خبير اقتصادي : طول أمد الفترة الزمنية لـ " كورونا " تُنذر بعواقب وخيمة
كتب - أحمد المختار
يواصل فيروس " كورونا " حصد أرواح ضحاياه و يتخطي حاجر الألفين ، رغم إعلان الصين تسجيل أقل حصيلة له هذا الأسبوع في مقاطعة " هوبي " مركز تفشي الوباء ، و تحسن مكافحة الوباء ، وسط توقعات من المختصين نمواً متواضعاً للاقتصاد العالمي ، بعد أن تسبب علي فرض قيود علي حركة التجارة و السفر بين دول العالم ، و تحت عنوان " كورونا .. أين وصل و أين اللقاح ؟ ، ناقش برنامج " بالتفاصيل " مع الإعلامي " محمد بن علي " علي شاشة " روسيا اليوم " أزمة " كورونا " و توابعه علي الاقتصاد ، حيث استضاف عدد من الضيوف و منهم :
" محمود ريا " مدير موقع الصين بعيون عربية ، و الذي قال من " بيروت " : " إعلان السلطات الصينية نجاحها في السيطرة علي تفشي الوباء ، هو دليل تفاؤل ، و لكن لا ينفي الحذر من أي تغير سلبي طارئ و يجب التحضر له ، و الجيد أن الصين تمكنت من السيطرة علي الفيروس ، و حصر آثاره داخل حدودها في مدينة " ووهان " الصينية في إقليم " هوبي " .
و تابع : " هناك إجراءات مكثفة و فعالة من طرف السلطات الصينية مثل " الحجر الصحي ، و وقف الحركة " ، بجانب الالتزام الشعبي الكبير بهذه الإجراءات من الدولة ، و البقاء في منازلهم ، مما منع من انتقال الفيروس إلي أماكن أخري ، و تم حصره في أماكن معينة بعينها ، و شفاء الكثير من الحالات و خروجها من المستشفيات " .
و أكد : " السلطات الصينية تسعي لتأمين اللقاح و العمل بجد ، رغم تصريحات منظمة الصحة العالمية بتوفير اللقاح المناسب في 18 شهر ، و عدولها مرة أخري و محاولة إيجاد لقاحات في وقت أسرع ، و أعتقد أننا قاربنا علي نهاية الأزمة ، فالالتزام الكامل من الشعب الصيني بخطوات السلطات ، تُعكس حجم الثقة باعتباره " حبل النجاة " ، لأن عدم الالتزام لا يضر الحكومة و إنما يضر الشعب نفسه ، و إذا ضربنا مثالاً بشعوبٍ أخري ، كنا سنري هرج و مرج و عنف و اضطرابات " .
و أوضح : " بعض وسائل الإعلام العالمية الكبرى ، تغطيتها الإعلامية ليست علي ما يرام ، و تتسم بالعنصرية تجاه الصينيين ، و تصريحات المسئولين الأمريكان الباردة حول التعاطي مع مخاطر انتشار الفيروس علي مستوي العالم ، و تأثيره المباشر علي الاقتصاد العالمي و ليس الصيني فقط " .
و كشف رداً علي الضيف " عماد " قال : " المأكولات الصينية لم تُسبب أي ضرر ، و الاتهامات حول تأخر تعامل السلطات الصينية مع الأزمة ، هي اتهامات مُغرضة من الولايات المتحدة ، فالتقديرات بحسب تصريحات الرئيس الصيني خلال جولته التفقدية خلال أيام ، أن التأثيرات السلبية لن تتجاوز " الربع الأول " من السنة ، و سيتم تعويض ذلك خلال " الأرباع الثلاث " في باقي العام ، و العودة إلي معدلات النمو المعتادة ، و لا ننسي أن القطاع الرقمي في الصين من خلال التسوق الإلكتروني ، عوضت الكثير من الخسائر بالقطاعات الأخرى " .
من جهته قال " أحمد ياسين " خبير اقتصادي من " لندن " : " القدرات الكبيرة التي تمتلكها السلطات الصينية ، ساعدت في احتواء ذلك الوباء ، مما مكنها من تقييد حركة التنقل ، و السيطرة علي مدن كاملة أصبحت مثل السجون الكبيرة ، لكن لا يمكن للسلطات الصينية الاعتماد علي تلك الآليات لفترة زمنية طويلة ، بدون إيجاد لقاحات و علاجات ، لأنه هناك توابع اقتصادية كبيرة سلبية علي قطاع النقل و الصناعة و السياحة ، التي ظلت مُعطلة ، و بالتالي تؤثر علي الاقتصاد العالمي ، نظراً للوضع الاقتصادي الصيني الضخم و مكانته بين العالم " .
و استطرد : " الجهود الصينية بالتأكيد فائقة ، و تدل علي القدرات الخارقة للصين ، لتنظيم احتواء و انتشار ذلك الفيروس ، و هي بالتأكيد لصالح الصين و شعبها و الاقتصاد العالمي ، بمنع انتقال الفيروس إلي الخارج ، و رغم ذلك شهدنا وجود حالات إصابات قليلة في عدد من الدول مثل الولايات المتحدة و بريطانيا و الجارة تايوان ، و نظراً لحساسية ذلك " الفيروس " و قدرته المذهلة علي استعادة نشاطه خلال فترة زمنية و التي قُدرت بأسبوعين ، و هنا تكمُن الخطورة لأنه لا يُظهر عوارض الإصابة , تنتقل من شخص لأخر ، لافتاً أننا في فترة حساسة جدا ً، و الأسبوعين القادمين في غاية الأهمية القصوى ، فإذا لاحظنا أن الجهود المبذولة تُعطي ثمارها ، عندها يُمكن القول بأنه تم النجاح في السيطرة علي ذلك الفيروس " .
و أضاف : " الفيروس أظهر تحديات كبيرة أمام المراكز الطبية و اكتشاف اللقاحات ، فهذا الفيروس له القدرة بالظهور علي شكل أنماط مختلفة ، ولا يشبه نظراؤه السابقين من الفيروسات ، فمنظمة الصحة العالمية تُظهر فقط بعض الآمال حول الوصول إلي اللقاح المناسب ، و الخطورة هنا أن السلطات الصينية لن تستطيع حجز المواطنين كثيراً داخل منازلهم ، مما يُنذر بكوارث اقتصادية سلبية ، حيث شهدنا " تحذيراً قوياً من شركة أبل بخصوص الإيفاء بأحدث إصدارتها من " الأيفون " في الأسواق الدولية كون مصانعها المُنتجة هناك بالصين " .
و أكمل : " الاقتصاد الصيني متوقع رجوعه في معدل نموه خلال الربع الأول من العام الحالي ، مقارنةً بالأعوام الماضية ، و واقعياً العجلة الاقتصادية الصينية لا تزيد حالياً عن نسبة " 40 % " من قوتها المعتادة بسبب الفيروس ، فالقطاع الصناعي و قطاع النقل و قطاع السياحة ، هي قطاعات أساسية و تُمثل حوالي " 60 % " من الناتج الإجمالي للصين ، شبه مُتعطلة ، مؤكداً أن إيجاد اللقاح المناسب في أقرب فترة زمنية هام جداً ، فالصين كتكتل اقتصادي متكامل تُمثل حوالي " 19 % " من الاقتصاد العالمي ، و ذلك بالمقارنة بالوضع الاقتصادي خلال مواجهة فيروس " سارس " ، لأن انتشار الفيروس في فترة أبعد من شهر مايو القادم ، سيتكبد الاقتصاد العالمي خسائر ضخمة " .
و اختتم : " الاقتصاد العالمي ، و الذي بات يعتمد بشكل أساسي علي التجارة الحرة و العولمة و حرية الانتقال للبضائع و الأشخاص بين الدول ، و اتفاقيات التجارة الحرة ، من ضمن تكتلات اقتصادية عالمية ، مُنوهاً أن هناك أطراف مقربين من الحزب الجمهوري الأمريكي ، أرادوا استغلال فرصة انتشار الفيروس في الصين لدعوة الشركات الأمريكية النشطة في الصين و العودة إلي السوق الأمريكية ، و يجب توجيه الشكر للسلطات الصينية علي جهودها " .
من ناحيته قال " عماد عبد الهادي " محلل سياسي من " واشنطن " : " لا يمكن أي مُنصف أن يُغمض عينيه عن مسئولية الصين بشكل مباشر عن انتشار الفيروس ، و تغاضيها عن تناول الشعب الصيني لكثير من الأطعمة التي تضم " حيوانات غربية " ، و هناك اتهام أخر لم يتثني إثباته ، أن هناك بعض المواطنين الصينيين من خلال فيديوهات ، كشفوا عن تأخر السلطات المحلية في التعامل مع الأزمة ، و الضرر الذي يقع في الاقتصاد الصيني من انخفاض العملة الوطنية " يوان " ، و العشرات من شركات الطيران منعت رحلاتها إلي الصين ، و تفكير بعض الشركات من تغيير مقراتها في الصين ، فالخسائر تطال الجميع دون استثناء " .
و أضاف : " وسائل الإعلام الدولية غطت كيف تعاملت السلطات الصينية مع الأزمة ، و النظام الصيني نظام شمولي باعتراف الجميع ، لكن هذا لا ينفي مسئولية الصين في تعاملها مع انتشار " الفيروس " لم يكن كافياً ، رغم إشادة الكثيرين بمحاولات السيطرة علي تفشي المرض ، فهناك حوالي " 150 مليون " مواطن صيني شبه محبوسين و محتجزين في بيوتهم ، و إذا كانت تلك إدعاءات ، فيظل هناك اتهام للصين بمسئولياتها الكاملة ، و السلطات الصينية لم تُحدد تاريخ محدد حول التعامل مع الأزمة بصورة كاملة " .