حمدي رزق
حذارِ، اللعب بالنار فى المساحة بين الأزهر والدولة المصرية جد خطير، والسعى لإحداث فتنة، هذا لمن عظائم الأمور الوطنية، وعلى اللاعبين بالنار الموقدة أن يتقوا الله فى وطنهم، البلد لا يحتمل فتنة جديدة، ولا توليد عدائيات جديدة، فالأزهر رغم أنف المؤلفة قلوبهم إخوانيًا، من عُمُد الدولة المصرية، وثالث ثلاثة، الجيش والأزهر والكنيسة، مثلث القوة المصرى فى مواجهة تحديات الزمن الصعب.
حذارِ من المؤلفة قلوبهم إخوانيًا، أو المؤلفة جيوبهم قطريًا، ويستوجب اليقظة أكثر من أى وقت مضى، هناك فتنة خطيرة يعد لها الآن فى الأقبية الاستخباراتية التركية، والعاملون على الفتنة ينشطون الآن بين الصفوف داخليًا، وقال قائل منهم لئيم قبل ساعات باستقالة الإمام الأكبر، وعلى نهجه نهج آخرون مشاؤون بنميم بين الناس، والإمام قائم يصلى فى المشيخة، ويرعى من القاهرة، وعلى البعد «التجمع الإعلامى العربى من أجل الأخوة الإنسانية» فى العاصمة الإماراتية أبوظبى.
الإمام الطيب كبير المقام، ولا يقبل ضغوطًا، ولم يتعرض لضغوط، ولم يضغط يومًا، ولم يفكر فى الاستقالة أو دُفع إليها، أو كان يومًا مجبرًا عليها، ولم يفكر فيها قط، الإمام ليس بالخفة التى يتصورها البعض، الدكتور الطيب «رجل دولة» قبل أن يكون شيخًا للأزهر، ورجال الدولة يُعرفون بسيماهم، تأدية الفروض الوطنية على أوقاتها، والصلاة فى حب الوطن صلاة مودع.
الحكى البغيض الذى يروجه نفر ممسوس من زبانية جهنم الجالسين على رصيف الوطن، لا أصل له ولا فصل، تلك أمانيهم، الحكى عن خلاف بين المؤسسة الأزهرية ومؤسسة الرئاسة حكى مخاتل، ومخطط إخوانى خبيث لضرب العلاقة المحترمة بين الرئيس والإمام، والتى تجسدت تاريخيًا فى صورة منصة 3 يوليو الشهيرة التى أطاحت بالاحتلال الإخوانى البغيض.
اللعبة الاعتيادية، بهلول يؤلف حكيًا فى فضائيات إسطنبول، وزغلول يعقب فى صحافة القاهرة، وأم سحلول تحلله بين لندن وباريس، وهكذا دواليك لخلق حالة، والحالة تتداعى أخبارا وتحليلاتٍ، هو ما يتم نسجه الآن فيما سُمى أزمة «الإمام والخشت»، وكأن الدولة المصرية دفعت الخشت للنيل من المؤسسة الأزهرية، فهب الإمام يذود عن الحياض الأشعرية، لا هذا ولا ذاك، ولا شىء يُذكر بالمرة، ولا هذا مدفوع ولا ذاك مفجوع، والدولة لم تكن حاضرة حتى تُتهم بما لم تستبطنه، الدولة المصرية أكبر مما تظنون أو تذهب بكم الظنون.
خلاصته، هناك من يتربص بالعلاقة بين مؤسسة الرئاسة ومؤسسة الأزهر، ويحرض عليها، ويعمل على بذر الفتنة، والعاملون عليها كثر، وبعضهم خلايا نائمة بين الصفوف، تجد مساحات للحركة فى غفلة من العيون الساهرة، ويروجون الأكاذيب فى سياقات استنكارية، ويبيعون الأخبار المكذوبة فى سياقات تكذيبية، هؤلاء بضاعتهم مفخخة، هؤلاء مؤلفة جيوبهم فاحذروهم.
نقلا عن المصرى اليوم