الأقباط متحدون | لقد حفرت حبك فى قلوبنا وتاريخنا القبطى
ستظهر الصفحة بشكل مختلف لآنك تستخدم نسخة قديمة من متصفح أنترنت أكسبلورر، استخدم نسخة حديثة من انترنت اكسبلورر او أى متصفح أخر مثل فايرفوكس لمشاهدة الصفحة بشكل أفضل.
أخر تحديث ١٣:٠٢ | الجمعة ٩ مارس ٢٠١٢ | ٣٠ أمشير ١٧٢٨ ش | العدد ٢٦٩٤ السنة السابعة
الأرشيف
شريط الأخبار

لقد حفرت حبك فى قلوبنا وتاريخنا القبطى

الجمعة ٩ مارس ٢٠١٢ - ٠٠: ١٢ ص +02:00 EET
حجم الخط : - +
 


بقلم : نسيم عبيد عوض


لقد بكيت وخفق قلبى بشدة وأنا أشاهد أبينا المحبوب جدا قداسة البابا شنودة الثالث ‘رئيس كهنتنا العظيم ‘ اليوم الأربعاء وهوبقدرالمستطاع ينطق بكلمة الحكمة المتعود عليها ‘ وهو يقاوم الألم ويتلوى منه ‘ حبا فى شعبه ‘وحب الشعب له فاق الوصف ‘ وعندما  كان يقف الناس يهتفون له كنت أبكى حبا لك ياسيدنا البابا ‘ فلك أن تتصور حجم حبك فى قلوبنا ‘وأنت علامة شامخة فى تاريخ الكنيسة القبطية وتاريخ مصر بوجه عام ‘ وبعد عمر طويل سيسطر التاريخ لك فترة جلوسك  المميزة على كرسى الأسد مارمرقس الرسول ‘ وكنت أنت أيضا أسدا إبنا للأسد الغاالب الخارج من سبط يهوذا ‘ ربنا وإلهنا يسوع المسيح ‘ الذى ساندك طوال هذه السنين المديدة ‘ فتصديت لحروب كل قوات العدو ‘ صارعت وحوشا حاولت أن تنال منك ‘

 

ولم تستكين يوما عن حبك لشعبك وكنيستك ‘ ملتمسا طريق السيد المسيح ‘ وأنا بعد أن شاهدتك اليوم  وسمعت كلماتك القليلة ‘ تلقفت القلم أبثك مشاعرى التى إلتهبت حبا لك ولكل ماأعطيتنا طوال السنين الماضية ‘ وأنا من الجيل الذى سار وراءك فى الستينات ‘ ننتقل خلفك من كنيسة مار مينا بالترعة البولاقية ‘ الى السيدة العذراء بعياد بك ‘ الى مار أنطونيوس شبرا الخيمة ‘الى مارجرجس الخمراوية ‘ومارمرقس مصر الجديدة ‘ ثم إجتماعك الأسبوعى بالكتدرائية ‘ الذى كان مشهودا له تقف فيه مصر كلها تستمع إليك ‘ المسلمين والأقباط ‘ كانت مواصلات القاهرة مخصصة لإجتماع البابا شنودة ‘ يوما كان دائما يبعث ببهجة فى نفوس الشارع المصرى .


لا أعلم كيف أوصف شعورى وأنت تحاول أن تخرج كلمة الحكمة لمجرد أت تطمئن شعبك وتهدئ نفوسة القلقة على صحتك ‘ ولكل الجيل الصغير كيف نصف لكم قوة وشجاعة أسقف التعليم الذى رسمه قداسة الباباالعظيم كيرلس السادس بإلهامه الروحى ‘ وكأنه يقرأ المستقبل ‘ ويعرف ماسيحدث للكنيسة ولمصر كلها ‘ فرسم هذا الأسقف الصعيدى الشامخ دائما ‘ الذى لا يكل ولا يمل ‘ تجده فى كل مكان على أرض مصر يعظ ويعلم ويثقف الشعب القبطى ‘ حتى أن شعب مصر كله كان ينتظر مقاله الأسبوعى فى الصحف  المصرية ‘ وعندما رسمته العناية الإلهيه رئيسا للكهنة كان قد تربع على قلوب المصريين يعشقون كلمته وينتظرون طلعته ‘

 

ولا ننسى كم من البسمات والبهجة أشاعها فى نفوسنا بتعليقاته المفرحة ‘ وحتى فى  وقت ماكانت تتجمع الغيوم على الكنيسة ‘ كان البابا يقف كالأسد يعظ فى الكتدرائية ‘ ففى هذا أنا مطئن ‘ الرب نورى وخلاصى ممن أخاف ‘ إن نزل على جيش لايخاف قلبى ‘ إن قامت على حرب ففى ذلك أنا مطمأن ‘ ولا أنسى هذه الوعظة الخطيرة التى وعظها وهو يزأر كالأسد ‘ وقت أن كانت مصر تتأذى من فتنة طائفية وعدوان على الكنيسة فى مدينة الخانكة ‘ ويومها كان قداسته يقف وسطنا بجلباب بسيط وبيدة عصاة ‘ وكانت تخترق شوارع القاهرة من الخانكة الى الكتدرائية ‘ صفا طويلا من أساقفة وكهنة مصر إحتجاجا على إضطهاد الكنيسة ‘ وقد إهتزت مصر كلها ‘ وبدأت زواحف الغضب الإسلامى تظهر فى الأفق ‘ وكان قداسته  يقف شامخا جريئا إستقبل كهنته ودخل بهم الى داخل الكتدرائية وألقى عظته ‘ وكان معنا الكثير من الأخوة المثقفين المسلمين أحباء البابا وحبا فى مصر ‘

 

وجاءت مذبحة الزاوية الحمراء ‘ لتزيد الألم إشتعالا وكان قداسته يقف أيضا فى وسط الكتدرائية التى كانت بدون سور أيامها يستقبل الهاربين من جحيم مذبحة النبوى إسماعيل وزير الداخلية وقتها الذى قاد مذبحة لكهنة وشعبنا القبطى بالزاوية الحمراء ‘الذى  صنع كردونا من رجال الأمن وحوط الإرهابيين يذبحون الأقباط والكهنة فى حمايته ‘ وكان قداسة البابا يصول ويجول ويعظ الشعب ويقوده  للتهدئة ‘ وفى شجاعة كان يقود الثورة ضد الفتن الطائفية ‘ وهذه أيام لا ولن ينساها تاريخنا القبطى ‘ وخصوصا فى حكم الرجل المسلم الرئيس لدولة مسلمة ‘ ووقف قداسة أبينا الحبيب فى ضيافة الرئيس السادات وبحضور مشايخ الأزهر ‘ فإذا به يخطب خطبته الشهيرة فيقلب المائدة على وجوه الحاقدين والمتعصبين ‘ كانت وعظته فى حضور رئيس مصر مثار أحاديث الشارع المصرى ‘ الذى دخلت كلمته قلوب المسلمين قبل الأقباط ‘ حتى  أن المسلمون أقروا يومها بتعصب هذا الرئيس وأيدوا كل ماقاله أبينا الحبيب . وحتى بعد أن إنقلب الرئيس المؤمن وأهاج المجتمع المصرى ‘ ولم يقدر ان يتصدى لحكمة وشجاعة رئيس الكهنة إلا بتحديد إقامته بالدير ‘ ولكن كرسى مار مرقس هو فى مكان وجود البابا ‘ ولم يبعد لحظة واحدة عن إدارة كنيسته وهو داخل ديره .


لقد وقف هذا القديس العظيم أمام ضيقات وألام شعبة وكنيسته قويا شجاعا ‘ تأتيه الأخبار بمذبحة الكشح وأبو قرقاص وقتل وهدم وحرق الكنائس وبيوت الأقباط ‘ وإضطهاد الشعب فى كل مكان ‘ وكل يوم ضربة ضد الكنيسة ومطاردة للشعب المسالم ‘ وأبينا الحبيب يصارع الوحوش ويكتم الامه وعطفة على كنيسته ‘ ولا أنسى يوم قدم الى نيويورك وحاول الصحفيين المصريين محاورته ‘ فقال لهم هل تحاولون أن تجعلونى أقول أنه لا يوجد إضطهاد للأقباط فى مصر ‘ نعم أن الإضطهاد يجثم على صدور المسيحيين فى مصر ‘ وهذا بخلاف إنتقادات قبطية داخلية  ‘ وقلوب ملتهبة ثائرة على مذابح الأقباط ‘ وكان الحكيم يكتم ألامه وحزنه ويتحلى بالهدوء وكثيرا ماقابل شدة المواقف بالضحكة ليشيع السلام فى نفوس الشعب ‘ ولكنه كان القلب خافقا باللألم بداخلة ‘ حتى أنه لم يستطيع يوما أن يوقف دموعة فبكى أمام الشعب ‘ وبكى كل الشعب معه ‘

 

وإهتزت لدموعة جموع الشعوب فى العالم كله .
ومن مصر إنتقلنا الى بلاد المهجر ‘ وإذا بالبابا شنودة يقتحم هذه البلاد ‘ ويقيم بها الكنائس القبطية فى كل مكان من إستراليا الى أميركا الشمالية الى أوروبا ‘ إخترق أفريقيا فأنتشرت الكنيسة الأرثوذكسية وحتى الأديرة العديدة ‘ فاصبحت المنارة والقبة والصليب الأرثوذكسى يناطح السحاب على وجه الأرض كلها ‘ وحتى أصبحت بشارة هذه الكنائس علامة فى أوساط المجتمع الخارجى ‘ وهم يشاهدون ابناء الأقباط يساهمون تقدم هذه المجتمعات ونهضتها ‘ وفى نفس الوقت يعبدون مسيحهم بكل فخر وشجاعة ‘ وهاهى الكنيسة القبطية الأرثوذكسية فى مجتمعات الأرض ‘ تحكى لشعوب الأرض إيماننا الأقدس بمسيحنا الذى جاء وقدس أرضنا مصر ‘ وقصة أول مذبح تنبأ به الكتاب المقدس فى وسط أرض مصر ‘ عرفنا العالم الذى وقف إحتراما وإجلالا لرئيس كهنتا القديس البابا العظيم فى سلسلة البطاركة العظام .


ولا يسعنى الوقت والمداد حتى أكتب بالحب الذى بقلوبنا لقداستكم ‘ وإن كنت قد بكيت لكم اليوم ‘فمشاعر حبك هزت فى نفسى تاريخك الطويل والذى عاصرته بنفسى معك ‘ ولنا كل الفخر أن كنا فى عهدك  أحياء وأنت الجالس على كرسى مار مرقس‘ قبلاتى وحبى أرسلهم لك ‘ ونحن نعيش على بركة صلواتك على مدار الأربعين عاما الماضية ولأيام قادمة .




كن في قلب الحدث... انقر هنا لتحميل شريط الأدوات الخاص بالموقع لتصلك الأخبار لحظة حدوثها



تابعونا على صفحتنا علي الفيسبوك
رابط دائم :
المقال الموضوع يعبر فقط عن رأي صاحبه وليس بالضرورة عن رأي أو اتجاه الموقع
تقييم الموضوع :