من التدين الشكلي الي الاستماع الغريزي
حسن شاكوش وحمو بيكا اسماء جديدة في عالم الغناء ، تعدت ارقام مستمعيهم السبعين مليون ، واصبحوا عنوان لظاهرة جديدة ، اسميها "الاستماع الغريزي" علي غرار "التدين الشكلي" .
قرات حواربين حسن شاكوش وحمو بيكا يعكس المستوي الثقافي حيث قال حمولشاكوش:
"انت شبعت بعد جوع.. أنا اللى عملتك .. أنا اللى خليتك تتشاف.. وبتنزل حفلات تغنى شغلى.. والكاميرات في الاستوديو بتاعى مصوراك أنا تاريخى أكبر منك".
لكن النقابة كان لها تدخل :
(أصدرت نقابة المهن الموسيقية برئاسة نقيبها الفنان هاني شاكر، بيانا ، بشأن أغاني المهرجانات، وقالت النقابة إنه في إطار الجدل المجتمعي الحاصل على الساحة المصرية ووجود شبه اتفاق بين كل طوائف المجتمع على الحالة السيئة التي باتت تهدد الفن والثقافة العامة بسبب ما يسمى بأغاني المهرجانات والتي هى نوع من أنواع موسيقى وإيقاعات الزار وكلمات موحية ترسخ لعادات وإيحاءات غير أخلاقية في كثير منه وقد أفرزت هذه المهرجانات ما يسمى بمستمعي الغريزة وأصبح مؤدي المهرجان هو الأب الشرعي لهذا الانحدار الفني والأخلاقي وقد أغرت حالة التردي هذه بعض نجوم السينما في المساهمة الفعالة والقوية في هذا الإسفاف، فإنه بات من الضروري إعادة النظر في كافة تصاريح الغناء)
لعل الفنان هاني شاكر قد اقر عين الحقيقة حين جاء في بيان النقابة : "الحالة السيئة التي باتت تهدد الفن والثقافة العامة بسبب ما يسمى بأغاني المهرجانات والتي هى نوع من أنواع موسيقى وإيقاعات الزار وكلمات موحية ترسخ لعادات وإيحاءات غير أخلاقية في كثير منه وقد أفرزت هذه المهرجانات ما يسمى بمستمعي الغريزة".
لكن نقيب المهن الموسيقية لم يستطيع ان يشرح لنا لماذا نتج ما اسماة "مستمعي الغريزة"؟
من اغاني الميكروباسات الي اغاني التكاتك:
بالطبع المشكلة اكبر من نقابة المهن الموسيقية ، ولعلني اعود للخلف الي عام 1976 حينما لاح في افق الغناء الفنان احمد عدوية ، ومع فارق التشبية بين عدوية وشاكوش الا ان من عاش تلك المرحلة يدرك الصخب الذي حدث والجدل الذي اثيروقتها ، وكان في نفس الوقت الرئيس الراحل السادات يطرح من جديد مسألة المنابر تمهيدا لعودة الحياة الحزبية ، وحول ذلك كتب الراحل الكبير صلاح حافظ رئيس تحرير مجلة روز اليوسف مقالا بعنوان " احمد عدوية ومستقبل العمل السياسي" ، شرح فية ان غناء احمد عدوية خاصة اغنية "سلامتها ام حسن " تتناسب مع سلامتها الحياة السياسية في مصر؟ وان الظروف عام 1976من التطرف الديني و فساد الانفتاح الاقتصادي وتحولة الي فوضي وظهور اغاني الميكروباسات طرح هذا النوع من الغناء.
وما اشبة اليوم بالبارحة ، فأن الفساد يتطور والارهاب يزداد والتطرف تحول غريزيا الي الاشارة الي فتوي شاذة ـ اعتذرت من قالتها فيما بعد ـ حول امكانية نكاح البهائم ؟!! وكيف اصبحت جرائم احتقار جسد المرأة والتحرش عادة وظهرت اغاني التكاتك بديلا لاغاني الميكروباسات ؟!!.
هل غريب ان تتحول "سلامتها ام حسن م العين وم الحسد" الي :"سكر محلي محطوط علي كريمة والكعب محني والعود عليه قيمة .... " ،
نعم التراجع الذي حدث في الذوق العام من تراجع الهوية المصرية من الغزو الوهابي واحتقار الجسد والتغيير الكبير الذي حدث في الملابس من سروال قصيرللرجال ونقاب للنساء ، هذا الانقلاب الغريزي تزامن معة السمع الغريزي ، وكراهية الجسد الانساني ادت الي كراهية جسد الوطن والعداء لاركانة من القوات المسلحة للشرطة للاقباط الخ
ومن يلاحظ كلمة :" الكعب " في الاغنية ومن زار السعودية وعاشرالشباب السعودي يدرك ان ما كان يظهر من المرأة هناك هو فقط "كعبها " ومايري من الخلف فقط " العود" ،
هكذا جأت الكلمات تظهر ثقافة بعيد تماما عن الوجة والشعر والعينين ، راجع كلمات الاغنية: :" والكعب محني والعود عليه قيمة"؟!!
ومن ثم راجعت كلمة الكعب في اغاني المهرجانات :(تيتو وبندق ـ مهرجان الكعب العالي)ومهرجان الاسطورة محمد رمضان تيم الكعب العالي .
وتعكس الاغنية صراحة ليس فقط ماتبقي للغريزة من كعب وعود من خلف النقاب والخمار، بل ما يتعارض اساسا مع القانون في غربة وغرابة فتقول الاغنية :
تنسيني اكرة حياتي وسنيني واتوة مش هلاقبني و اشرب خمر وحشيش".
الغريب ان تلك الاعنية بكل ماتحمل من من اهانة للذوق العام سمح بالغناء بها في استاد القاهرة ولما لا وان كان محمد رمضان هو نموذج للشباب ويغني حتي في السعودية .
هكذا تتقدم الثقافة السرية وتصير علنية في زمن تضاءلت السياسة وتراجعت الثقافة وارتفع ضجيج التطبيل الاعلامي، وتقدم التحرش بكل ما تبقي من هوية حتي اخشي ان نجد حمو وشاكوش في مجلس النواب القادم.
سليمان شفيق