حمدي رزق
القروض كالديون فروض، ومصر تؤدى فروضها، أى قروضها وديونها على وقتها، وطوال تاريخها الطويل لم تتأخر يوما عن سداد ما عليها راضية مرضية، متحملة المشاق فى طريق صعب فرضته أحداث جسام عصفت بمقدرات الاقتصاد الوطنى.
دولة تعرضت لتجريف اقتصادى مريع، وتخريب متعمد، وحصار عالمى عقابًا على خلع الإرهابيين من الحكم، وجرى تجفيف الموارد، وحجب القروض والمساعدات، ولولا لطف الله بعباده، ونفرة نفر من أبناء مصر المخلصين لكان للاقتصاد المصرى وجهة أخرى، الله سلم.
بيان محافظ البنك المركزى، طارق عامر، بيان تأخر طويلا، كل تأخيرة وفيها خيرة، يقول للصديق رامى رضوان على قناة dmc متفائلا مستبشرا: «ونحن لا نتأخر فى أى التزامات وسددنا كل التراكمات القديمة، ومنذ 4 سنوات كان علينا 6.5 مليار دولار ديونًا لشركات البترول الأجنبية سددنا جميعها، بجانب 4 مليارات دولار لشركات أجنبية صناعية سددناها بالكامل.. الآن أرصدة البنوك المصرية بالخارج وصلت لـ17.5 مليار دولار بخلاف الاحتياطى.. هذه قوة لمصر واقتصادها».
يجعله عامر، بيان محافظ البنك المركزى طارق عامر بالتفاصيل، وليته تطرق إلى سداد الديون القطرية والتركية، تم تسديدها بالكامل، مصر سددت ديون سنوات ما بعد 25 يناير.. سددت مليار تركى وسبعة مليارات قطرية، فضلا عن سداد نحو 25 مليار دولار ديونا وفوائد ديون مستحقة على مصر، خلال العامين الماضيين من نهاية مارس 2017 وحتى نهاية مارس 2019.
أذهب بكم لأبعد من ذلك، تم سداد نحو 36.7 مليار دولار ديونا منذ ثورة 30 يونيو 2013، تخيل الرقم، يذكرك بقيمة الاحتياطى النقدى المصرى إبان ثورة يناير 2011، سجل 36 مليار دولار، وكان مصدر افتخار من حكومة الدكتور أحمد نظيف.
بعض من الخيال يجسد الحالة، التى بات عليها الاقتصاد الوطنى، تخيل دولة خارجة من وعثاء ثورتين 30/25، من سنوات سبع عجاف، تسدد من لحم الحى 36.7 مليار دولار، بالجنيه المصرى تسدد ما قيمته تقريبا 623 مليار جنيه، دولة ترجت قرض الصندوق بـ12 مليار دولار، وتحصلت عليه بعد ماراثون مفاوضات، وزخم إصلاحات، ومعاناة عصرت الناس عصر الزيتون.
مصر تسدد 36.7 مليار دولار، وترتفع احتياطياتها الدولارية فى البنك المركزى إلى 45.118 مليار دولار من أصل 13 مليار دولار فى العام 2013، وكان قبلها مباشرة سجل 36 مليار دولار فى 2011، واستنزف الاحتياطى بفعل التخريب المتعمد والفوضى الضاربة، حتى انبجس الدم من الضرع، وتضرع المصريون للسماء خوفا وطمعا، الحمد لله الذى أطعمنا من جوع وأمنَّا من خوف.
نقلا عن المصرى اليوم