سليمان شفيق
39 مليونا من اصل 64 مليون مسيحي في الهند يعانون من الاضطهاد في 40 هجوما شهريا
واغلبية المسيحيين في باكستان يعانون من اضطهاد شبة يومي .
تتزايد الانتهاكات ضد المسيحيين في العالم خصوصا في قارة آسيا التي باتت مشابهة لمنطقة الشرق الاوسط وافريقيا وفقا لمنظمة "اوبن دورز" البروتستانتية التي نشرت اليوم حصيلة بعمليات الاضطهاد التي يتعرض لها المسيحيون.
وافاد تقرير للمنظمة ان "اضطهاد المسيحيين يزداد عاما بعد عام لاسباب مرتبطة بايمانهم"، وفقا لمعلومات ميدانية تتقاطع مع معطيات اخرى وذلك خلال الفترة الممتدة بين الاول من سبتمبر 2015 وحتي اكتوبر2016 .
ونشرت المنظمة تصنيفها الدولي اليوم، في "50 بلدا يعاني فيها المسيحيون الاضطهاد اكثر من سواها"، واشارت الى تعرض "215 مليون شخص" للاضطهاد "بشكل قوي وقوي جدا وعنيف"، اي ما يشكل ثلث المسيحيين في هذه الدول.
وكما في كل سنة منذ 16 عاما، تصدرت كوريا الشمالية "مؤشر اضطهاد العالمي للمسيحيين للعام 2017"، تليها اربعة بلدان هي الصومال وافغانستان وباكستان والسودان.
وتابع التقرير ان نيجيريا تتصدر الدول التي يستهدف فيها المسيحيون مع 695 عملية قتل بسبب ديانتهم و وقال مدير فرنسا في المنظمة ميشال فارتون، ان المجموعة الجهادية الآن في موقف دفاعي، لكن العنف ضد المسيحيين مصدره ايضا الفولاني من الرعاة الرحل.
وبعد عام من القلق ازاء "انتشار الجهاديين" في الشرق الاوسط وافريقيا، كشف تقرير المنظمة عن "اضطهاد اقل عنفا" لكن "القمع بشكل يومي يزداد انتشارا.".
وقال فارتون: "ما شكل مفاجأة لنا هذه السنة، هو الوضع في آسيا"، مشيرا الى "تصاعد النزعة القومية الهندوسية او البوذية ما يعني استهداف الاقليات وخصوصا المسيحيين
وفي الواقع، فان الهند التي تحل في المرتبة 15 لم تكن ابدا بهذا المستوى في التصنيف العالمي. هناك 39 مليونا من اصل 64 مليون مسيحي في البلاد "يعانون من الاضطهاد الشديد"، وفق المنظمة التي تتحدث عن "40 هجوما شهريا" (ضرب الكهنة وحرق الكنائس ومضايقة المعتنقين الجدد وغيرها)
وبين الدول الاسيوية الاخرى على مؤشر المنظمة للعنف ضد المسيحيين فيتنام (17) ولاوس (24) وبنغلادش (26)وبوتان (30)
لكن اضطهاد المسيحيين سجل زيادة هي الاكبر من نوعها خلال عام في واحد في اليمن لتحتل المرتبة التاسعة مع وقوع المسيحيين "بين نيران" السنة المؤيدين للسعودية والشيعة الحوثيين.
وذكرت المنظمة ان 225 مسيحيا قتلوا في تسع دول اخرى بينهم شخصان في فرنسا هما الاب الكاثوليكي جاك هاميل الذي قتل ذبحا في تموز 2016 بايدي اثنين من الجهاديين داخل كنيسة في غرب البلاد، ومهاجر ايراني في مخيم للاجئين في شمال فرنسا في كانون الاول 2015 قتل بسبب "اعتناقه المسيحية".
واشارت الى انخفاض عدد الكنائس المستهدفة بأعمال العنف مع 1،329 تضررت او دمرت، بينها 1188 في 50 بلدا يتضمنها مؤشر المنظمة..
لكن "اوبن دورز" تعتبر ان هذه الارقام التي تشمل فقط عمليات قتل المسيحيين "المؤكدة" بناء على معلومات متقاطعة ميدانيا ومن الصحف والانترنت "اقل من الواقع".
اقترب الاضطهاد الديني للمسيحيين من حد "الإبادة الجماعية" في أجزاء من العالم، وفقا لتقرير طلب إعداده جيريمي هنت، وزير الخارجية البريطاني.
وأشار التقرير، الذي أعده أسقف كنيسة تورورو فيليب ماونستيفن، إلى تقديرات تتضمن أن واحدا من كل ثلاثة أشخاص يعاني من الاضطهاد الديني، وأضاف أن المسيحيين هم أكثر الجماعات تعرضا للاضطهاد الديني، وأفاد التقرير المرحلي بأن "ممارسات الإبادة الجماعية بلغت مداها، وأن المسيحية تواجه خطر الاختفاء من أجزاء في الشرق الأوسط".
وحذر أيضا من أن الديانة المسيحية "تواجه خطر الاختفاء في بعض أجزاء من العالم"، مستشهدا بإحصائيات تشير إلى أن المسيحيين في فلسطين يمثلون 1.5 في المئة فقط من عدد السكان بينما تراجع عددهم في العراق إلى 120 ألف مسيحي مقابل 1.5 مليون مسيحي قبل 2003، وكتب الأسقف البريطاني: "تظهر الأدلة أن الأمر لا يقتصر على انتشار الاضطهاد الديني للمسيحيين جغرافيا، بل تشير أيضا إلى ارتفاع حدته في الفترة الأخيرة".
وأضاف: "في بعض المناطق، يقترب مستوى وطبيعة الاضطهاد من التعريف الدولي للإبادة الجماعية، وفقا للتعريف الذي تتبناه الأمم المتحدة".
وأصدر وزير الخارجية البريطانية تكليفا بإعداد هذا التقرير العام الماضي وسط حالة من الغضب حيال المعاملة السيئة والتهديدات بالقتل التي تلقتها الباكستانية آسيا بيبي بعد اتهامها بالتجديف في باكستان، تلقت آسيا بيبي تهديدات بالقتل بعد اتهامها بالكفر في باكستان.
وتأتي نتائج التقرير بعد مقتل 250 شخصا وإصابة أكثر من 500 آخرين جراء هجمات على فنادق وكنائس في سريلانكا أثناء احتفالات عيد الفصح الشهر الماضي.
وقال جيرمي هنت وزير الخارجية البريطاني ، الذي كان يقوم بجولة أفريقية امتدت لأسبوع في مايو 2019، إنه اعتقد أن الحكومات كانت في "سبات عميق"، إذ لم تتعامل مع مشكلة الاضطهاد الذي يتعرض لها المسيحيون، لكن هذا التقرير وقبله الهجمات التي شهدتها سريلانكا ينبغي أن يكونا قد "أيقظا الجميع من سباتهم على صدمة كبيرة".
وأضاف: "ما نسيناه، في ظل هذا المناخ من اللياقة السياسية، هو أن المسيحيين الذين يتعرضون للاضطهاد يُعدون من أكثر الناس فقرا في العالم.