حمدي رزق
المتحف الكبير اسمًا ووصفًا، المتحف العملاق يستأهل اسمًا كبيرًا في رئاسته، رمز مصرى عالمى، يضيف للمتحف، يستحق المتحف عقلية منفتحة عالميًا، ذات شهرة وسابقة أعمال طيبة، المتحف حتمًا سيحلق في الآفاق العالمية، أفلا نقدم للعالم وجهًا مصريًا مشرقًا.
أخشى انحيازًا لأحدهما، أولهما، الوزير الفنان فاروق حسنى، صاحب الفكرة المضيئة لإقامة المتحف، واستقدم طائفة من الشركات والخبرات المتحفية لتضع الماكيت الرئيس الذي تجسد متحفًا سيكون الأعظم تاريخيًا، قبلة لعشاق الحضارة الفرعونية شرقًا وغربًا، ونال حسنى أخيرًا بعضًا من الاعتراف بجهده من قبل وزارة الآثار ووزيرها المؤتمن الصديق خالد العنانى، الذي يعرف الفضل لأهل الفضل.
وثانيهما، الدكتور زاهى حواس، حارس أبوالهول العظيم، صاحب الاكتشافات الأثرية المثيرة، والأشهر عالميًا في سياق الحضارة المصرية، والضيف الأثير لكبرى المحطات الأمريكية والأوروبية في سياق القصص الإخبارية الأثرية، فضلًا عن تأليفه لأوبرا الافتتاح عن الفرعون الصغير توت عنخ آمون، وهى أول أوبرا مصرية عن الحضارة الفرعونية.
أيهما يصلح ليكون اسمًا فاخرًا لرئاسة المتحف، سفيران فاخران يتحدثان إلى العالم بلغته التي يفهمها، وكلاهما وجه عالمى لا يحتاج إلى تعريف أو سيرة ذاتية، دعكم من الحسابات بأثر رجعى، ثارات الماضى القريب، والأقوال المرسلة على وسائل التواصل الاجتماعى، كل من تولى منصبًا استهدف حتى ولو كان ساجدًا على السجادة في السيدة نفيسة.
المتحف الكبير نقلة أثرية وحضارية عظيمة، مثل هذه الأيقونات الفريدة التي تقدمها مصر إلى العالم، تستوجب استقدام من يُحسن تقديمها، وينور عليها، ويشكل إضافة، القيمة المضافة التي يضيفها حسنى أو حواس، يعرفها جيدًا من خبر ألقهما الخاص عالميًا، ندرة هي الشخصيات المصرية ذات الألق العالمى.
أذكر أن الوزير فاروق حسنى عُرض عليه رئاسة متحف قطر الوطنى فتحفّظ، فاروق حسنى يعمل في مصر، وإذا أبدع ففى حب مصر، وأعلم كم من عروض تلقاها زاهى حواس ولا يزال من الخارج، ولكنه لا يصبر على فراق مصر، ونذر جلّ جهده للدعاية للآثار المصرية على مختلف المستويات الأكاديمية والإعلامية، فضلًا عن مكتبة أثرية من مؤلفاته بلغات عالمية، يعرفه كل عالم وأثرى في العالم، وصوره بقبعته الشهيرة تزين أكبر الميادين في العواصم العالمية.
أقول قولى هذا ولا أحجر على رأى مخالف، ولا أصادر حق الوزير العنانى في الاختيار الأنسب وفق مراجع الحكومة المصرية العليا، ولكنه إسهام متواضع في الترشيحات التي ستملأ الأجواء كلما اقترب موعد الافتتاح العظيم للمتحف الكبير.
نقلا عن المصرى اليوم