لا أعتقد أن أحدًا استطاع أن يحصى زوجات سيدنا الحسن.. ولا أعتقد أن أحدًا يعرف أسماءهن جميعًا.. وبعد أن بدأت الكتابة تأكدت أن المتوفر من معلومات نادر جدًا.. ويبدو أننى عندما قررت السير فى طريق الكتابة التراثية الروحانية كتبت على نفسى مشقات لم أتخيلها، خاصة عندما يتعلق الأمر بالنساء..
قال الإمام ابن كثير، رحمه الله: كان الحسن بن على كثيرَ التزوُّج، وكان لا يُفارِقه أربعُ زوجاتٍ. وكان على بن أبى طالب يقول لأهل الكوفة: لا تُزوِّجوا الحسنَ بن على، فإنه مِطلاقٌ، فيقولون: والله يا أمير المؤمنين لو خطب إلينا كلَّ يومٍ لزوَّجناه منّا مَن شاء، ابتغاءً فى صهر رسول الله، صلى الله عليه وسلم، من كتاب «البداية والنهاية» لـ«ابن كثير».
كان سيدنا الحسن أشبه الناس بجده، رسول الله محمد، «ص»، فى وجهه، فقد كان أبيض مشربًا بحمرة، وكان شديد الشبه بأبيه على بن أبى طالب فى هيئة جسمه، حيث إنه لم يكن بالطويل ولا النحيف، بل كان عريضًا.
كان سيدنا الحسن يُعرف عنه الكرم الشديد. ويُحكى أنه سمع رجلاً كان جالسًا بقربه فى المسجد الحرام يسأل الله أن يرزقه عشرة آلاف درهم، فعندما عاد إلى بيته سأل عنه وبعث إليه بالعشرة آلاف درهم. ويُروى أن جارية لسيدنا الحسن حيّته بطاقة ريحان، فأطلق سراحها وجعلها حرة.. وقال لها: «أنت حرّة لوجه الله»، وعندما سُئل فى ذلك قال: «أدّبنا الله فقال: (وَإِذَا حُيِّيْتُم بِتَحِيَّةٍ فَحَيُّواْ بِأَحْسَنَ مِنْهَا أَوْ رُدُّوهَا إِنَّ اللّهَ كَانَ عَلَى كُلِّ شَىْءٍ حَسِيبًا)، وما وجدت أحسن من إعتاقها».
قسّم سيدنا الحسن كلّ ما يملكه إلى نصفين، فعل هذا ثلاث مرات فى حياته، قسّم كل ما يملكه، حتّى نعله، ثم وزعه فى سبيل الله.
أولى النساء اللاتى سأتحدث عنها هى السيدة أم كلثوم بنت الفضل بن عباس.. لا أستطيع أن أجزم أنها كانت أولى زوجاته،
ولا أعرف ترتيبها بين الزوجات.
هى ابنة الفضل بن العباس بن عبدالمطلب بن هاشم بن عبد مناف القرشى الهاشمى، ابن عم الرسول، صلى الله عليه وسلم، أبوه هو العباس بن عبدالمطلب، شيخ قريش وزعيمها، وأمه هى «أم الفضل»، لبابة بنت الحارث الهلالية العامرية، أخت أم المؤمنين، ميمونة بنت الحارث، زوج النبى، صلى الله عليه وسلم.. وشهد «الفضل» مع الرسول فتح مكة، وغزا معه فى غزوة حنين، وكان ممن ثبت مع رسول الله من أهل بيته وأصحابه فيها، حين هرب بعض الناس منها.. وصحب الرسول، «ص»، فى حجة الوداع، وأردفه الرسول وراءه من بين الذين ساروا من المزدلفة إلى منى، فأصبح يطلق عليه «رديف رسول الله».
وللحديث بقية.
نقلا عن المصرى اليوم