كتب – روماني صبري
كشف الرئيس الفرنسي "إيمانويل ماكرون" انه اتخذ قرارات غاية الأهمية لوقف تمويل التنظيمات الإرهابية والمتطرفة في فرنسا، وذلك خلال خطابه بمنطقة "تولوز" الفرنسية، الذي أدان فيه الدول الراعية للإرهاب وخطرها على الأمن القومي لبلاده.
عدونا ليس الإسلام
عدونا ليس الإسلام وإنما النزعة الانفصالية عن الجمهورية، هكذا تحدث الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون في مدينة مولوز لشرح رؤيته للإسلام في فرنسا، كونه يدرك أن هذه النزعة الانفصالية تتغذى من غياب عروض بديلة خاصة في مجال التعليم.
لا مكان للإسلام السياسي
وضع ماكرون خريطة طريق بالنسبة للمجلس الفرنسي للدين الإسلامي حتى يقدم مقترحات واضحة وملموسة وخاصة في مجال تكوين الأئمة في فرنسا، كلام ماكرون كان واضحا بأن لا مكان للإسلام السياسي في فرنسا ولا مجال لاستهداف المسلمين أو الإسلام، كما أكد انه سيتصدى لإرهابيي "مسجد النور" أكبر مساجد باريس والذي يديره عناصر جماعة الإخوان الإرهابية بدعم مالي من النظام القطري، ويعرف هذا المسجد بأنه مصدر لتمويل الإسلام المتطرف في فرنسا، حيث تبلغ ميزانيته 28 مليون يورو من قبل مؤسسة "قطر الخيرية."
تجاهل مشاكل فرنسا الأخرى
وفي هذا الصدد خصص برنامج "النقاش" المذاع عبر فضائية "فرانس 24" حلقة للحديث عن خطاب ماكرون، وهل يستطيع التصدي للجماعات المتطرفة ؟
وقالت حسناء حسين باحثة في علم الاجتماع :" أن خطاء ماكرون جاء في إطار خطة وضعت سابقا لمحاربة الإرهاب والحركات الإسلامية المتطرفة في فرنسا، منتقدة إياه بأنه تجاهل مشاكل أخرى مثل تظاهرات "السترات الصفر" بسبب الفقر وارتفاع الأسعار."
واستطردت :" تركيزه المفرط على النزعة الإسلامية يندرج في ظل التأثير على الرأي العام في هذه الفترة ما قبل الانتخابات الرئاسية المقبلة."
الحركات الإسلامية .. قضية فرنسا الشائكة
وبدوره أكد حسين درويش – نائب رئيس مجلس الأئمة في فرنسا-، أن وجود الإسلام في فرنسا أصبح قضية شائكة معقدة على ارض الواقع ، لان فرنسا باتت تزخر بجماعات إسلامية متطرفة تعمل ضد المسلمين وضد مصلحة فرنسا وتستخدم خطاب الكراهية تجاه المجتمع الفرنسي والمسلمين المخالفين لها، إلى جانب حركات الإسلام السياسي هناك."
وأردف :" المتطرفون في فرنسا يعملون على نشر الكراهية والتعصب، حيث يريدون أن يكره المسلمين الحكومة الفرنسية والشعب الفرنسي والجالية اليهودية والملحدين، وهو ما وجده ماكرون خطرا يهدد بلاده وسلام شعبها."
موضحا :" قضية الحركات الإسلامية في فرنسا كبيرة ومتشعبة ولا يجب تركها على هذا الوضع ، حيث تحتاج إلى تنظيم وترتيب ولكن من قبل الحكماء وليس الجهال مثل المسؤولين عن الجمعيات الإسلامية والأئمة المتشددين."
ولفت :" الأئمة في فرنسا لابد أن يتقنوا اللغة الفرنسية، وان يدرسوا السياسية الفرنسية وثقافة فرنسا وتاريخها، حتى يكون خطاباهم متوازن وايجابي كونهم يخاطبون مسلمين ولدوا في فرنسا وارتبطوا بها، موضحا :" كثير من المسلمين هناك لا يجيدون اللغة العربية ولا يتحدثونها لأنهم ولدوا في فرنسا، فيحضرون الخطب الدينية دون أن يفهمون شيئا من الإمام ."
وأشار:" الدين في حياة الشعوب الإسلامية جانب مهم جدا ، ولأننا لم نعتني به وتركناه لكل من (هب ودب) خرج علينا الإرهابيين المتطرفون بعملياتهم التفجيرية ونشرهم التعصب في المجتمعات، إلى جانب استخدامه من قبل أصحاب المصالح الذين جنوا من خلاله الكثير من الأموال، فضلا عن الذين استغلوه من اجل مصالح الدول الأجنبية الموالين لها."
التطرف لا يقتصر على الحركات الإسلامية
ولفت عمر الرابط – نائب عمدة مدينة أتيس .. مونس-، على أن التطرف موجود أيضا داخل الحركات العلمانية اليسارية في فرنسا ولا يقتصر على الحركات الإسلامية فقط، مشيرا إلى أن السلفية في فرنسا لا تؤمن بالديمقراطية والحرية والقوانين."