كتبت - أماني موسى

قال الكاتب والباحث إسلام بحيري، أنه سيقوم بالتعليق طيلة حلقات هذا الأسبوع على وقائع مؤتمر الأزهر لتجديد الفكر الإسلامي، موضحًا أنه سيرد بنقاط محددة على ما دار بالمؤتمر وبأن ما حدث كان كبير جدًا.
 
وأضاف بحيري في برنامجه "البوصلة" المقدم عبر شاشة TEN، التعليق سيكون مع كامل الإجلال لشخص فضيلة الإمام الأكبر الشيخ أحمد الطيب، لكن عملاً بالقرآن الكريم الذي وصف نفسه كقول الله "لا يأتيه الباطل من بين يديه ولا من خلفه"، ومن ثم ما دون القرآن وكلام الرسول الصحيح هو يؤخذ منه ويرد عملاً بمذهب الإمام مالك الذي تتبعه مؤسسة الأزهر الذي قال "كل يُؤخذ من كلامه ويُرد إلا صاحب هذا القبر" وكان يقصد الرسول.
 
موضحًا أن لديه نقاط للتعليق على المؤتمر ككل والحضور فيه وقوامه، وأيضًا على كلمة الإمام الطيب ببداية المؤتمر وكلمته التي رد بها على د. محمد عثمان الخشت رئيس جامعة القاهرة، مؤكدًا أنه ليس بصدد الدفاع عن د. الخشت لأنه جدير بالدفاع عن نفسه.
 
واستطرد، يا فضيلة الإمام الأكبر قلت في كلمتك الافتتاحية "وهذا المصير البائس لا يزال يشكل حلمًا لذيذًا وأملاً ورديًا يداعب خيال المتربصين بالإسلام في الشرق والغرب، وحده دون سائر الأديان والمذاهب، ومن هؤلاء من ينتمي إلى هذا الدين باسمه ومولده" وكنت تعني المصير الذي يريدوه المتربصين للإسلام، وهذا النفي أكبر من نفي الانتماء لدين الإسلام اسمًا ومولدًا ولكن قلبًا وقالبًا وديانة، والسؤال لفضيلة الإمام الأكبر الذي يخاطب ملايين المسلمين في العالم في مؤتمر رسمي: كيف علم فضيلة الإمام ما في قلوب هؤلاء الناس بأنهم متربصين بالإسلام؟ هذا التربص وصف ورأي من فضيلة الإمام، لكن كيف علم فضيلته بما في صدورهم وقلوبهم والقرآن الكريم قد خص هذه الصفة لله سبحانه وتعالى فقط وقال "إن الله عليم بذات الصدور"، فالله فقط هو يعلم ما في أنفسنا.. فكيف علم فضيلة الإمام ما في قلوبهم؟
 
وتابع بحيري، حتى المنافقين استعصى على النبي فهمهم وهو مَن هو، وقال له القرآن "لا تعلمهم نحن نعلمهم"، لأنه لا يعلم ما في قلوبهم من نفاق، مستطردًا: وهو الرسول يا فضيلة الإمام.. فكيف لك أن تعرف ما في قلوب الناس وهذا الكلام يؤدي إلى فتح أبواب نراها الآن بأن المتطرفين يحكمون على ما في قلوب الآخرين ويرمونهم بالزندقة والتكفير والردة وما إلى ذلك من كل هذه الاتهامات، وهذه نقطة ليست بسيطة.
 
وأستطرد، ذكرت فضيلتك في معرض كلمتك عن التجديد بأنه قانونًا قرآنيًا ثابت، وعددت الآيات التي تنص عليه صراحة، فضيلتك قلت أن الأهم لو كان التجديد قانون مستنبط من القرآن أو أنهم فهموه أنه قانون مستنبط بالقرآن فأنا اتفق مع فضيلتك في هذا الشأن، فلماذا إذًا بعد دقيقتين وقد أغلق باب الاجتهاد؟ فلماذا التجديد وهو مستنبط من القرآن الكريم أغلق بعد القرن الثالث؟ إذًا المشكلة في التراث وأهله الذين رأوا هذا القانون "التجديد" وتركوه وعاكسوه وأغلقوه تحت عناوين كبيرة يعلمها كل دارس.
 
وقد قلت فضيلتك أن الوقت لا يتسع لذكر أسباب وقف الاجتهاد وتوقف باب التجديد، إذًا يا فضيلة الإمام الأزمة في التراث ليس كما قلت فضيلتك بعدها بيومين بأنه لا مشكلة في التراث، والحقيقة أنك ذكرت المشكلة بأنك أكدت أن التجديد أمر من القرآن، ثم قلت أن أهل التراث أغلقوا باب الاجتهاد، إذًا المشكلة في فهم وتصور وقدسية ما أقروه أهل التراث من القرون الثلاثة الأولى، وهذا ما أقررته أنت بنفسك يا فضيلة الإمام، وهذا يخالف ما قلته بأخر جلسات المؤتمر بأنه لا مشكلة في التراث.
 
وأضاف بحيري، عزيزي فضيلة الإمام المشكلة في التراث بشهادة خطابك في افتتاح المؤتمر، فأهل التراث هم الذين أغلقوا باب الاجتهاد الذي هو موجود قانونه في القرآن الكريم.
 
ثم قلت فضيلتك أن أحكام الإسلام تنقسم إلى قسمين، الأول ثابت وهو ما لم يطلب أحد المساس به كالصلاة والصوم، فلم يطالب أحد بتطوير الصلاة أو الذكاة أو الصوم، ثم أردفت فضيلتك الكلام عن النوع الثاني القابل للتجديد والتطوير وقد قلت نصًا "وهي الأحكام المختصة بمجالات الأحكام الإنسانية الأخرى مثل الأحكام المدنية والجنائية والدستورية"، يا فضيلة الإمام هل تضع موضوع توثيق الطلاق الذي طالب به الرئيس السيسي منذ عامين مؤسسة الأزهر تحت وطأة تقارير وإحصائيات تعدد حالات الطلاق وكم منهم مثبت وغير مثبت وقضايا معلقة بما يعد قهر لملايين النساء، وقد طالب به الرئيس المصري أن يقر مسألة اجتماعية بحتة لا تأتي على الثوابت كالصوم والصلاة والحج والعمرة، وحينها أصدر الأزهر بيانًا طويلاً يرفض الأمر ويقول بأنه لا يمكن، وهذا مخالفًا لما أقررته أنت بالمؤتمر الأخير.