كتب - أحمد المختار

 بعد إنتشار فيديو " الملاعنة " من طرف أحد الأئمة بإحدى المساجد التابعة لوزارة الأوقاف ، و ما حواه من التأثيرات الخرافية للخطابات المضرة لعقول المجتمع ، و بهذا الصدد : 
 
قال الشيخ " عمرو الورداني " أمين الفتوى بدار الإفتاء المصرية ، أنه لا بد من الاعتراف بالظواهر السلبية التي تحدث في المجتمع المصري ، سواء من ناحية الخطاب الديني أو الفتوى بشكل عام ، حيث الدولة نجحت في إزاحة عدد من الخطابات الإرهابية التي تحكمت و سيطرت علي عقول الشعب المصري كثيراً ، حيث أن وظيفة العالم الديني الثابتة هي " تأسيس الوعي و الإنتاج العلمي المعتدل و حراسة القيم " ، و هناك وظيفة متغيرة هي " ترميم المجتمع و دعم التنمية " .
 
و تابع " الورداني " خلال لقاءه مع الإعلامية " إيمان الحصرى " في برنامج " مساء دي ام سي " علي شاشة " دي ام سي " : " بالفعل لدينا قصور كبير في وظيفة العالم ، حيث تأثر المجتمع بحدوث فجوة بين ما هو ديني و ما هو اجتماعي ، فلا بد من إبعاد و إزاحة الخطابات الخرافية و المتطرفة الإرهابية " .
 
و شرح أمين الفتوى التغيرات التي حدثت في تدين الشعب المصري و أرجعها إلي عدة أسباب و منها : " عدم وجود ركائز ثابتة يعتمد عليه الإنسان و لا تمكنه من استخدام العقل ، فيلجأ إلي الأوهام و الخرافة نتيجة الكسل و اللجوء إلي الخيال لمواكبة مفردات الحياة الجديدة ، و السبب الثاني هو وجود سماسرة و وسطاء للخطاب الديني ، حيث يظهروا في شكل الاتجار بسلعة الدين ، بعيداً عن كل القيم التي أرساها الله ، و اللعب علي احتياجات البشر البسطاء ، الذي لا يريد التغيير فيلجأ لهؤلاء ظنا ًمنه أن يحقق كل ما يريده و هو جالس في مكانه ، فهناك العديد من المرضي النفسيين الذين يدعون النبوة ، نظراً لقدراتهم الضعيفة و عدم القدرة علي تحقيق أماله في الحياة ، و الأخطر من ذلك ظهور الخرافات في الطبقة المثقفة أو الراقية مادياً ، هناك الكثير من الأشخاص ليس لديهم علاقة جيدة مع الله ، فيعيشوا في حالة وهم ديني " .  
 
و استمر " الورداني " : " بلغت عدد الفتاوى حوالي مليون فتوى استقبلتها المؤسسات الدينية الرسمية ، و هناك الكثير من يعتقد إنها حالة سلبية ، و غياب دور الدين عن الناس ، لكن أراها بشكل إيجابي أنه عودة الناس لأحضان المؤسسات الرسمية " .
 
و أضاف : " مع الاعتراف بأنه هناك حالة غياب للوعي في المجتمع ، لكن كل صنايعية الخرافات يستغلوا حاجات الشعب الاجتماعية لدور الدين ، فلابد من وجود منتجات دينية تحل الفجوة بين ما هو ديني و ما هو اجتماعي ، فمن الضروري أن يكون الاجتهاد من ضمن أهل الاجتهاد ، و أن المتسبب في فيديو " الملاعنة " كانت لديه العديد من السبل التي يستطيع اللجوء إليها كـ " وحدات الأسرة " لكن تصويرها بالفيديو و نشرها علي مواقع التواصل الاجتماعي فهي كارثة ، فآية الملاعنة التي نزلت علي " الرسول " نزلت في زمن معين و أحداث معينة ، فهي الآن تخضع للقضاء في زمننا الحالي ، و هناك من يستغلوا ما ورد في الأثر للتأثير علي عاطفة المستمعين " .
 
و اختتم " الورداني " : " الخرافات تعد بمثابة المخدرات ، و كل من يصدقها يعتبر مواطن غير صالح و غير منتج و غير مفيد للمجتمع ، فالعلم هو ميزان الإنسان ، فعلي كل شخص أن يكون له ذكر و فكر ، فالفراغات الموجودة في حياة الناس ، وارد أن يظهر بعض النتوءات مثل مروجي الخرافات ، فمنهج الأزهر لا يتدخل في حياة الناس ، لكن خطابات التيارات المشددة ، أصابت المجتمع المصري بالوسواس القهري ، و جعلت الدين عبء ، مما أظهر الكثير من التطرف و الإلحاد " .