ناقش قضية العلاقات الجنسية بين الأزواج.. وله قصة صعود ونجاح مثيرة
كتب - نعيم يوسف
رحل العبقري الجريء الذي أضحكنا وأبكانا على حالنا، رحل بعد صراع طويل مع المرض، تاركًا وراءه عددًا ضخمًا من الأعمال الفنية والإبداعية التي جسدها على الشاشة والمسرح كبار نجوم الفن المصري.. إنه الكاتب الكبير لينين الرملي.
عمل في الصحافة والفن
ولد لينين فتحي عبد الله فكري الرملي، في 18 أغسطس عام 1945، بمحافظة القاهرة، وواصل مسيرته في التعليم حتى حصل على بكالوريوس المعهد العالي للفنون المسرحية، ليشق طريقه فيما بعد بمجال الفن، والصحافة في نفس الوقت، حيث ترأس تحرير مجلة الأحرار، وقدم حوالي 60 عملًا فنيًا.
يروي الناقد الفني، طارق الشناوي، في مقال له، القصة الغريبة لنجاح الكاتب الساخر لينين الرملي، والفنان محمد صبحي، في مسرحية "انتهى الدرس يا غبي"، لافتا إلى أن هذه المسرحية كان من المقرر أن يقوم ببطولتها الفنان محمد عوض، ولكنه اعترض على الفصل الثالث، ورفض "الرملي" تغييره، وكانت مقاعد الجماهير خاوية، حتى قام المنتج بزيارة المقاهي، وعرض على الجالسين عليها حضور المسرحية مجانا، بل من يكمل فصلا منها يحصل على كوبًا من الشاي، حتى حققت المسرحية نجاحًا جماهيريًا واسعا.
ليس كأي كاتب
"الرملي" ليس مثل أي كاتب، فهم يهتم بكل تفاصيل الشخصية، وحتى الجمل المرتجلة، يكتبها، ولا يترك للممثل فرصة للارتجال على الرغم أنه عمل مع كبار نجوم الكوميديا، مثل فؤاد المهندس، وعادل إمام، ومحمد صبحي، وعزت العلايلي، وغيرهم من النجوم، إلا أنه كون ثنائيا ناجحا جدًا مع محمد صبحي.
تميز لينين الرملي بالحس الكوميدي المرير، فهو الذي أضحكنا على كوارثنا وسلبيات مجتمعنا، حيث يكتب كتابة ضاحكة ولكنها تعطي نفس التأثير التراجيدي من نقد الذات والسخرية من الواقع المرير وتناقض شخصياته البلهاء والمتغطرسة المغترة بغبائها، وقد ناقش العديد من القضايا الجادة السياسية والاجتماعية، ومنها قضايا الإرهاب، والعلاقات الجنسية بين الأزواج، والأحوال السياسية في البلاد.
بأسلوبه الساخر الساحر، قدم لينين الرملي مسرحيات: تخاريف، وانتهى الدرس يا غبي، وأهلا يا بكوات، ووداعا يا بكوات، وعفريت لكل مواطن، والشيء، والكابوس، وسعدون المجنون، وبالعربي الفصيح، ووجهة نظر، والهمجي، أنا وشيطاني، والحادثة، وسكة السلامة، وسك على بناتك، واعقل يا دكتور، وقدم لنا بأسلوبه الكوميدي المميز أفلام: "العميل 13"، و"فرصة العمر"، وفيلم "الإرهابي"، وفيلم "بخيت وعديلة" بجزأيه، الأول والثاني، وفيلم "البداية"، كما قدم مسلسلات: حكاية ميزو، ومبروك جالك ولد، وهند والدكتور نعمان، وقد بدأ الكتابة للتلفزيون عام 1967، وقد عايش الرملي أحداث الثورة المصرية في يناير 2011 وكتب عنها مسرحية "اضحك لما تموت" والتي قُدّمت على المسرح القومي، وتوفى أمس الجمعة، 7 فبراير 2020 بعد صراع مع المرض عن عمر يناهز 75 عامًا.
إبداعات "الرملي" لا تتوقف على الكتابة للفن فقط، بل أيضا أخرج عملين، وهما: سلام النساء، واخلعوا الأقنعة، وقدم كتابين وهما: "هرش مخ"، و"حواديت حصاوي"، وحصل على جائزة الأمير كلاوس من هولندا عام 2006.