عبدالفتاح: أردوغان يتلقى صفعة مرعبة داخل سوريا.. ولكن لا يوجد بديل له على الساحة
كتب - نعيم يوسف
الانتخابات المبكرة
قال الدكتور بشير عبدالفتاح، الباحث في الشأن التركي بمركز الأهرام للدراسات السياسية والإستراتيجية، إن الانتخابات المبكرة تلجأ لها الدول عندما تكون في أزمة، ولكن في تركيا تعتبر الانتخابات المبكرة سمة من سمات النظام السياسي الحالي الذي يقوده الرئيس التركي رجب طيب أردوغان، حيث يهدف إلى استثمار ظروف معينة لاستمرار سيطرته على السلطة.
حالة الغضب التركي
وأضاف "عبدالفتاح"، في لقاء مع برنامج "المواجهة"، المذاع على قناة "إكسترا نيوز" الفضائية، أن هناك حالة غضب شديد داخل تركيا بسبب الأوضاع السياسية، بالإضافة إلى المغامرات التركية في الخارج مثل ليبيا وسوريا وغيرها، بالإضافة إلى انتهاكات الرئيس التركي، وهناك انشقاقات كبيرة داخل الحزب الحاكم في تركيا.
أردوغان والتعديلات الدستورية
وتابع الباحث في الشأن التركي، أن التعديلات الدستورية منحت أردوغان سلطات شبه إلهية، وسيطر على كل السلطات، وأنشأ جيشًا ومخابرات خاصة به، في نفس الوقت الذي تشهد فيه الدولة تدهورا في الأوضاع المعيشية كافة، مشددًا على أن المشهد السياسي التركي يشهد حالة من الغضب الشعبي، ولكن المواطن التركي يبحث عن البديل ولا يجد، والمعارضة التركية ضعيفة، والأحزاب تعاني من نفس الضعف أيضا، والمواطن كان ينتخب حزب العدالة والتنمية مكرهًا.
تراجع شعبية أردوغان
وشدد على أن هناك تراجعًا في شعبية أردوغان، ولكن المشكلة في البديل، موضحا أن المنشقين عن حزب أردوغان، مثل داوود أوغلو، وعلي باباجان، يمثلان تهديدًا سياسيًا ولكن ليس تهديدًا انتخابيا، مشددًا على أن الاثنان لا يستطيعان سحب البساط من أسفل أقدام أردوغان، حيث يُنظر إليهما على أنهما امتداد لأردوغان، وبالتالي فإن المواطن التركي يخشى من تكرار نموذج أردوغان مرة أخرى.
شبح أ{دوغان والمعارضة
وأكد أن علي باباجان، و"أوغلو" طموحان، ولكن الخوف أن يسير في نفس طريق أردوغان، مستبعدًا أن يتم عقد تحالفًا بينهما في الفترة المقبلة، لأنه ستحدث هناك مشكلة في تقاسم الغنائم، موضحا أن السيناريو الأقرب هو تحالفهما مع المعارضة، مستبعدًا أيضا أن يتم التحالف مع حزب أردوغان مرة أخرى.
حزب كمال أتاتورك
وأوضح، أن حزب الشعب الجمهوري، وهو حزب كمال أتاتورك، ومن أقدم الأحزاب التركية، أحدث تغييرات جوهرية، حيث بدأ يغير خطابه، ويقبل التدين بشكل أو آخر، لأنه كان لديه حالة من العداء الشديد مع الدين.
ولفت إلى أنه مازال حلم الانضمام إلى الاتحاد الأوروبي يراود جميع الأوساط التركية، ولكن الرئيس التركي أراد خلق حالة في المجتمع، وهي مصالحة الأتراك مع الدين، وبهذا استطاع أن يربح قاعدة شعبية كبيرة.
التعطش لبديل أردوغان
واستطرد أن هناك تعطشا لبديل لأردوغان، ولكن مازال حزب الشعب الجمهوري يحتاج إلى برامج سياسية وكوادر لإقناع الأتراك أنه قادرًا على أن يحل محل الرئيس التركي أردوغان، مشيرا إلى أن البعض صور أكرم إمام أوغلو على أنه قد يكون بديلا لأردوغان، ولكن للأسف فإن انتخابات البلدية شيء، والانتخابات الرئاسية شيئا آخر.
ولفت إلى أن الأوضاع الاقتصادية في تركيا في أسوأ ما يكون، بالإضافة إلى تدخله في دول الجوار دون أدنى عائد، وتركيا حاليا تتلقى صفعة مرعبة في سوريا، حيث يتم التنسيق بين الدول العظمى للإطاحة بالتواجد التركي في سوريا، وفشل أردوغان يثير غضب الأتراك.