اقتصار الدعم على طفلين يعد أولى الخطوات الفعلية للتشجيع على تقليل الإنجاب في مصر، خاصة بعد أن أصبحت الزيادة السكانية ظاهرة تتكرر كل عام حتى كسرت الدولة حاجز الـ100 مليون مواطن لذلك لجأت الحكومة إلى التفكير خارج الصندوق بعد فشل خطط المواجهة السابقة.
أكد الدكتور مصطفى مدبولي، رئيس الوزراء، أمس الجمعة، خلال اجتماعه الوزاري، أن الدولة تتخذ إجراءات حاليا خاصة بالدعم لقصره على طفلين فقط لكل أسرة، سواء في التموين أو مشروع "تكافل وكرامة"، موضحا أن ذلك للمواليد الجدد، وليس لمن يحصلون حاليا على الدعم، وسيتم تشجيعهم من خلال «الحوافز الإيجابية» للأسرة المصرية «المكونة من 4 أفراد أو أقل (أب وأم وطفلين)»، بهدف التصدي للزيادة السكانية بحث الأسر المصرية على تقليل الإنجاب مقابل حوافز للدعم سواء في التعليم أو الصحة أو السلع التموينية.
ويضم مشروع قانون الحوافز الإيجابية العديد من المزايا للأسر النموذجية، ومنها منح الأسرة النموذجية كارتا ذكيا يحتوى على بيانات أفرادها، حث الجمعيات الخيرية على توزيع المساعدات والمنح للأسر الملتزمة بإنجاب طفلين فقط، وتقديم وسائل منع الحمل دون مقابل مادى فى الوحدات الصحية والمستشفيات فضلا عن تخصيص نسبة لقضاء فريضة الحج للأبوين (كبار السن) فى الأسرة النموذجية.
ستحظى الأسرة النموذجية أيضا على تسهيل إجراءات المشروعات المتوسطة والصغيرة للأسرة النموذجية عن طريق توفير قروض بدون فوائد، تخصيص نسبة من الإسكان الاجتماعى وأراضى الدولة للأسر النموذجية، تنظيم احتفال سنوى لتكريم نماذج من الولايات أسر المثالية الملتزمة بتنظيم الأسرة، وإصدار شهادات شرفية للوالدين اللذين أنجبا طفلا واحدا.
تسير مصر على خطى عدد من الدول طبقت نظام المكافآت للأسر وفقا لتقليلها للإنجاب، مبالغ مالية، وخدمات مستمرة، وتأمين مستقبل الطفل، هذه أبرز المزايا التي قدمتها عدد من الدول حول العالم كمحاولة للحفاظ على الموارد الحالية وضمان حق الأجيال القادمة فيها.
روسيا واحدة من أبرز الدول التي تم تقليل الإنجاب فيها، واكتفت الكثير من الأسر بانجاب ابن واحد أو اثنين كحد أقصى، وكذلك الصين التي تخطى عدد سكانها المليار نسمة، فبعد تهديد زيادة عدد السكان مستقبل الصين اتخذت خطوات مبكرة من خلال إضافة قانون يتضمن مزايا للأسرة صاحبة الابن الواحد أما باقي الابناء فلا يتمتعون بالدعم او المزايا التي تحظى بها الأسرة صاحبة الابن الواحد
وتعد الصين واحدة من أوائل الدول التي عملت على تقليل الإنجاب من خلال تطبيق قانون سياسة الطفل الواحد، فقد كانت تقدم الدعم لطفل واحد فقط لكل أسرة أما في حالة رغبة الأسرة في إنجاب المزيد من الأطفال فإنهم لا يتلقون دعم من الدولة.
كما تعد ألمانيا المثال الأول لدولة يتضح فيها آثار تقليل الإنجاب المستمر، نظرا لخطة تقليل الانجاب وتجنب خطر الزيادة السكانية، وعلى الرغم من التناقص الحاد والمستمر للشعب الألماني، لم تتخل الدولة عن سياستها بل عملت على تعديل معدل النمو السكاني مجددا باستقبال أكبر كم من المهاجرين والفارين من الحروب وغيرها من الظروف في بلادهم.