حمدي رزق
نصيحة لوزيرة الصحة، الدكتورة هالة زايد، سحب بلاغ الوزارة للنائب العام ضد نقابة الأطباء، ليس هكذا تفتح قنوات الحوار مع دار الحكمة، الحكمة تقتضى حوارًا، ومهما اشتدت النقابة فى حملتها على الوزيرة، فالدكتورة هالة زايد مسؤول وحق عليها النقد، وعليها بما روى عن أمير المؤمنين عمر بن الخطاب: «رحم الله امرءًا أهدى إلىّ عيوبى».
أعلم أن الوزيرة مضغوطة بشدة، وتعانى، وتقاسى ويلات وسائل التواصل الاجتماعى، وغردت أخيرًا على «تويتر»، ولأول مرة، بما يحمل هذا المعنى، نصًا: «الحقيقة الخوف على البلد ليس من كورونا'> فيروس كورونا، الخوف الأكيد من الفيروس الذى يصيب الأخلاق والقيم، لأنه أكثر تدميرًا.. ليس لأفراد.. بل لدول وشعوب بأكملها».
فى مثل هذه الحالة من المزاجية الحزينة، أنصح الوزيرة بعدم اكتساب عداوات جديدة، لديها ما يكفيها ويزيد، وعليها أن تتفهم موقف «دار الحكمة»، فإذا كان سياسيًا، فالحوار كفيل بتذليل أسباب الخلاف، وإذا كان مهنيًا، فأهل المهنة أدرى بشعابها، وأبواب دار الحكمة مفتوحة للوزيرة، فلتذهب وتشاورهم فى الأمر.
وإذا كانت المعارضة إلكترونية، فلا تحفل بها، وتشق طريقها تواصلًا مع حكماء دار الحكمة، وتجتهد فى توصيل الخدمات الطبية إلى مستحقيها (مرضى وأطباء)، وأعلم أنها ما غردت على تويتر إلا تحت ضغط، أمراض المجتمع الطبى المتوطنة لا تعالج بين يوم وليلة، تحتاج إلى علاج ممتد المفعول، ولن تتمكن الوزيرة من مكافحتها إلا بتضافر النقابة ودعمها.
فى حوار إلكترونى قصير مع الوزيرة لم يزد على بعض جمل مقتضبة، وضح أن الوزيرة متألمة، تعانى جحودًا لجهودها واتهامات جزافية، أورثتها بعضًا من قنوط، ولكنها تقاوم، وتكافح، وتجتهد، وهذا جدير بالدعم النقابى من حكماء دار الحكمة.
هذا البلاغ خارج تمامًا عن سياقات الوزيرة، لا محل له من الإعراب، النصيحة الخالصة أن تواصل الحوار مع حكماء دار الحكمة، ولا يجرمنكم شنآن قوم، معلوم لم يحظ وزير صحة بإجماع المجتمع الطبى، بل وزارة الصحة باتت مثل وزارة النقل مقبرة للوزراء.
هذا عن الوزيرة.. فماذا عن دار الحكمة؟، أكلما جاء وزير يسعى لتطوير المنظومة الطبية باء بغضب، هل «برنامج الزمالة» مرفوض، مثلًا فيه سم قاتل؟!، البرنامج قابل للتطوير إذا خلصت النوايا، وإذا كانت للنقابة رؤية متكاملة لا تلغى الوزارة فلتقدمها للوزيرة.
لا يعقل أن تناهض النقابة برامج الوزارة التدريبية التخصصية تأسيسًا على فكرة الرفض السياسى الذى ينتهجه البعض طريقًا لحصد الأصوات نقابيًا، فلتتحمل النقابة نصيبها من الغرم، وتسعى إلى الوزيرة سَعْى الوزيرة للنقابة، تجسير الهوة بين الوزارة ودار الحكمة مهمة الحكماء فى دار الحكمة.
نقلا عن المصرى اليوم