عرض/ سامية عياد
سنوات عدة ما بين ميلاد الرب يسوع وعماده من يوحنا المعمدان تخطاها الإنجيل ولم يتحدث عنها وهى تقرب الثلاثين عام من حياة الرب يسوع ، ترى ما سبب هذا؟..
القس ابراهيم عازر كنيسة الأنبا بولا والأنبا أنطونيوس بنى سويف فى مقاله "ما بين الميلاد والغطاس" وضح لنا سبب تجاهل الإنجيل تلك الفترة من حياة الرب يسوع ، وذلك ليعلن لنا أن هذا الشاب وهو السيد المسيح الذى عاش وسط الناس كإنسان عادى وأخفى مجده عن أعين العالم كله ، بل كان خاضعا لوالديه وللناموس والشريعة أيضا ، هو ابن الله ، الابن الوحيد الذى له نفس الجوهر الذى لله الأب ، وكان هذا الإعلان عن طريق المعمودية ، لقد ألقى الإنجيل الضوء على أحداث البشارة و الميلاد ، يؤكد على ميلاده من عذراء ، فرح الرعاة بميلاده ، ورؤية المجوس لوجهه وإقرارهم بأن هذا الصبى هو الملك ثم يتخطى الإنجيل كل هذه السنوات ليقودنا الى معمودية الرب يسوع على يد يوحنا المعمدان ليعلن عن ألوهية السيد المسيح.
يوم المعمودية كان يوم الإعلان عن طبيعة السيد المسيح حيث انفتحت السماء ليتحدث الأب عن ابنه الحبيب "هذا هو ابنى الحبيب الذى به سررت" ، ثم يأتى الروح القدس على شكل حمامة ليختم ويؤكد أن هذا هو بالحقيقة الابن الوحيد ، والكشف عن شخص المسيح وطبيعته كان لا يمكن أن يعلن عنها بمعزل عن الثالوث القدوس "محبة الله الأب ، ونعمة الابن الوحيد ، وشركة وعطية الروح القدس" ، يوحنا المعمدان الذى عرف الرب يسوع وهو فى بطن أمه عرفه عند المعمودية حينما شاهد وعاين مجده وطبيعته فقد انتفض خوفا ودهشا حينما انفتحت السماء لتعلن الثالوث القدوس فهو لا يستحق حتى أن يحل سيور حذائه .
لقد عاش الرب يسوع إنسان مثلنا فى كل شىء يفكر ويتحدث ويتكلم ويتصرف ويتفاعل كإنسان عادى ، لقد شابهنا فى كل شىء ماعدا الخطية ولكننا نعلم أنه عمانوئيل الذى تفسيره الله معنا..
