كتب - أحمد المختار
هل تعرفون أن الملك الفرنسي " لويس التاسع " الذي صار لاحقاً " القديس لويس " استأجر خدمات " 13 ألف عاملة دعاره " لمرافقة الحملة الصليبية الثامنة ؟ ، هل تعرفون أن بيوت " الدعارة " في " فرنسا " كانت أوكار " تخابر مع العدو " خلال الحرب العالمية الثانية ؟ . في هذه الحلقة من برنامج " أسرار باريس " من تقديم " تاتيانا الخوري " سنكتشف تاريخ " الدعارة " في فرنسا و خبايا بيوتها .
في القرن الثامن عشر ، كانت فرنسا تتساهل و تتشدد مع " بنات الهوى " ، حيث كانت تنير صاحبة " الماخور " قنديلاً أحمر في المساء علي الشرفة ، لاستقبال الزبائن ، فكانت مهنة " البغاء " مهنة قانونية تديرها " امرأة " تقدم للسلطات المعلومات و البيانات عن البنات " البغايا " ، و إبان القرن الـ 16 برز مرض " الزهري " المنقول جنسياً و تعاملت السلطات بقمع العاملين في مجال " الدعارة " و غلق الحمامات العامة .
بدورها لم تجرم " الثورة الفرنسية " الدعارة فازدادت أعداد " العاملات بالدعارة " و شكلت قرابة " 13 % " من نساء العاصمة " باريس " ، و مع وصول " نابليون الثالث " ازدهرت طبقة من البغايا الفاخرات و بلغت بيوت الدعارة عصرها الذهبي في أواخر القرن التاسع عشر .
و في حقبة الاحتلال النازي لفرنسا تم تقسيم تلك البيوت إلي بين الضباط و الجنود ، و عقب الحرب تم إغلاقها كونها كانت بيوت للتخابر مع العدو النازي .
اليوم تقل أعداد " العاملات بالدعارة " علي قارعة الطرق ، لكن لم تقل " الدعارة " .
حيث كانت " باريس " في بداية القرن العشرين ، كانت ملتقي و قبلة للأنظار يتهافت عليها أصحاب المال و النفوذ من كل مكان بالعالم ، و كان يقصدها كبار الفن و السينما ، رغم تنصت قوات الأمن و الشرطة علي تلك البيوت لدخولها كبار الشخصيات من الساسة و الملوك و الأمراء و الرسامين و الفلاسفة ، حيث كانت تتميز بنات تلك " البيوت " بالرشاقة و الجمال .
و في أبريل عام 1946 ، تقرر إغلاق معظم " دور الدعارة " و بيع محتوياتها بالكامل من الدور الفخمة إلي البيوت الرخيصة الشعبية .
من جهته قال " بيار هيلين " أمين أحد المتاحف التي كانت في السابق بيتاً للدعارة : " الدور الفخمة كانت لا تسمح باهانة العاملات فيها من البنات ، و كانت تتميز بالتراتبية الهرمية ، و لديها نظام داخلي محدد ، تديره مدبرة شئون البيت و كان أكثر الأماكن التي تشهد الانضباط و الالتزام هو بيت الدعارة " .
و تابع : " ظروف العمل في تلك البيوت تختلف من فئة إلي فئة ، فالدور الفخمة كان العمل يبدأ من العصر إلي ساعة متأخرة من الليل حولي " الرابعة أو الخامسة " فجراً ، و تستقبل المومس من حوالي " 3 إلي 5 " زبائن في اليوم " ، و كانت التسعيرة حوالي " 100 فرنك فرنسي " .
و أكمل : " بالنسبة للمواخير الشعبية ، كانت العاملة بالدعارة تستقبل من حوالي " 40 إلي 50 " و حوالي " 70 " زبون في اليوم الواحد ، و بالطبع كان ذلك يعتمد علي الأسعار ، و كانت تبلغ التسعيرة حوالي " 5 فرانك فرنسي " في المواخير الرخيصة " .
و أضاف " هيلين " : " الإشراف الطبي كان في غاية الأهمية ، و صار إلزامي في القرن التاسع عشر ، و كان الفحص الطبي للعاملات داخل الدار نفسها " ، أما " العاملات بالدعارة " التي تعمل في الشارع كان يتم توقيفهم و إرسالهم إلي سجن " سان لازار " لإجراء الفحص الطبي حيث كان به " مستشفي " ، و من يُثبت عليها إصاباتها بالأمراض التناسلية تخضع للعلاج في السجن بواسطة مادة " الزئبق " ، لكنه كان غير ناجع في بعض الأوقات و غير مضمون ، و كان مرض " الزهري " بمثابة رعب كبير للمجتمع في القرن التاسع عشر ، كان يُعتبر " مجهولا ً " .