصورة ، والمثل يعني أن جواز النصراني يتم مرة واحدة ولايتكرر ومن هنا ندرك أن مجموعة المثال التي تشير إلى زواج النصارى تحث المجتمع على أن يكون الزواج مرة واحدة ، ورغم أن الدين الإسلامي يعطي المسلم الحق في تعدد الزوجات ولكنه يحث على العدل فإن العدل والمساواة لا تحدث إلا بالزواج مرة واحدة حسب قوله تعالى ( فإن خقتم ألا تعدلوا فواحدة ) .