بقلم - ثروت الخرباوي 
المنظومة الفكرية التي قام عليها الإرهاب تتكون من عدة أعمدة رئيسية هي: أولا الادعاء أن الخلافة فريضة دينية يجب أن يعمل من أجلها كل مسلم وإلا كان إسلامه ناقصا، وثانيا الادعاء الجاهل بأن مجتمعنا لا يطبق الإسلام لأن له هيئة تشريعية تُشرع من دون الله، وثالثا اختلاق مصطلحات فقهية لا أصل لها فمثلا مصطلح "العبرة بعموم اللفظ لا بخصوص السبب" الذي يسير عليه علماء تفسير القرآن هو مجرد رأي، والحقيقة أن معظم ما قاله المفسرون عن آيات يخرجونها من سياقها ويقولون عنها إن العبرة فيها بعموم لفظها لا بخصوص سببها هي آيات يجب أن تكون العبرة فيها بخصوص سببها، وقد أدى هذا المصطلح إلى الخروج بأحكام فقهية تخالف صحيح القرآن.
 
والخطورة التي يجب أن نعيها هي أن منظومة الإرهاب تستند إلى الأحاديث التي اختلقوها على النبي صلى الله عليه وسلم، إذ إنهم ـ منذ أكثر من ألف ومائتي عام ـ لما وجدوا أن القرآن لا يسعفهم في صنع دينٍ يوافق هواهم صنعوا روايات أطلقوا عليها "الأحاديث الشريفة" والحقيقة أنه لا أحد من الممكن أن ينكر الحديث الصحيح، ولكن ما هو معيار الصحة؟ هل السند فقط، أم أن المتن هو الأولى للحكم على صحته؟ ثم ما وظيفة الحديث؟
 
طبعا أنتم تدركون أن المتن هو موضوع الحديث، والسند هو سلسلة البشر الذين رووا الحديث إلى أن تم تدوينه بعد قرنين من وفاة الرسول، ولأنكم تعرفون أن الله سبحانه وتعالى قال في كتابه الكريم "ذلك الكتاب لا ريب فيه" إذن فإن كل كتاب بعد كتاب الله فيه ريب، لذلك فلا ريب أن البخاري ومسلم وأصحابهما في كتبهم ريب، ولك أن تعود إلى ما كتبه الإمام الشاطبي في كتابه الموافقات من أن"الكتاب مقطوع به والسنة مظنونة، فلزم من ذلك تقديم الكتاب على السنة".. ولذلك وجب أن نقيس السنة على القرآن، فإن وافقته فأهلا بها، وإن خالفته فلا أهلا ولا سهلا لأنها ليست سُنَّة ولكنها من المدخولات على السنة.