زهير دعيم
أضحت حارتنا العبلّينيّة القديمة وزقاقنا الغاطس في القِدم والذي يكحّل أجفان بيتنا المتواضع ؛ أضحت ورشة جميلة للتصوير ، بل قل هوليوود الصّغيرة ، فنستيقظ على الكاميرات والمُعدّات والإنارة والمُمثلّين والممثلات بلباسهم المتنوّع يروحون ويجيئون ، فتشعر وكأنّك تعيش في غزّة...
إنّهم يصوّرون فيلما أو مشاهد من فيلم بعنوان :
AGAZA WEEKEND
نهاية أسبوع في غَزّة
فكلّ شيء يُذكّرك بغزّة ، صور الشهيد وبراميل القُمامة الغزّيّة ، وسيّارة غزيّة قديمة " تحرنُ" أحيانًا ويأبى أن يدور مُحرّكها.
حقيقة ، إنّه انطباع جميل ومشاهد أجمل أضفت على حارتنا رونقًا وجمالًا ، فمحت الرتابة وغسلت خدود الزقاق بالحياة والمُلصقات والحركة والألوان، والأجمل والابهى أنّهم وأقصد القائمين على العمل في الفيلم أحيانًا ما يحتاجون الى بعض الشخصيّات العبلّينيّة لتؤديَ دورًا صغيرًا لأمّ غزيّة ذاقت مرارة الحرمان أو لأخرى تكنس الشارع أو لدور آخر.
لستُ على دراية تامّة بفحوى الفيلم ، ولكنه يعطي انطباعًا جميلًا ، كيف لا ؟!!! وأنت ترى وتسمع خليطًا من اللغات فهذا " يرتِنُ" بالانجليزيّة وذاك بالعربية وتلك بالعبرية ، والكلّ يعيش الألفة والمحبّة ، فتراهم يجتمعون على خدّ الزّقاق يرتشفون فنجانًا من الشاي أو القهوة مع الحليب والبسمات تعلو الوجوه.
الأمر مُلفتٌ للنظر ورائع ، رغم أنّنا كثيرًا ما نتضايق من إقفال الحارة فنُضطرّ لإركان سيارتنا بعيدًا.
مشهد في منتهى الروعة ، والاروع بما لا يُقاس عندما نشاهد غدًا أو بعد غدٍ حارتنا العبلّينيّة القديمة - قبل ميلاد السيّد المسيح- نشاهدها تُكوكب على شاشات البلاد .
عبلّيننا فعلًا جميلة ، وادعة ، راقيّة وأكثر ، وإلّا لَمَا وقع عليها الاختيار للمرّة الثانية لتصوير مشاهد من فيلم ثان وخلال سنة أو أكثر قليلًا.
عبلّين في القلب ، كذا كانت وستبقى كما كلّ بقعة من وطنّنا الأحلى.