كتب - أحمد المختار
نستعرض اليوم سيرة " كاتبة مصرية " كبيرة ، تركت إرثاً من الأعمال الأدبية المسرحية و التليفزيونية ، و التي اهتمت بالقضايا الاجتماعية في المجتمع المصري و تحديداً " قضايا المرأة " ، فمن المُدهش في سيرة هذه " السيدة " و رغم شهرتها في مجال الكتابة ، إلا إنها تعلمتها فى سن كبيرة ، و قررت تعليم نفسها بنفسها ، و تعلمت كيف تقرأ و تكتب اسمها ، مما أجبر والدها علي تعليمها الكتابة بشكل صحيح ، حيث إنها لم تذهب إلى المدرسة ، و كانت ممنوعة من الخروج ، و كانت تجلس إلى عمتها و خالتها و جدتها و أختها ، فبدأت تكتب قصة كل واحدة منهن ، ألا و هي الكاتبة الراحلة " فتحية العسال " ، و نبرز هنا أبرز المحطات في تاريخها ، و منها :
وحي كتاباتها
وُلدت الكاتبة " فتحية العسال " فى يوم " 26 ديسمبر 1933 " بمحافظة القاهرة ، والدها حرمها من التعليم و جاء زواجها في سن " الرابعة عشرة " من عمرها ، ليكون نقطة تحول في حياتها ، إذ إنها نجحت في أن تعلم نفسها القراءة و الكتابة ، لتخوض تجربتها الأدبية ، حيث بدأت الكتابة الأدبية فى عام 1957 ، و كانت كتاباتها من وحي تجربتها في الحياة منذ فترة الطفولة و تأثرت بالكثير من أحداثها ، و التي ساهمت في تكوين شخصيتها مثل " الختان - خيانة أبيها لأمها - الحرمان من التعليم " ، مما جعلها تُركز جُل اهتماماتها علي القضايا الاجتماعية و بالأخص " قضايا المرأة " بشكل خاص .
زواجها
تزوجت " فتحية " من الكاتب " عبد الله الطوخي " في عمر مبكر ، و لها ابنتين إحداهما الفنانة " صفاء الطوخي " ، و أوضحت " العسال " أنها تعلمت القراءة و الكتابة بالعافية ، و لما كتبت أول جواب لزوجها ، قال لها : " البنت دى مش معقولة ، إزاي مدخلتش مدرسة و قادرة تكتب كده ؟ " ، حيث ذكرت في سيرتها : " لما جاء و خطبنى الأستاذ عبد الله الطوخى الكاتب الكبير ، بدأنا نجلس معاً للقراءة ، و بدأنا بقراءة " سلامة موسى و جبران و كل الكبار " ، و قد صنع الحب منا " توأمة روحية " تسمح لنا أن نقرأ معاً ، و بدأ هو يكتب ، و عندما يكتب لم يكن يبعث نصوصه للنشر إلا بعد أن أقرأها و أبدى رأيي فيها " .
و رغم قصة الحب بينهما ، إلا أن " فتحية العسال " انفصلت ، مبررة بأن زوجها " يُحجم حركتها و يحاول فرض آرائه عليها "
أعمالها
كتبت " فتحية " أول مسرحية عام 1969 ، و قامت بكتابة " 57 " مسلسل منهم : " رمانة الميزان ، شمس منتصف الليل ، بدر البدور ، هي و المستحيل ، حبنا الكبير، لحظة اختيار ، لحظة صدق ، سجن النسا " ، قدمت العديد من المسرحيات منها : " المرجيحة ، الباسبور ، البين بين ، نساء بلا أقنعة ، ليلة الحنة ، من غير كلام " ، و لها خمس روايات منها : نساء بلا أقنعة ، سجن النسا ، ليلة الحنة " و تحولت بعض أعمالها إلى عروض مسرحية ناجحة مثل : " المرجيحة ، من غير كلام " .
نشاطها السياسي و مناصبها
تم اعتقالها ثلاث مرات بسبب كتاباتها عن قضايا المرأة .
ترأست جمعية الكاتبات المصريات ، و كانت عضو مجلس إدارة " اتحاد الكتاب " و أمين عام " اتحاد النساء التقدمي " .
حيث اشتهرت في الوسطين " الثقافي والسياسي " بـ " ماما توحة " ، فكانت تحتضن العديد من الشباب في بدايات طريقهم ، و كانت " مثل أعلي " في التحدي و الإصرار و العصامية ، و شاركت ضمن صفوف المعتصمين بوزارة الثقافة احتجاجاً على تعيين وزير ثقافة محسوب على " الإخوان " .
الجوائز
حصل مسلسل " لحظة صدق " على جائزة أفضل مسلسل مصري عام 1975 ، و تم تكريمها فى مهرجان المخرجة المسرحية عام 2009 ، و كرمها المركز الوطني " للعيون " فى مدينة " صيدا " اللبنانية ، و حازت علي جائزة " الدولة " للتفوق في " الآداب " عام 2004
الوفاة
توفيت الكاتبة و السيناريست " فتحية العسال " في يوم " 15 يونيو 2014 " عن عمر يناهز " 81 " عام ، بعد مسيرة أدبية شهد لها الجميع عن جودة أعمالها .